قامشلو/ سلافا عثمان ـ لا يوجد قيود للإبداع، والجرأة هي أساس الفن التشكيلي، والفنانة “شيندا عيسى” تعبر في أعمالها الفنية بحرية محولة معاناة المرأة إلى رموز بصرية تحمل رسائل عميقة.
الفنانة “شيندا عيسى” بدأت الرسم منذ أن كانت طفلة في السابعة من عمرها، وكانت متأثرة برسوم أفلام الكرتون والقنوات التلفزيونية، ووجدت في الكولاج طريقتها الأولى لتعبر عن رسمها، وتوقفت عن الفن لسنوات بسبب الدراسة، ولكن بعد تخرجها من الجامعة أكملت مسيرتها في الرسم.
وفي كل لوحة من أعمالها تروي حكاية تتأرجح بين الأمل والألم، محولة معاناة المرأة إلى رموز بصرية تحمل رسائل عميقة، واستطاعت أن تعيد تشكيل مشاعرها وأفكارها في لوحات تجمع بين الجمال والقوة بألوانها وخطوطها.
وتحدثت الفنانة “شيندا عيسى”، ذات الثلاثين عاماً من مدينة قامشلو لصحيفتنا “روناهي” عن بدايتها ومسيرتها مع الفن، بعد انقطاعها فترة طويلة: “شغفي بدأ من جديد من خلال فن الماندالا، الذي اكتشفته عبر الإنترنت، بدأت أتعلم الماندالا بنفسي، وبعدها شاركت في ورشة تدريبية جعلتني أكتشف أن لدي موهبة حقيقية”.
ولم يكن طريق العودة إلى الفن سهلاً، لكنها وجدت دعماً كبيراً من عائلتها: “أهلي كانوا الداعم الأول لي لم يتوقفوا عن تشجيعي حتى عندما كنت أشعر بالشك في إكمال مهنتي، كما لعبت الفنانات “جيندا قجو” و”لورين حسين” دوراً كبيراً في تشجيعي على عرض أعمالي قالوا لي بإن موهبتي تستحق أن تُرى، وهذا ما دفعني للمشاركة وعرض لوحتي الأولى بمعرض “الثقافة رسالة الحياة” الذي أقيم هذا العام”.
وعن مشاركتها الأخيرة في معرض الفن التشكيلي الأول في إقليم شمال وشرق سوريا، شاركت شيندا بلوحتها الثانية “المرأة تعبد”، وهو عمل يحمل رسالة عميقة عن المرأة ومعاناتها، ففي اللوحة جسدت شيندا صورة امرأة تحمل قلباً أسوداً، رمزاً للظلم والحقد الذي تعرضت له، لكنها لم تفقد الأمل، ولا تزال هناك شرايين بيضاء تشير إلى النوايا الطيبة التي لم تُطفئ.
عن أسلوبها الفني التي تستخدمه في إنتاج عمل فني نوهت شيندا إلى: “اللون الأخضر أساسي في كل لوحاتي، فهو يعكس معنى اسمي، الذي يعني الازدهار، أحاول دائماً المزج بين الألوان الدافئة والباردة، لكن الأسود لا أستخدمه إلا للضرورة، كما في هذه اللوحة التي شاركت بها مؤخراً”.