في خطوة تعكس تزايد دور المرأة في مجال الفنون والثقافة، تم افتتاح معرض للرسم في محافظة السليمانية، حيث شاركت فيه العشرات من الفنانات، اللواتي عبرن عن جمال المناظر الطبيعية في كردستان، بالإضافة إلى تناول قضايا المرأة والتحديات التي تواجهها في المجتمع.
المعرض الذي ضم العديد من اللوحات الفنية المميزة، أظهر الإبداع النسائي في فن الرسم وأهمية الفن كوسيلة للتعبير عن الآلام والآمال.
يعد الفن أحد أكثر الوسائل تأثيراً في حياة الإنسان، حيث يستطيع أن يعكس التاريخ والجغرافيا لكل وطن، ويكون بمثابة حافظة للهوية الوطنية. ويمثل الفن بمختلف أشكاله من الرسم والنحت والزخارف، وسيلة فعّالة للفت أنظار المجتمع وتحفيز الأفراد على التأمل في القضايا الاجتماعية والثقافية. ورغم العوائق الاجتماعية التي قد تواجه المرأة بسبب الذهنية السلطوية في بعض المجتمعات، استطاعت المرأة أن تبرز بقوة في مجال الفنون وتساهم بشكل فعال في تطوير الثقافة والفن، تعبيراً عن واقعها وتحدياتها.
إرادة المرأة في الفن والثقافة
في لقاء مع وكالة روج نيوز، تحدثت الفنانات اللواتي يملكن مواهب فنية في محافظة السليمانية عن جهودهن المستمرة في تعزيز حضور المرأة في الحقل الفني والثقافي، حيث قالت الفنانة “جوان باقي“، إحدى المشاركات في المعرض: “في هذه السنة، شهدنا انضماماً فعالاً للنساء في الأعمال الفنية، حيث يعبرن عن آلامهن وآمالهن من خلال اللوحات التي يعكفن على رسمها بأيدهن، ونلاحظ في المعارض التي تُقام في السليمانية مشاركة متزايدة من النساء”.
وتابعت جوان، التي تعتبر لوحاتها تجسيداً للقوة النسائية: “أنا أرى في الفن حرية تعبير، حيث يملك الفنانون الحرية في تقديم أعمالهم، لكنني اخترت أن تعبر لوحاتي عن أصالة التاريخ الكردي وعن القوة التي تمتلكها المرأة في مواجهة التحديات”.
الطبيعة في الفن الكردي
ومن جهتها، سلطت الفنانة “هلالا سان” الضوء على تزايد عدد النساء اللواتي يشاركن في الأعمال الفنية، قائلةً: “في كل عام، يتزايد انضمام النساء إلى الأعمال الفنية والثقافية، وهو ما يعطيني حافزاً أكبر للاستمرار في العمل الفني”.
وأكدت هلالا، على أهمية الطبيعة الكردية في أعمالها، مشيرةً، إلى أن لوحاتها تعكس جمال الأماكن الطبيعية في كردستان، مشددة على تقديم رسومات حقيقية تعكس الواقع لا الخيال.
إرادة النساء في مواجهة التحديات
وبدورها تحدثت الفنانة “سروا حمه صالح“، عن الإرادة القوية التي تتحلى بها المرأة الكردية في مواجهة مختلف الواجبات الاجتماعية: “المرأة، إلى جانب إدارة المنزل، تقوم بالكثير من الأعمال التي تدل على إرادتها القوية، فالمرأة لا تقتصر على العمل لأجل مصالحها الشخصية، بل تعمل دائماً من أجل صالح المجتمع وأفراد عائلتها”.
المرأة والفن
أما الفنانة “شوخان محمد“، أكدت أن المرأة تتمتع بجوهر مليء بالجمال والإحساس الفني، وهي قادرة على تطوير الأعمال الفنية بشكل أفضل من الرجال.
وأضافت: “في المعارض نرى أعمالاً فنية عالية المستوى قامت بها النساء، فمن خلال الفن، تسعى المرأة للحفاظ على ثقافتها وتاريخها العظيم”.
الحفاظ على التراث من خلال الفن
ومن جانب آخر، تحدثت معلمة الفنون “جيان طه“، عن أهمية الحفاظ على التراث الثقافي: “أنا أعطي أهمية كبيرة للتراث القديم في لوحاتي، وأدعو جميع النساء للحفاظ على هذا التراث لأنه يساهم في تعليم الأجيال الجديدة عن تاريخهم وبلادهم”.
واختتمت معلمة الفنون “جيان طه” حديثها، بتوجيه دعوة لكل النساء اللواتي يمتلكن مواهب فنية للانضمام إلى هذه الحركات الفنية التي تساهم في التعبير عن ثقافة وحضارة المنطقة.
يذكر، أنه تجسد فعاليات المعرض الفني في السليمانية التأثير الكبير الذي تلعبه النساء في تطوير الفنون والثقافة، حيث يعبرن من خلال أعمالهن عن التحديات التي تواجهها المرأة في المجتمع وكذلك عن جمال البيئة الكردية، وفي ظل الظروف الراهنة، تواصل المرأة الكردية النضال في جميع المجالات، بما في ذلك الثقافة والفنون، لتكون نموذجاً للثبات والإبداع.