قامشلو/ فريدة عمر ـ في ذكرى تأسيسه العشرين، أكدت عضوات مؤتمر ستار على رفع وتيرة النضال في وجه مخططات الإبادة، وطالبن حماية مكتسبات ثورتهن، مناشدات النساء السوريات بضمان وجودهن في سوريا ديمقراطية لا مركزية.
يكمل مؤتمر ستار عامه العشرين، والذي أعلن عن تأسيسه في مؤتمره الأول بتاريخ الخامس عشر من شهر كانون الثاني عام 2005، بحضور عدد قليل من النساء، وفي ظروف صعبة وسرية ليتم الإعلان عن “اتحاد ستار” ليكون تنظيماً يقوم بتوحيد وتوعية النساء من النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية من جهة، ورداً على ممارسات نظام البعث من جهة أخرى.
من اتحاد ستار إلى مؤتمر ستار
التف حول الاتحاد عدد من النساء، ممن كانت لديهن إمكانية التعامل مع التنظيم، ليقمن بنشر الوعي بين صفوف النساء من الناحية السياسية والاجتماعية والثقافية. إلا أن رقعة هذا التنظيم توسعت، لذلك وخلال مؤتمره السادس، الذي عقد تحت شعار “المرأة الحرّة نحو سوريا الديمقراطية”، في مدينة رميلان بمقاطعة الجزيرة، بتاريخ 25-26/2/2016 وبحضور /251/ مندوبة عن مقاطعات شمال وشرق سوريا، ودمشق، ولبنان، وعدد من الضيوف ممثلات عن مختلف الشعوب والأحزاب والمنظمات السياسية والمدنية، تم النقاش حول إعادة البناء من جديد وتشكيل عشر من لجانه آنذاك، ابتداء من الكومينات والمجالس والمقاطعات، ونتيجة لتوسع النضال ونشاطات التنظيم تم تغيير اسم “اتحاد ستار” إلى “مؤتمر ستار”، وأصبح بذلك مظلّة أساسيّة للمرأة في المنطقة، لتشمل نشاطاته المزيد من النساء من كافة الأعراق والأديان.
وعلى مدار كل هذه السنوات، ينظم مؤتمر ستار نفسه في الداخل والخارج على أسس الإرادة الجوهرية ومبادئ الإدارة الذاتية مع جميع التنظيمات النسوية من القوميات والثقافات المختلفة، كما يقوم بالتنظيم على أساس النموذج الديمقراطي – الإيكولوجي وتحرير المرأة، ويعتمد منهج الأمة الديمقراطية بديلا عن ثقافة القوموية والمركزية، وينظم نفسه على أساس تحقيق العدل والحرية والمساواة للمرأة ومختلف الشعوب، ويرتكز في حل قضايا ومشاكل المجتمع وفق منظور إيديولوجية المرأة.
ويناضل تنظيم مؤتمر ستار، ضد جميع المقاربات التي تنبع من النظام الذكوري السائد والمفاهيم، التي تؤدي إلى التمييز القائم على أساس الجنس والعنصرية، والاستبداد، والسلطوية والعنف، وبدلا من ذلك، يعمل على ترسيخ نظام الرئاسة المشتركة في الهياكل التنظيمية؛ بهدف التأسيس لإرادة المرأة الحرة، وتمثيلها في مراكز القرار بناء على مبدأ التمثيل بالمناصفة، إلى جانب تعزيز وسائل الحماية والدفاع عن مكتسبات ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا وتعميم التجربة في المناطق السورية الأخرى ودول الشرق الأوسط.
عشرون عاما مكللة بالتضحيات والمكتسبات
وبهذا الصدد، تحدثت لصحيفتنا “روناهي”، عضوة منسقية مؤتمر ستار لشمال وشرق سوريا، كلستان كلو، هنأت كلستان في مستهل حديثها الذكرى السنوية العشرين للتأسيس: “في البداية نبارك هذه الذكرى، على القائد عبد الله أوجلان، قائد فلسفة المرأة الحياة الحرية، الذي أنار لنا طرق النضال والحرية، كما نبارك على كافة النساء المناضلات، في ميادين المجتمع، وعلى وجه الخصوص، نبارك لوحدات حماية المرأة بطلات المقاومة، اللواتي يسطرن ملاحم بطولية في وجه الاحتلال التركي ومرتزقته”.
وأشارت كلستان، إلى أن مؤتمر ستار مسيرة طويلة مكللة بالتضحيات والمكتسبات: “تأسس مؤتمر ستار، في ظل مراحل حساسة وفي ظروف سرية، نتيجة الممارسات القمعية للنظام البعثي، في وجه الشعب الكردي وتحديدا المرأة الكردية، مؤتمر ستار ليس تنظيما عاديا، إنما تنظيم تأسس بتضحيات كبيرة، تنظيم زينب وزهرة وهبون وكرم وسعدة والآلاف من النساء القديسات اللواتي ناضلن لأجل الحرية، اليوم مؤتمر ستار يستكمل عامه العشرين، هذه الأعوام مكللة بالعديد من التضحيات والمكتسبات أيضا”.
مؤتمر ستار جسر وصل نضال المرأة للعالم
نوهت كلستان إلى أن مؤتمر ستار لم يعد تنظيما للمرأة الكردية فقط، إنما لنساء الشرق الأوسط والعالم: “رحلة الانتقال من اتحاد ستار إلى مؤتمر ستار، لم تكن سهلة، صحيح أنه بدأ بالمرأة الكردية، إلا أن اليوم مؤتمر ستار يرى نفسه مسؤولاً أمام أي امرأة في أي مكان من بقاع الأرض، ومهما كان انتماؤها أو هويتها، فهي ترفض أشكال العنف ضد المرأة وتناضل في سبيل حرية النساء، فالأنظمة الذكورية تقتل المرأة الكردية والعربية والسريانية، تقتلنا لأننا نساء، ومؤتمر ستار أخذ على عاتقه حماية النساء والنضال لأجلهن، وأصبح جسر وصل للعالم في مختلف بلدانه”.
وأكدت عضوة منسقية مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا، كلستان كلو، في ختام حديثها، على مواصلة النضال لضمان نجاح ثورة المرأة: “إننا نساء شمال وشرق سوريا تحديدا، ونساء الشرق الأوسط عامة، نعيش مرحلة مفصلية وحاسمة، في ظل ما تتعرض له مناطقنا من استهداف مستمر من دولة الاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة التابعة لها؛ بهدف احتلال أرضنا، وإبادة شعوب المنطقة والمكتسبات التاريخية التي حققتها ثورتنا، واستهداف قياديات الثورة، لذلك علينا التكاتف ورفع وتيرة النضال وفق مبدأ حرب الشعب الثورية”.
هدفنا بناء سوريا لا مركزية، حرة تسودها المساواة والديمقراطية
من جانب آخر، أشارت ناطقة مؤتمر ستار في مقاطعة قامشلو، ابتسام الحسين، إلى أن مؤتمر ستار ومنذ بداية تأسيسه يناضل لأجل تحقيق اللامركزية والديمقراطية: “لقد عانت شعوب المنطقة، الويلات على يد الأنظمة الحاكمة، وعلى رأسها نظام البعث، والمرأة السورية وتحديدا المرأة في شمال وشرق سوريا ذاقت الأمرين، لذلك وفي خضم الانتفاضات في وجه النظام، اختار مؤتمر ستار خط النضال وفق مبدأ الديمقراطية واللامركزية، في وطن يمثل فيه صوت الشعب الحر والمرأة الحرة، بعيدا عن التعصب والإقصاء لأي هوية أو شعب أو فئة، وعلى هذا الأساس قدم مؤتمر ستار عشرين عاما من النضال والتضحيات لأجل تحقيق هذه المكتسبات”.
وتشهد سوريا بعد سقوط نظام الأسد، مرحلة تاريخية جديدة، وعليه شددت، ابتسام الحسين، في ختام حديثها على ضرورة الحفاظ على مكتسبات المرأة وأهمية مشاركتها الفاعلة في سوريا الجديدة: “قدمت النساء في شمال وشرق سوريا، مشروعا لا مثيل له في العالم، قدمت تضحيات كبيرة وآلاف الشهيدات والقياديات، في سبيل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، والعمل لأجل تحقيق المساواة والديمقراطية، واليوم ومع دخول سوريا مرحلة جديدة بعد حقبة طويلة من قمع واستبداد وسلطة لنظام الأسد الحاكم، نشهد ولادة جديدة، علينا أن ندرس هذه المرحلة بكل حذر، فمؤتمر ستار الذي ناضل كل هذه الأعوام لتحقيق الحرية والديمقراطية، علينا أن نحمي هذه المكتسبات ونضمن دورنا الفاعل في بناء سوريا الجديدة، في الختام أبارك عشرين عاما من النضال للنساء وأدعوهنَّ إلى رفع وتيرة النضال والتسلح بوسائل الحماية الجوهرية”.