روناهي/ عين عيسى ـ أكدت ممثلات عن “منظمات نسوية” بأنهنَّ يتطلعن للتمثيل الحقيقي للمرأة السورية لبناء سوريا المستقبلية بعد الإطاحة بحكومة دمشق، والنظام الحاكم ورموزه، مبينات بوجوب تعميم تجربة المرأة السورية في مناطق الإدارة الذاتية لأنها الأكثر انفتاحاً وتحرراً وتحقيقاً لتطلعات الشعوب السورية.
وتتطلع الشعوب السورية إلى مستقبل سوريا الجديدة بمشاركة حقيقية، وفاعلة للشعوب السورية لبناء سوريا المستقبلية بعد الإطاحة بحكومة دمشق ونظامها المتسلط في الثامن من كانون الأول المنصرم عقب صراع دام أكثر من 13 عاماً.
وعانت المرأة السورية خلال العقود المنصرمة من التسلط الذكوري، والتمثيل الصوري ضمن هيكلية النظام السابق ومؤسساته، الذي لا يتعدى الترويج الإعلامي دون ترك المجال لها لممارسة حقوقها بحرية، فيما مثلت المرأة في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية نموذجاً فعالاً ومثالاً للمرأة السورية المستقبلية، وخاصة بعد انطلاق ثورة 19 تموز 2012.
وبرزت مؤخراً تصريحات من أحد قيادي (هيئة تحرير الشام) بخصوص النساء حيث استهجنت شخصيات نسوية ونشطاء تصريح القيادي “عبيدة أرناؤوط” عن دور المرأة، ومستقبلها في “سوريا المستقبلية”، وأثارت تصريحاته موجة من الجدل والانتقادات الواسعة على مواقع التواصل الافتراضي.
وكان “أرناؤوط” قد أدلى بتصريحات صحفية بين فيها بأن “كينونة المرأة وطبيعتها البيولوجية والنفسية لا تتناسب مع كل الوظائف كوزارة الدفاع مثلاً” على حد تعبيره في خطوة عبر عنها نشطاء بأنها تتعارض مع آمالهم وطموحاتهم ببناء سوريا المستقبلية على أساس التشاركية والتعدد، والانفتاح الذي يتطلب مشاركة المرأة بشكل موسع في مفاصل الحكومة السورية الجديدة، والاستفادة من دورها، وإمكاناتها في الأصعدة كافة.
واعتبر العديد من الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق المرأة أن تصريحات أرناؤوط تشير إلى رفضه فكرة تولي النساء المناصب في الحكومة، وهذا ما يعد انتقاصاً من قيمة المرأة وتقليلاً من قدراتها.
دور المرأة السورية مستقبلياً
وبهذا الصدد قالت العضوة بدار المرأة بعين عيسى نائلة محمد علي: “دور المرأة السورية المستقبلي مرتبط بالوعي بدورها، وفاعليته حيث أن المرأة بمناطق شمال وشرق وسوريا كانت السباقة في فرض دورها في كل مجال فهي مقاتلة وإدارية، وأم وعاملة لذلك المرأة السورية ستخوض معارك جديدة، حتى أخذ دورها بالشكل الصحيح، وهذه المرة على مستوى الجغرافية السورية كاملة لانتزاع حقوقها”.
وأضافت: “بجب الاستفادة من تجربة المرأة السورية بمناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية، من خلال سن تشريعات وقوانين تكريس التمثيل الحقيقي للمرأة، واستنساخ تجربتنا الديمقراطية فهي تجربة عملية، وأثبتت فعاليتها بشكل كبير، وكذلك تماشياً مع الوضع السوري الجديد، بما يحقق الحرية والديمقراطية، وكون المرأة تشكل جزءاً هاماً في كل مفصل من مفاصل الحياة”.
تمثيل المرأة ديمقراطياً
من جانبها لفتت المتحدثة باسم مؤتمر ستار بمدينة عين عيسى “هدلة مسلم” إلى وجوب تكريس المفهوم الديمقراطي في دستور سوريا الجديد، والعمل على مشاركة الشعوب، والشرائح المجتمعية بما يضمن التمثيل الحقيقي، وهذا الأمر يتطلب مشاركة فاعلة للمرأة السورية في إعداده، والحذر من “العقلية الإقصائية” ووجوب رفضها بحق المرأة.
وأضافت، أن سوريا مقبلة على التأسيس لدستور جديد، وحكومة تتناسب مع الفسيفساء والتنوع العقائدي والعرقي لذلك يجب مراعاة هذا الأمر، والتشجيع على الانفتاح على كافة الشعوب، وعدم توسيع الشروخ في المجتمعات السورية، التي أنهكتها الحروب والصراعات والأزمات خلال 13 عاماً من الصراع، وترك مجال للمنظمات النسوية لأخذ دورها بالشكل الذي يحقق مصلحة الشعوب السورية، ونضالها وتضحياتها.