ليلى خالد
قدر أحمق يطاردنا أينما حللنا، مرةً أخرى تحلق خفافيش الظلام من فوق رؤوسنا ويملئون كؤوسهم من دمائنا ليشربوها نخب نصرهم العتيد.
لا أعلم كيف لملمت ذاتي المبعثرة وترويض قلمي ليكتب مرةً أخرى حكايا شعبٍ تضخ شرايينه الأنين والبؤس والشجون لأمة الحضارة والتاريخ العريق في بقعةٍ جغرافيةٍ صغيرة بمساحتها وكبيرة بآلامها، والأرض تنبذهم من مكان لآخر وهم من يزرعون قاحلها وداً وعشقاً، شعور الألم يخون قلمي ولا يعبر عما بداخلي فحجم القهر والعجز أكبر بكثير من حجم الأبجديات وكل اللغات.
أؤمن بأرض التين والزيتون وطور سينين، وأن الشمس تشرق من هناك والقمر يستمد ضياءه من هناك والنور ينبثق من هناك سحر الليالي التشرينية تلتمسها من هناك، ولون العيون الزيتونية والحب والعشق، الدنيا والحياة كلها فقط من هناك، فما لا أعلمه ما مررنا به على مر التاريخ إلى اليوم! هل هي غيمة ثقيلة غطت شمسنا وستغادرها رويداً رويداً بعد حين؟
أم هي رواية الحياة واليوم نقرأ صفحة الألم وسطور القهر والشقاء في مقطع الهول والفاجعة وسنقلب الصفحة بعد حين؟
أم هي موجات الحزن والوجع وربما تهدأ بعد حين؟
أم أن البوصلة التي نحملها يتجه مؤشرها باتجاه الشقاء والموت المؤزر؟
يبدو لي أن الألم بات غير أليم!!!!
في كل مرة نجبر أنفسنا على الحياة ونحن نرنو إلى ما رمتنا به الأقدار بعيونٍ تتجلى فيه العجز والخذلان نعود لذاتنا الخضراء ونزرع قحلها حباً وعشقاً فينبت ظلماً وينثر رائحة دمائنا وشوائنا بعد قتل الحياة بأيدٍ خبيثة، سنزرع الحب من جديد وننثر العطر أينما حللنا وما هذا البكاء إلا لمولودٍ يتألم، وهو يولد بعد مخاضٍ عسير أجل نولد من جديد ونزرع الأرض عشقاً وأملاً ونزهر ربيعاً يعكس ألوانه في حدود السماء ونلونها بألوان الطيف البهي سنرفع تمثال كاوا الحداد ونرمم لوحة العظيم آبو على جياي بلبلة الشامخة وننشد لآفيستا وبارين على ضفاف نهر آفرين، Efrîn bûkek delale cih warê bav û kale
الحياة والجمال، الحب والعشق يليقون بك حبيبتي
عفرين كردستان المصغرة….