هيفيدار خالد
مُنذُ أكثر من شهر يحتلُّ اسم سد تشرين وجسر قرقوزاق السوريَّين عناوينَ الصحف العربية والمحلية والعالمية، فالجميعُ تشرئبُّ أعناقهم إلى المقاومة التي تبديها قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة في وجه هجمات دولة الاحتلال التركي على المنطقتين اللتين بات الجميع يتحدث عنهما، ويتغنى بمقاومة الأبطال هناك، حيث يحمي الأبطال أرضهم ويدافعون عنها ضد هجمات تركيا المستمرة منذ أكثر من شهر، تركيا التي طالما حاولت أن تطرق أبواب تلك المنطقة بالنار والحديد جُوبهت بمقاومةٍ لا مثيلَ لها.
سدُّ تشرين وجسر قرقوزاق.. ومَنْ يسمع بمقاومة مقاتليها ومقاتلاتها في هجمات الاحتلال التركي، بدءاً من صغار السن إلى الكبار والنساء وحتى الكهول وجميع فئات المجتمع، على درايةٍ تامَّةٍ بما يجري هناك، ويعون جيداً حجمَ المقاومة التي يُبديها أبناء هذا الوطن في وجهِ المحتل التركي، وليخرج الجميع وينادون “كلنا قسد” وهي تحمي الوطن، وليرددوا شعاراتٍ تمجّد مقاومتها التاريخية في وجه أطماع تركيا العثمانية، الصورة مختلفة تماماً عمّا نراه أو نسمعه من هناك، حيث يخوض المدافعون عن المنطقة معاركَ قوية على جميع الجبهات ويُسطِّرون ملاحم عظيمة في المعارك المشتعلة.
هؤلاءِ المقاتلون والمقاتلات غيَّروا وجهَ المعادلة والأحداث والتطورات وقلبوها “رأسًا على عقب” مسارَ المستجدات والتوازنات بعد أن قاموا بتحويل المنطقة التي يخوضون فيها معاركَ الشرف والكرامة، إلى مدرسة للمقاومة وإلى حركةٍ وجبهةِ مقاومة، هذه المقاومة لا زالت في القمة وفي وتيرة عالية يوصِلُ الأبطال فيها ليلَهم مع نهارهم دربَ النضال ضد الفاشية التركية؛ إنَّ نهج المقاومة في سد تشرين وقرقوزاق هو نهج السير على درب الحرية وسيُصبح هذا النهج أقوى وأكبر وأكثر ثمراً في المستقبل القريب، وسيُلقَّن أعداء الحرية والإنسانية دروساً في النضال والتضحية.
رَغْمَ الهجمات العنيفة والوحشية التي تشنها تركيا والمرتزقة التابعة لها تلك التي لجأت بدورها إليها كي تستعيد نوعاً من هيبتها مرةً أخرى في المنطقة، واستعملت فيها كل أنواع الأسلحة؛ لتشكل مرحلة جديدة في الحرب الدائرة؛ إلا أنهم ينهزمون أمام عزيمة وإرادة مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة، ولم يتمكنوا من الصمود أمام مقاومتهم التاريخية، باعثين كل ثانية في المرتزقة هزائم اليأس والإحباط بعد تصديهم لهجماتهم المتكررة، فعلى الرغم من الإسناد الجوي التركي المكثف ومشاركة ضباط أتراك في المعركة، إلا أن عمليات المقاومة تتواصل بالوتيرة نفسها وأكثر من تلك التي بدأت في اليوم الأول من المعركة.