No Result
View All Result
المشاهدات 53
روناهي/ برخدان جيان ـ
تستخدم دولة الاحتلال التركي أدواتها لتطبيق سياسة التهجير القسري في المناطق السورية التي تحتلها وممارسة سياسة التغيير الديمغرافي من خلال تهجير الألاف من السكان الأصليين من ديارهم وفق سياسة احتلالية ممنهجة.
ومنذ احتلال تركيا ومرتزقتها مقاطعة عفرين وقراها في آذار من العام 2018، يوثق نشطاء ومنظمات حقوقية وإنسانية جرائم التهجير والانتهاكات بحق أهلها من الشعب الكردي على وجه الخصوص، بعد تعمدها تهجير أغلبية سكانها، وتوطين مهجرين سوريين من (الغوطة الشرقية ـ ودرعا ـ وحمص) في منازلهم عقب تهجيرهم.
ويؤكد ناشطون بهذا الصدد بأن عمليات التغيير الديمغرافي الممنهجة، التي تقوم بها تركيا جرت في ذلك التاريخ عبر نقل مرتزقتها مع عائلاتهم والمدنيين الموالين لهم، واللاجئين السوريين الذين يتم ترحيلهم من الداخل التركي لتوطينهم في عفرين”.
ويذكر بأن عمليات تهجير الشعب الكردي من مقاطعة عفرين المحتلة فاقت الـ 400 ألف مهجر من سكانها الأصليين بهدف فرض واقع ديموغرافي، ومنع عودتهم إلى بيوتهم ومدنهم، وخاصة من مخيمات مناطق الشهباء ومحيط نبل والزهراء حيث كان يتواجد فيها 200 ألف مهجر موزعين على أربعة مخيمات وبعض المدن والقرى قبل تهجيرهم للمرة الثانية بعد العملية العسكرية الأخيرة المسمى بـ (فجر الحرية) “.
ومن الانتهاكات الكثيرة التي أقدم عليها المرتزقة في عفرين حسب نشطاء وإحصائيات لمنظمات توثيق الانتهاكات في عفرين “سياسة الخطف والاعتقالات اليومية بهدف الترهيب والإجبار على التهجير والنزوح أو بهدف طلب الفدية، حيث تم خطف أكثر من ستة آلاف مدني من كلا الجنسين، ولا يزال أكثر من 3300 مختطف، مصيرهم مجهول حتى الآن، ولعل المثال الأخير كان العثور على العشرات من النساء المختطفات في مقر قيادة فصيل ما يُعرف بـ (الحمزات ) بمركز مدينة عفرين بتاريخ 28\5\2020، إثر اقتحام المقر من قبل فصيل (جيش الإسلام) على خلفية نشوب صراع مسلح بينهما على المسروقات والنفوذ.
جرائم وانتهاكات وتهجير جديد…!
رغم سقوط حكومة دمشق ونظام بشار الأسد، والأمل الذي ارتبط بهذا التغير المفاجئ والتطور السريع للأحداث في سوريا إلا أن حلم الخلاص من عهد الاستبداد والقمع لا يزال يكرسه المحتل التركي ومرتزقته بحق الشعوب السورية وخاصة الشعب الكردي الذي عانى ولا يزال يعاني الأمرين حيث استغلت تركيا الأحداث الأخيرة لتجديد بوادر حلمها الاستعماري، وهذا ما برز بعد تعمد رفع العلم التركي على أسوار قلعة حلب المحررة، وما رافقها من تصريحات إعلامية ولسياسيين بارزين لم يخفوا تطبيق أحلامهم الاستعمارية على الأرض السورية علناً وضمناً، إذ أطلق المحتل التركي والمرتزقة التابعة له عملية عسكرية بالتزامن مع تحرير المدن السورية من فلول نظام البعث، وأطلقوا عليها مسمى ( فجر الحرية ) ليقدموا على احتلال ( الشهباء ـ تل رفعت ) التي تظم الألاف من المهجرين.
وبالرغم من استبسال المدافعين عن المدينتين إلا أن المرتزقة لم تتوانَ في إبراز المعاملة المشينة للأسرى من المدنيين، والمهجرين، وكذلك التنكيل بالمقاتلين والمقاتلات حيث تم توثيق مقاطع فيديو تُظهر ذلك بوضوح (إحداها داخل مشفى بلدة تل رفعت وبحضور صحفي مرافق للمسلّحين)؛ وكذلك إخفاؤهم قسراً دون إعلان أعدادهم وبياناتهم الشخصية، حيث يواجهون مصيراً مجهولاً، لا سيّما تعمد تصفيتهم ميدانياً، والتمثيل بالجثث بصورة وحشية وغير إنسانية.
حملة اعتقالات تعسفية
وبعد شن المرتزقة العملية العسكرية على مناطق تل رفعت والشهباء أقدمت مرتزقة ما يعرف بـ (الشرطة العسكرية) باعتقال العشرات من الكُـرد العائدين إلى عفرين خلال الأسبوعين الفائتين، من قبل الحواجز التي وثّقت بيانات كافة العائدين قبل دخولهم المنطقة، أو فيما بعد تم اقتيادهم من منازلهم على الرغم من قرار (إدارة العمليات العسكرية التي تقودها جبهة تحرير الشام بالعفو عن كافة المعتقلين، ولكن لا يزال بعضهم معتقلاً، مثل ما جرى مع الزوجين “فريد محمد حبش /45/ عاماً، مدينة حسين جوجو /43/ عاماً” من أهالي بلدة “بعدينا” اللذين اعتقلا من قبل ما يعرف بـ “فرع الشرطة العسكرية في بلبل” بتاريخ الرابع من كانون الأول الجاري؛ بحجج وذرائع واهية.
ومن جهةٍ أخرى، لا يزال المئات من المعتقلين الكُـرد على خلفية سياسية محتجزين في سجون معروفة (ماراته، الأسود – راجو) وأخرى سرية لدى المرتزقة، رغم صدور العفو المزعوم، وكذلك في سجن بلدة الراعي السيء الصيت، حيث المئات مخفيون قسراً منذ أكثر من خمس سنوات.
تهجير عنيف وكارثة إنسانية…!
ولحالة الهلع والتهجير الجماعي بين المدنيين بسبب الهجوم المباشر للمرتزقة بعد استغلال التحولات العسكرية على الساحة السورية، ووقوع القذائف على بعض القرى وتهدم بعض المنازل في منطقة الشهباء وبعض قرى شيراوا، مثلما جرى في قرية “برج القاص” – شيراوا، تشتتت آلاف العائلات وتفرّق أفرادها، خاصةً من الأطفال وكبار السن، واختلفت وجهات نزوحهم (عفرين، حلب، الطبقة، الرقة، كوباني)، وانقطع التواصل بينهم في الأيام الأولى، الأمر الذي سبب كارثة إنسانية حقيقية للأهالي المهجرين العفرينيين للمرة الثانية.
وبعد اجتياح المنطقة باشرت المرتزقة بالسرقات من الممتلكات العامة والخاصة على الفور حيث يصعب توثيقها على نحوٍ دقيق، ولكن هذه المرّة بعيداً عن عدسات الكاميرات مثلما جرى في يوم سرقة مدينة عفرين وتعفيشها بالكامل على يد المرتزقة بتاريخ 18/3/2018؛ من سرقة للمواشي، فرادى أو قطعان، أو عمليات سلب ممتلكات المهجرين عنوة، ومن السرقات الموثقة كمثال /40/ رأس غنم عائد للمواطن أحمد أدهم ناصرو في قرية برج القاص، ومن السيارات والآليات (مثل سلب جرار زراعي مع تريلا لعائلة عائدة إلى قريتها كيمار- شيراوا) وأثاث المنازل، ومن أدوات وإنتاج الورشات (مثل سرقة /40/ بطارية و /100/ جهاز أنفرتر و /50/ لوحة طاقة كهروضوئية وأدوات صناعة البطاريات ومواد أولية وسيارة شاحنة صغيرة سوزوكي من معمل عائد للمواطن حسين محمد مصطفى بمفرق قرية الزيارة)، ومواد غذائية من مستودعات الإدارة الذاتية، وكذلك من مستودعات بعض معامل المنطقة الصناعية في منطقة الشيخ نجار قرب مدينة حلب.
فرض الأتاوات ومنع العودة
وبحسب نشطاء وإعلاميين فقد استغلت المرتزقة الأوضاع بعد تهجير الأهالي من المخيمات عقب سقوط حكومة دمشق ونظام بشار الأسد بالعمل على فرض الإتاوات على العائدين إلى بيوتهم وقراهم في مقاطعة عفرين المحتلة حيث تتعمد مرتزقة “فرقة السلطان سليمان شاه” التي يتزعمها المدعو “محمد الجاسم/أبو عمشة” بعدم السماح بعودة العائلات إلى قراها إلّا بعد دفع إتاوةٍ تتراوح ما بين ألفين إلى خمسة ألف دولار أمريكي على كلّ عائلة؛ كما تواصل ضغطها على العوائل التي لم تتمكن من دفع إتاوات موسم الزيتون بَعد، بالتهديد والضرب وغيرهما.
No Result
View All Result