قامشلو/ دعاء يوسف –دعت عضوات مؤتمر ستار في مقاطعة الجزيرة لمناهضة العنف ضد المرأة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ونيل المرأة حقوقها كاملة في ظل مجتمع تطغى عليه الذهنية الذكورية، وذلك من خلال تعريفها بحقوقها، واعتمادها على ذاتها، وفتح أبواب المنظمات النسائية لدعمها، ومساعدتها للتخلص من العنف.
في خضم نضال المرأة بإقليم شمال شرق سوريا، من أجل الوصول إلى كامل الحقوق، والحريات، والعيش بحياة حرة كريمة في مجتمع خالٍ من العنف، تواجه المرأة أبشع الجرائم التي تُرتكب بحق النساء من نكران للوجود، وتهميش دورهنّ الريّادي في قيادة المجتمع، وممارسة السلطة المفجعة عليها في مجالات الحياة كافة، بشرائع تسنّها الذهنية الذكورية سواء كان أبا، أو أخا، أو زوجا، يقابله في الجانب الآخر القيود المجتمعية البالية تحت مسمى العادات والتقاليد البالية، التي تحرمهن من التعليم والخوض في دروب التوعية والتثقيف والبقاء في مرحلة متدنية من الإدراك.
العنف يكبل حرية المرأة
وبهذا الصدد التقت صحيفتنا “روناهي” الناطقة باسم مؤتمر ستار في مقاطعة الجزيرة “ابتسام إبراهيم” والتي حدثتنا عن أهداف مؤتمر ستار، وسعيه لكسر صخرة الذكورية في المجتمعات: “إن هدفنا تفعيل، وتنظيم دور المرأة، وكذلك السعي إلى كسر الذهنيَّة القديمة، والعادات، والتقاليد البالية، التي أرهقت المرأة وكبلتها لعقود، وكانت سبباً في ممارسة العنف بحقها، وسلبها لحقوقها، وهذا أحد الأسباب، الذي تُفسر عدم قُدرة مجتمعنا، وشعبنا على التقدم في المجالات كلها”.
وأضافت: “إعاقة دور المرأة هو بتكبيلها بالعادات، وبالتقاليد الخاطئة، وكبت الطاقة الهائلة الداخلية، التي تمتلكها، وتستطيع من خلالها الدفع بعجلة التطور المجتمعي إلى الأمام”.
ونوهت ابتسام، أنه بالرغم من الجهد الذي يقوم به مؤتمر ستار على جانب المنظمات النسائية الأخرى، لم تستطع المرأة التخلص من العنف المطبق عليها: “إن الفكر الذكوري راسخ في عقل المجتمع، ولا يمكن تغييره بسهولة”.
وبيَّنت، إن عقليَّة الرجل بدأت تتغير في الآونة الأخيرة: “دورنا كمؤسسة نسائية، إعادة حقوق المرأة، وإيقاف العنف الممارس بحقها بمختلف أشكاله، ونسعى أن يكون هنالك تجاوب من النساء، ومن الرجال على حد سواء عند مواجهتهم بالحقائق، وبالوقائع من خلال القضايا المجتمعية، وقد سعينا إلى تثقيف الرجل وتدريبه لمعرفة حقوق المرأة وواجباتها”.
وأدانت الناطقة باسم مؤتمر ستار في مقاطعة قامشلو “ابتسام إبراهيم” في ختام حديثها الجرائم المجتمعية، والعنف الممارس ضد النساء: “نتعهد بتصعيد النضال ضد ذهنية التملك، والاستبداد، والظلم النابع من الذهنية الذكورية السلطوية المريضة، التي أفرزت العنف، والقتل، ومزقت جسد المجتمع، وحولته لطبقات يتم فيها معاملة المرأة على أنها دون الرجل، وأنها مجرد سلعة يبقيها أو يلغيها إذا استوفى منها مراده”.
الخوف من الذهنية الذكورية
ولفتت الإدارية في مؤتمر ستار بمقاطعة الجزيرة “رودين عيسى” إلى ضرورة زيادة جهود المنظمات النسائية والمجتمعية للوقاية من العنف ضد المرأة، وخاصة الجرائم التي تندرج تحت اسم الشرف: “على المنظمات زيادة حملات توعية النساء فحتى هذه اللحظة لا تعرف الكثير من النساء حقوقها، فأصبح الجناة يتسترون برداء الشرف لأن العادات والأعراف العشائرية الخاطئة المبنية على الذهنية الذكورية التي تكون ضحيتها المرأة ما زالت سائدة في المنطقة، وأننا لا نضع الخطأ على العادات والتقاليد فقط، فإن أخطأت المرأة هناك ألف طريقة لمحاسبتها، وليس قتلها بحجة غسل العار”.
تطرقت رودين إلى الجرائم التي تطال المرأة بصمتها: “إن النساء مازال لديها الخوف من المجتمع والعادات والتقاليد البالية التي تقيدها، والرضوخ لرغبات، وأوامر الرجل، فالكثيرات ما زلن يعدن أنفسهن بمكانة دون الرجل”.
وأكّدت بأنه يجب أن تمتلك المرأة شخصية قوية تستطيع بها أن تتغلب على الصعوبات التي تعترض مسيرة حياتها، وأن تجد نفسها أمام هذه المسؤولية التاريخية، وهذا أغلى وأسمى من أن تخضع حياتها لمجرد أي سبب مجتمعي أو عرفي مهما كان قاسي الأثر.
كما استنكرت ضعف دور المنظمات النسائية، وغيابها في العديد من المناطق: “يمارس على المرأة أنواع العنف كلها، لدرجة أنها تقتل وتدفن دون أن يعلم أحد بذلك، أو يشاع أنها انتحرت دون رقابة من المنظمات المدنية، والعديد من المنظمات والمؤسسات تغض الطرف عن الجرائم، التي ترتكب بحق المرأة وتكون جهودها بسيطة لمحاسبة القاتل إذ يتملص في الكثير من الأحيان من العقاب”.