قامشلو/ علي خضير – في ظل تبرع الكثيرين في مناطق عدة من إقليم شمال وشرق سوريا، بتأمين المأوى للمهجرين قسراً من مقاطعة عفرين والشهباء، يحتكر البعض الآخر المنازل المعروضة للآجار برفع أسعارها لمبالغ تعجيزية تصل إلى 150 دولاراً أمريكياً، فلا يمكن لهؤلاء المهجرين دفع هذا المبلغ.
هُجِّرَ عدد كبير من أهالي مقاطعة عفرين والشهباء، بما يقرب من200 ألف مهجر، فكانوا يقيمون في مخيمات وقرى وبلدات الشهباء، بعد تهجيرهم الأول من عفرين، حتى تمكنت الإدارة الذاتية من إنقاذهم من الإبادة والمجازر ونقلهم إلى مناطق الإدارة الذاتية حيث الأمان والمأوى، فيما يستغل تجار الحروب مثل: أصحاب المنازل ومحلات المواد الغذائية حاجتهم بتأجيرهم منازلهم أو بيعها بأسعار باهظة، ولكن تسعى اللجان التابعة للإدارة الذاتية والمختصة بشؤون اللاجئين والمهجرين، لتأمين ما يحتاجه المهجرون والوقوف معهم.
من تهجير إلى آخر
وفي لقاء صحيفتنا “روناهي”، مع بعض المهجرين، تحدث المهجر من ريف عفرين “عبد العزيز علاو”، أنَّه هجر مع عائلته إلى مدينة الطبقة في البداية، ولكن بسبب غلاء أجور المنازل لم يستطع البقاء هناك، فقد طلب أصحاب المنازل “مائة دولار” مقابل إيجار شهري لكل منزل، فهاجر مرةً أخرى إلى مدينة قامشلو، متأملاً بتوفير مأوى من المعنيين، حيث يسكن الآن مع عائلته ضمن المخيمات، التي نصبتها الإدارة الذاتية للمهجرين في ملعب 12 آذار بمدينة قامشلو.
فقد خرجوا من بيوتهم بملابسهم فقط، فارين بأرواحهم، وليس لديهم ما يسد حاجاتهم لدفع أجارات البيوت ذات الأسعار المرتفعة: “نتمنى أن تتدخل المنظمات الإنسانية وتنقذنا من هذا الوضع المتأزم، فنحن مواطنون تشردنا بسبب الأوضاع المأساوية في مناطقنا، ولجأنا حيث الأمان، ولكن لا مأوى ولا منفذ”.
وذكر علاو، أنَّ هذه المرة الثالثة التي تهجروا فيها بعد تهجيرهم عام 2011 من عفرين “مدينة نبل”، التي كانوا يقطنوها بدايةً إلى مدينة الطبقة، ثمَّ عاودوا التهجير ليستقروا في مدينة نبل بريف عفرين “مسقط رأسه” مرة أخرى، فيما أجبر على التهجير قسراً بطش المحتل التركي ومرتزقته، فاستقر في مدينة قامشلو.
وأشار، إلى أنَّهم يسكنون الخيم في ملعب شهداء 12 آذار بهذا البرد القارس، هم وأطفالهم ونساؤهم، متسائلاً، أين مجلس الأمم المتحدة، وأين المعنيون وحقوق الإنسان؟
فيما نوّه في الختام، إلى أنَّ أهالي مدينة قامشلو لم يقصروا في مساعدتهم من تأمين لباس وأغطية وطعام، ولكن ليس بإمكانهم تأمين مأوى، أو منازل تقيهم برد الشتاء وتنهي معاناتهم التي تتمثل بالسكن في الخيم في هذا البرد القارس.
إجراءات اللجان المختصة بالمهجرين
وبدوره؛ بيَّن مسؤول لجنة السكن للمهجرين بقامشلو “مسعود يوسف”، تجنباً لاستغلال المهجرين من قبل أصحاب البيوت أو تجار المواد في مدن مقاطعة الجزيرة كافة، شكلوا لجان على مستوى المقاطعة لخدمة المهجرين والاعتناء بهم وتقديم مستلزماتهم كافة.
مشيراً، بنهحيث إلى أنه يتواجد مركز التسجيل الرئيسي في مدينة قامشلو، يشمل مدن (جل آغا، تل حميس، تل كوجر، ديرك، كركي لكي، تربه سبيه، قامشلو، عامودا)، لافتاً، بأنهم ينسقون مع مجالس هذه المدن كافة ليتم التوجيه عن طريق اللجنة المركزية، لتأمين سكن ومراكز إيواء للمهجرين.
وحول خدمة المهجرين من الناحية الصحية والعلاجية، أشار إلى أنَّ منظمة الهلال الأحمر الكردي متواجدةً في مراكز الإيواء على مدار 24 ساعة بالتنسيق مع الجهات المختصة لخدمة المهجرين صحياً والاستعداد أيضاً لنقلهم للمشافي في حال تطلب الأمر.
ونوه يوسف، أنَّه تمَّ نقل المهجرين بحافلات من مدينة قامشلو إلى مدينة تربه سبيه بعد التنسيق مع لجان المدينة، وتمَّ توفير أماكن للسكن لهم هناك، وأنَّهم على أهبة الاستعداد في تأمين السكن لباقي المهجرين، حيث سيتم نقل من أراد ذلك.
فالمشكلة تفوق استطاعة المدن، ولكن على الرغم من ذلك لم يكن هناك تقصير من أي جهة سواء من الإدارة الذاتية أو الشعب أو المجالس في المدن.
فيما أوضح مسؤول لجنة السكن للمهجرين بقامشلو “مسعود يوسف”، في ختام حديثه، بأنَّ هناك لجاناً مهمتها تأمين الحاجات الأساسية للمهجرين من فرش وأغطية ومستلزمات الأطفال بشكل عام