قامشلو/ علي خضير ـ تُقلِّص السلطات التركية منذ عام 2019 حصة إقليم شمال وشرق سوريا من مياه نهر الفرات منتهجةً سياسة التعطيش، حيث يعتمد عليها أكثر من خمسة ملايين نسمة في المنطقة كمصدر رئيسي للحصول على مياه الشرب والسقاية ومصدر لتوليد الطاقة الكهربائية، ما ألحق أيضاً ضرراً بالنظام البيئي المائي والتنوع البيولوجي لمناطق الإقليم، لاسيما محاولات مرتزقة الاحتلال التركي حالياً بالاستيلاء على سدود المياه لحبسها عن سكان الإقليم.
إنّ استخدام المياه كسلاح حرب من قِبل تركيا ومرتزقتها على إقليم شمال وشرق سوريا، وحرمان الأهالي من كسب المياه الكافية، يفاقم الأزمة الإنسانية القائمة، ويترك آثاراً كارثية على المجتمعات المحلية وعلى النُظم البيئية، ولاتزال أزمة المياه المتفاقمة في إقليم شمال وشرق سوريا وانقطاع الطاقة الكهربائية، أحد الأسباب الرئيسة لانعدام الأمن الغذائي وتقويض سُبل العيش، والهجرة بحثاً عن موارد العيش التي يرأسها الماء.
نهب مصادر المياه
وبهذا الصدد وتوضيحاً لواقع سياسة التعطيش التي تتبعها تركيا وتحاول حتى الوقت الحالي حبس المياه بشكلٍ أكبر، من خلال محاولة الاستيلاء على سدود المياه ولا سيما سد تشرين، التقت صحيفتنا “روناهي” الإداري لمياه إقليم شمال وشرق سوريا “عبد الرحمن محمد”، وفي مستهل حديثه أوضح “إنَّ تجاوزات تركيا وتعمّدها تقليص تدفّق حصة إقليم شمال وشرق سوريا من مياه نهر الفرات، ليست وليدة اليوم، بل هي إحدى الممارسات التي تتخذها منذ عقود، وخاصةً في سنوات الجفاف، إلا أنَّ هذا التقليص تفاقم بعد توغل تركيا في سوريا، منذ عام 2016، واحتلالها مناطق واسعة شمال الإقليم”.
وأضاف “أنَّه منذ احتلال تركيا عام 2019 لسري كانيه وكري سبي، قطعت تركيا ومرتزقتها، المياه عن مدينة الحسكة التي تتغذى من مياه محطة علوك، تاركةً سكان المدينة والبالغ عددهم مليون ومائتي نسمة بلا ماء، وتقوم تركيا بسياسة التعطيش الممنهجة لسكان هذه المدينة وتعتبر مدينة الحسكة حالياً مدينة منكوبة وذلك نتيجة قطع المياه عنها منذ عام 2019”.
محاولة تركيا الآن الاستيلاء على سد تشرين
وعن استمرار تركيا بسياستها الممنهجة على مناطقنا في الوقت الحالي نوه محمد إلى: “منذ قرابة العشرين يوماً تشنُّ المرتزقة التابعة للاحتلال التركي هجمات شرسة على سد تشرين هادفةً الاستيلاء عليه وقطع المياه والكهرباء عن مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، لكن تصدي قواتنا لها أجبرها على التراجع إلى حدود منبج، مع العلم أنه ومن خلال الهجمات والقصف التركي للسد أدى لخروجه عن الخدمة، الأمر الذي أدى إلى توقف محطات المياه في كوباني والمناطق التابعة لها وقطع المياه عن المدن والقرى التي تتغذى من السد وحرمانها من المياه والكهرباء”.
وأردف إلى: “فيما تقوم الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا جاهدةً بالحفاظ على السدود، ومنع سيطرة المرتزقة التابعة لتركيا من خلال المقاومة التاريخية التي تقوم بها قواتنا المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية”.
تراجع كبير في جميع القطاعات الإنتاجية بما فيها الكهرباء
وحول الأضرار التي تتسبَّب لها المنطقة إثر احتكار المياه بيّن محمد: “إنَّ حبس المياه من قبل تركيا وعدم تدفقها بالكمية المُتفق عليها دولياً، ستؤدي لخسائر كبيرة للزراعة إلى جانب توقف عنفات الكهرباء عن العمل وقطع توليد الكهرباء، إضافةً إلى تشكّل مساحات كبيرة للتصحر وزحفه على المناطق التي كانت تعتمد في ريها على مياه هذه السدود”.