قامشلو/ فريدة عمر – أكدت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية “ليلى قرمان”، بضرورة المشاركة الفاعلة للمرأة في نجاح سوريا الجديدة، ودعت النساء السوريات لتوحيد موقفهن في ظل المرحلة الحاسمة التي تشهدها سوريا.
وبتاريخ الثامن من كانون الأول من العام المنصرم، دخلت سوريا مرحلة جديدة، مع سقوط نظام الأسد الحاكم، والذي كان زوال حقبة مظلمة، وسنين طويلة من الظلم والاستبداد والقمع والويلات، عاشها الشعب السوري بمختلف مكوناته.
ففي الوقت الذي ينتظر فيه الشعب السوري، تحقيق آماله المنتظرة منذ 13 عاماً، من الأزمة والصراع، جاءت الإدارة الجديدة المتمثلة بإدارة هيئة تحرير الشام، بخطوات وقرارات مستعجلة، خيبت ظن شعوب المنطقة والأقليات، ممن على أمل أن تتغير سوريا من نظام حكم مركزي إلى نظام ديمقراطي يمثل الشعوب، إلا أن التدخلات الخارجية بإدارة هيئة تحرير الشام تنذر مجدداً للسوريين بتكرار السيناريو والإصغاء للمصالح الدولية على حساب دماء الشعب السوري.
طبعا وكما يوضح المشهد، بأن هنالك محاولات لإقصاء دور المرأة السورية في المرحلة الجديدة وتزييف تاريخها الحافل، فالمرأة السورية التي ذاقت المعاناة خلال سنوات طويلة من الأزمة أضعافا، وكان لها النصيب الأكبر من استمرار الصراع، وحولت من الألم والمعاناة دربا طويلاً من النضال على الأصعدة كافة، سواء شخصيا أو بالتفافها وتنظيمها تحت مظلة حركات وتنظيمات نسائية ممن كان لهن دور بارز خلال سنوات طويلة للارتقاء بواقع المرأة والنضال لأجل حل جذري لقضية المرأة والوطن، يؤكدن بأن سوريا الجديدة لا يكمن فيها أي تغيير دون مشاركة فاعلة للمرأة.
سوريا تشهد مرحلة تاريخية
وبهذا الصدد، أجرت صحيفتنا “روناهي”، لقاءً خاصاً مع الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية “ليلى قرمان”، نوهت إلى أن سوريا وبعد سقوط نظام الأسد تشهد مرحلة تاريخية: “نعيش لحظات تاريخية هامة جداً، من تاريخ سوريا الجديدة، هذه المرحلة التي اتسمت بطابع تحرري، والذي بدأ بسقوط نظام الأسد الذي دام أكثر من 54 عاما، تعد هذه المرحلة مرحلة حاسمة للسوريين بمختلف فئاتهم، نحو تحقيق نقلة نوعية من حكم مركزي والعيش لسنوات طويلة من الظلم والاستبداد والقمع والتعصب، إلى محاولات التغيير نحو الديمقراطية وتمثيل صوت السوريين كافة”.
وفي حديثها سلطت ليلى الضوء، على ما عاشته المرأة السورية في ظل نظام الأسد الحاكم: “عندما نتذكر هذه اللحظات التاريخية والمراحل التي مرت بها سوريا، لا بد من تسليط الضوء على وضع المرأة السورية، نحن نعلم جيدا بأن المرأة السورية كان لها مكانة تاريخية في المجتمع السوري سواء عبر مشاركتها في جوانب الحياة كافة، إلا أنه وبعد سيطرة نظام البعث على الحكم، أخذت سوريا طابعا آخرا، حيث تراجع دور المرأة والمكاسب التي حققتها طول السنوات الماضية وتم استبعاد المرأة وممارسة أبشع أساليب الإقصاء والتهميش بحقها، في الجوانب كافة وتحديداً المجال السياسي”.
دور المرأة هام في بناء سوريا الجديدة
في وقت يتأمل فيه السوريون تغييرات نحو الديمقراطية، جاءت بعض التصريحات من إدارة هيئة تحرير الشام خيبت الظنون وتحديداً أثارت غضب المرأة السورية بخصوص دورها ومكانتها، وحول ذلك قالت ليلى: “حقيقة يؤسفنا أن نسمع هذه التصريحات، في وقت تزداد فيه المساعي والجهود نحو رسم سوريا جديدة تتميز ملامحها بالديمقراطية والمساواة، وتحديدا فيما يخص دور المرأة السورية بمختلف شعوبها، لأن المرأة في سوريا كما كان لها نصيب من المعاناة، كان لها حصة أكبر من النضال على الأصعدة كافة، وتحديدا مع بدء الحراك السلمي في العام 2011، حيث كانت السباقة في تنظيم صفوفها الأمامية، وكانت مؤمنة بأنها شريكة أساسية في بناء الوطن سوريا، وبأن هنالك يوم ما ستشرق شمس جديدة على البلاد”.
وأكدت أهمية دور المرأة ومشاركتها الفاعلة في بناء سوريا الجديدة: “من المهم جداً أن يكون للمرأة مشاركة فاعلة في مرحلة الانتقال السياسي، ونحن في مجلس سوريا الديمقراطية نؤكد بأن وجود المرأة في أي مرحلة من مراحل الانتقال السياسي مهم لنجاح هذه العملية، غير ذلك لن يكون هنالك أي نجاح مثل ما رأينا تداعيات ذلك خلال 13 عاماً من عمر الأزمة السورية، وعليه من الضروري أن يكون هنالك مواد دستورية تحمي حقوق المرأة السورية في سوريا، استنادا إلى تاريخها ومكانتها عبر التاريخ ولحد هذه اللحظة”.
على النساء السوريات توحيد موقفهن
وشددت ليلى، على ضرورة توحيد موقف النساء السوريات في هذه المرحلة: “إنها حقيقة مرحلة حاسمة، مرحلة بانتظارها الآلاف من السوريين، الذين ذاقوا الويلات على مدار سنوات من الأزمة، بما فيها النساء، لذلك على النساء السوريات أن يدركن حساسية المرحلة، وأن يعملن لتوحيد صفهن وكلمتهن وموقفهن، فبتوحيد صوت المرأة الكردية والعربية والدرزية والمسيحية والسريانية والأرمنية ستتحقق سوريا الجديدة، سوريا الديمقراطية”.