أوضح أعضاء في مجلس الشعوب الديمقراطية بمقاطعة الجزيرة، أنه بعد انهيار النظام الاستبدادي في سوريا، لا زالت سوريا تعيش حالة من الفوضى، ويتطلب من شعوب المنطقة، والأحزاب السياسية، عدم الانجرار لحرب أهلية، وأشاروا، إلى أن سعيهم لبناء سوريا الجديدة يعتمد على الحوار والتسامح والتوافق مع الحكومة السورية الجديدة، لبناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية.
عقب رحيل النظام المستبد في سوريا، والذي كان يرتكب بحق السوريين انتهاكات وجرائم شتى، وخاصة في سنوات الأزمة السورية، حيث قتل واعتقال مئات الآلاف من السوريين، وتهجير الملايين، وتدمير مدن سورية بأكملها، واليوم وبعد سقوط نظام البعث، هناك تحريض على مناطق الإدارة الذاتية من تركيا ومرتزقتها مما يسمى بالجيش الوطني السوري، وأزلامها، الإدارة الذاتية التي حاربت الإرهاب وانتصرت عليه، وحققت الكثير من المكاسب الكبيرة، وكل ذلك بتضحيات ودماء الآلاف من الشهداء.
يجب تطبيق الأقوال إلى الأفعال
حول ذلك تحدث عضو مجلس الشعوب الديمقراطية في مقاطعة الجزيرة، وعضو المكتب السياسي لحزب السلام الديمقراطي، هاني شيخي، لصحيفتنا: إنَّ “سوريا بشكل عام دخلت في حالة فوضى بعد رحيل نظام البعث في دمشق، ولكن هناك تفاؤل من الشعب السوري بشكل عام، وبشكل خاص من مناطق الإدارة الذاتية، وحسب التصريحات التي أدلتها هيئة تحرير الشام للقبول بها في الشارع السوري، وعليها أن تطبق الأقوال على أرض الواقع، والأيام والشهور القادمة ستظهر مدى النوايا الصادقة حول الأوضاع في سوريا”.
ولفت: “نعيش في إقليم شمال وشرق سوريا، منذ بداية الأزمة السورية، حالة من الاستقلالية، فكانت لدينا إدارة الذاتية، قامت بإدارة مناطقنا وبمشاركة شعوبها ومكوناتها، وكانت دائماً منفتحة على الجميع في الداخل السوري وخارجه”.
وفي ختام حديثه شدد هاني شيخي، على ضرورة عدم الانجرار لأتون حرب أهلية، أو خلافات داخلية أو عشائرية: “علينا نحن الساسة وشعوب المنطقة، أن نسامح بعضنا، ولا نقف مكتوفي الأيدي وننتظر ما تقرره الدول المتداخلة في الأزمة السورية، ومن مصلحتنا أن نتواصل مع بعضنا، لنقرر ما يمكن فعله من أجل خدمة شعوبنا في إقليم شمال وشرق سوريا، وأيضاً كي نصل لرؤية مشتركة موحدة للذهاب إلى دمشق، والتفاوض مع حكومة سوريا الجديدة حول كيفية وصول سوريا إلى بر الأمان”.
سوريا ديمقراطية تعترف بحقوق السوريين
من جانبها هنَّأت عضوة مجلس الشعوب الديمقراطية بمقاطعة الجزيرة، “مريانا عيسى”، أبناء الشعب السوري بسقوط النظام الدكتاتوري في دمشق، الذي همش الشعوب والمكونات، وتمنّت وصول الشعب السوري لبناء سوريا ديمقراطية تعترف بحقوق السوريين، والوصول للديمقراطية واللامركزية”.
وأكَّدت: “نحن في مجلس الشعوب بمقاطعة الجزيرة، نسعى لبناء مجتمع مسالم ومتسامح، للعيش بحرية وسلام بعيداً عن القتل وسفك الدماء الذي عاشه الشعب السوري منذ العام 2011”.
وأشارت: إلى أنَّ “النقطة الأساسية والمطلوبة من الشعب السوري، أن نكون يداً واحدة، وضرورة تحمل المسؤولية تجاه الوطن وأبنائه، فاليوم يجب أن نناقش الأوضاع في سوريا ضمن حوار وطني جامع، ويجب أن نعترف ببعضنا، ونعمل جميعاً لإعادة الأمن والأمان إلى ربوع البلاد”.
واختتمت، مريانا عيسى، حديثها بقولها: “نحن، السوريين، علينا جميعاً أن نساهم في الدفاع عن أرضنا، لأننا اليوم نمر بمرحلة تاريخية وتحديات كبيرة، كما يجب أن نسعى لتغيير الواقع المؤلم للسوريين، وأن نكون مدركين حجم المخططات التي تستهدفنا، وندافع بكل ما أوتينا من قوة من أجل إنهاء الأزمة، وإحلال السلام والأمن في المنطقة وسوريا بشكل عام”.
سوريا دولة المواطنة وللسوريين جميعا
بدوره بارك عضو مجلس الشعوب الديمقراطية بمقاطعة الجزيرة، “سليمان الحسين”، الشعب السوري بسقوط النظام البائد، وبيَّن أن الشعب السوري وبعد رحيل النظام البعثي المستبد، الذي ترك سوريا وشعبها مهمشين طوال نصف قرن، وفي نهاية المطاف فرَّ من سوريا، قادر على تضميد جراحه والوصول للحل وإعادة سوريا لسابق عهدها”.
ونوَّه: “نحن الآن أمام حقبة جديدة في سوريا، نأمل أن تتوحّد فيها الرؤى والمواقف، ويجب أن يكون هناك حوار لبناء سوريا جديدة ديمقراطية متعددة، يعيش فيها السوريون، بكافة الإثنيات والأعراق، ونحن ندرك بأن السوريين يتمنون أن تكون سوريا الجديدة دولة المواطنة وللسوريين عامة”.
وفي نهاية حديثه، أكد سليمان الحسين، على أن ما يجب فعله في المناطق السورية، أن يكونوا حريصين ويقظين لمخططات الفتنة والنعرات الطائفية، التي تحاول ضرب أمن وأمان المنطقة وزعزعة الاستقرار فيها، وواجبنا اليوم أن نتماسك ونتكاتف من أجل وأد الفتن وإنهاء الحروب والصراعات وبناء سوريا التعددية اللامركزية الجديدة.