أكد فنانو مدينة جمجمال أن الحفاظ على الثقافة والفن الكردي يعد من أهم الأولويات، مشددين على ضرورة أن تكون الأعمال الفنية مرآة حقيقية للتاريخ الكردي وتعكس مآسي وأفراح الشعب الكردي عبر العصور.
الفنانون أكدوا لموقع وكالة روج نيوز “إن الفن التشكيلي يجب أن يكون أداة قوية لنقل الرسائل الثقافية والتاريخية، وكذلك للأجيال القادمة لفهم جذورهم وهويتهم الثقافية”.
الفن الكردي مكون أساسي للهوية
قالت الفنانة كازيوة فاتيح، إحدى أبرز فنانات مدينة السليمانية، إن الدور الذي تلعبه النساء في الحفاظ على التراث الثقافي الكردي عبر الفن التشكيلي يعدُّ محوريًا. وأشارت إلى أن “المرأة الكردية كان لها دور ريادي في تاريخ الشعب الكردي، وفي الفن لا يقتصر دورها فقط على التوثيق، بل في إعادة إحياء هذا التاريخ من خلال لوحاتنا التي تحكي مآسي وآمال الشعب الكردي”.
وأضافت أن الفن الكردي يجب أن يعكس التنوع الثقافي للمجتمع الكردي ويعيد ترتيب مفاهيم العزة والكرامة.
الفن أداة لتوثيق التاريخ الكردي
من جانبها، أكدت الفنانة التشكيلية “لانا فايق” على أن الفنانين الكرد مستمرون في توثيق الموروث الكردي من خلال أعمالهم التي تسلط الضوء على تجارب الشعب الكردي، بما في ذلك قضايا مثل الأنفال والتهجير والاحتلال.
وقالت لانا: “إن الفن له القدرة على سرد القصص التي لا تكتب في كتب التاريخ، ولهذا يجب أن تكون لوحاتنا وابتكاراتنا الفنية مدخلًا لفهم أعمق لهويتنا القومية والثقافية”.
الحفاظ على التراث واستدامته
وأشار الفنانون إلى أن الفن التشكيلي الكردي يحتاج إلى المزيد من الاهتمام والتقدير في الساحة المحلية والدولية. ولفتوا إلى أن الثقافة الكردية قد تعرضت للكثير من التجاهل خلال الحروب والنزاعات، ولكنهم اليوم يسعون إلى إحياء هذه الثقافة وإعادة بناء هويتها من خلال أعمالهم الفنية التي ستظل شاهدة على النضال الكردي في مختلف مراحل التاريخ.
التحديات التي يواجهها الفن الكردي
على الرغم من الإبداع الذي يتمتع به الفنانون الكرد، أشاروا إلى بعض التحديات التي يواجهونها في عرض أعمالهم على المستوى الدولي، خاصة أن الكثير من أعمالهم لا تحظى بعرض كافٍ في الخارج. كما أبدوا أملهم في أن تحظى اللوحات الفنية الكردية بمزيد من الاهتمام، وأن يتم عرضها في معارض دولية كبرى لتمثيل الثقافة الكردية بشكل أوسع.
الفن بوابة لفهم القضايا الكردية
الفنانون الكرد في جمجمال يؤكدون أن أهمية الفن التشكيلي لا يقتصر على كونه أداة جمالية فحسب، بل يعد وسيلة فاعلة لتسليط الضوء على القضايا السياسية والاجتماعية التي مر بها الشعب الكردي. وأشاروا إلى أنهم يسعون جاهدين لإيصال الرسائل التي تتعلق بالقضية الكردية عبر أعمالهم، مؤكدين أن “الفن هو جسر بين الأجيال والهوية التي تميزنا عن غيرنا”.
إن الفن الكردي ليس مجرد وسيلة تعبيرية، بل هو أداة قوية لحفظ الذاكرة الجماعية لشعبنا. من خلال اللوحات الفنية والتماثيل والمعارض، يمكن للفنانين الكرد أن يقدموا للعالم صورة دقيقة عن تاريخهم وثقافتهم، بل ويحولوا هذه الأعمال إلى وثائق حية تحكي قصة شعب عانى كثيرًا ولكنه لا يزال يحلم بالمستقبل.