قامشلو/ دعاء يوسف ـ أشارت عضوة الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي “فوزة يوسف” إلى أن المرأة السورية كانت قيادية في الثورة السورية ومن حقها أن تشارك في بناء سوريا الجديدة، كما ترى أن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية يمكن أن يصبح نموذجاً لسوريا ديمقراطية حرة تحفظ فيها مكانة وحقوق المرأة، مؤكدة أن بناء سوريا لا يمكن أن يتحقق دون مشاركة فعالة وحقيقية للمرأة.
تمر سوريا اليوم بمرحلة انتقالية، حيث تضع لبنة الأساس لبناء نفسها في هيكلية جديدة، فبعد انتهاء حقبة نظام البعث الديكتاتوري في الثامن من كانون الأول المنصرم، وكخطوة أولى تتسابق الجهات المعنية في حفظ وحدة سوريا وأمانها، ومن المقرر أنه ستكون هناك مناقشات شاملة حول الشكل الذي ينبغي أن تكون عليه الدولة والحكومة السورية الجديدة، وبالتالي نظامها السياسي والاجتماعي.
وفي هذا الوقت تعاني المرأة السورية من تهميش واضح في العديد من المجالات، بالرغم من كونها شاركت في الحركات الثورية منذ اندلاع الثورة عام 2011، وتسعى التنظيمات والحركات النسائية إلى توحيد صفوفها للحفاظ على إنجازات المرأة على الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، وحفظ حقوقها ومكانتها القيادية في سوريا.
تهميش دور المرأة
هذا وحدثتنا عضوة الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي “فوزة يوسف” عن المستجدات التي طرأت على الساحة السورية: “لقد باركت الشعوب سقوط نظام الأسد البعثي، إلا أن ما يجري في الساحة السورية لا يختلف عن نهج النظام، فإننا نرى أن إدارة هيئة تحرير الشام تتسم بالطابع الذكوري الذي بدأ بتهميش دور النساء في السياسة والقيادة”.
وتابعت فوزة: “إن عودة الفكر الذكوري الراديكالي إلى الواجهة في دمشق، يشكل حالة قلق من مستقبل المرأة في سوريا”، وأشادت بتجربة المرأة في مناطق إقليم شمال شرق سوريا: “إن تجربة الإدارة الذاتية، كانت نموذجاً على نجاح المرأة في مراكز صنع القرار، وقد شاركت في جميع المجالات والمؤسسات بنسب متساوية، ولكن تمثيل المرأة اليوم في الحكومة المؤقتة يقتصر على شخصية واحدة، تحمل تصريحاتها عداءً للنساء ضمن فكر رجعي يحاول إعادة المرأة إلى دائرة العبودية والخضوع للهيمنة الذكورية”.
كما تطرقت إلى التغيرات في المناهج السورية وحذف القياديات النسائية من تاريخ سوريا: “إن إدارة هيئة تحرير الشام في دمشق ترغب في كتابة تاريخ بدون النساء، وأن حذف وتغيير العديد من المصطلحات في المناهج السورية يعد سياسة تصغير ومعاملة دونية بحق إنجازات المرأة على مر العصور، وهذه الأفعال تعني إنكار دور النساء أيضاً في الثورة السورية، فالرغم من أنها شاركت في المظاهرات والمسيرات واعتقلت واستشهدت، يهمش دور المرأة بشكل ممنهج ومنظم في خارطة سوريا الجديدة”.
المطالبة بنموذج ديمقراطي
وترى فوزة أن المرأة في الإدارة الذاتية كانت قادرة على توحيد صفوف النساء من مختلف الشعوب، ووضعت بصمتها على الثورة السورية بطابع قيادي: “إن تمثيلها بنسبة 50% في مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية ونظام الرئاسة المشتركة برهن نجاحه على الأصعدة ويجب أن يكون تنظيم المرأة في سوريا الجديدة بالنهج ذاته الذي أتبعته مناطق إقليم شمال وشرق سوريا”.
فيما دعت فوزة إلى حضور نسوي ممثل عن التنظيمات النسائية السورية في المؤتمر الوطني السوري، وطالبت: “بمشاركة المرأة في اللجنة الدستورية التي ستعيد كتابة الدستور الجديد لسوريا، تكون المرأة قادرة على حفظ حقوقها ضمن سوريا المستقبلية بالحوار، فإن النموذج الذي يطرح حالياً دون أخذ رأي المرأة لن يكون مستقبل سوريا، فمستقبل سوريا متمثل بنموذج الإدارة الذاتية، حيث المرأة هي القائدة والمناضلة والسياسية”.
وفي ختام حديثها، أكدت عضوة الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي “فوزة يوسف” أنه لا يمكن تحقيق سوريا ديمقراطية دون المساواة بين الرجل والمرأة، ودون مشاركة المرأة وتمثيلها بشكل عادل في النواحي والمجالات: “تسعى النساء إلى بناء سوريا حرة وديمقراطية ومتساوية، حيث تكون المرأة شريكة كاملة في مناحي الحياة، وسنستمر بنضالنا حتى نضمن حقوقنا في الدستور السوري الجديد”.