روناهي/ الرقة ـ قصص حزينة، ومآسٍ تقشعر لها الأبدان يرويها المهجرون قسراً من حلب والشهباء خلال رحلة تهجيرهم نحو مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، والتي دامت أربعة أيام متتالية في ظل البرد القارس.
شنت مجموعات هيئة تحرير الشام هجوماً عنيفاً على مدينة حلب ومقاطعة عفرين والشهباء بعد أن انسحبت منها قوات حكومة دمشق، لتقوم هذه المجموعات بدعم من دولة المحتل التركي، بإجبار الأهالي على التهجير إلى مناطق أخرى.
مصاعب رحلة التهجير القسري
وفي السياق، تحدث المهجر من مدينة عفرين “محمد لبابيدي“، لصحيفتنا “روناهي” عن رحلة التهجير الصعبة التي استمرت أربعة أيام: “بدون شك، لا أحد يريد الخروج من منزله ولكن خرجنا مجبرين وتركنا عفرين وراءنا تعاني الويلات، فمن خلال وسائل التواصل الافتراضي رأينا كيف ارتكبوا المجازر، إما بقتل المدنيين أو تعذيبهم، وخاصةً الشباب منهم. فحفاظاً على أرواح أبنائنا ونسائنا خرجنا رغم ابتعادنا عن مقاطعة الشهباء وعفرين والتي ستبقى في قلوبنا للأبد”.
وتابع: “لقد استطعنا النفاذ بأرواحنا من أولئك المجرمين، فعندما كنا نمر من أمامهم ينظرون إلينا بحقد وكراهية، ولا يتكلمون أمامنا أبداً، بل يقومون بتحريك أيديهم ليقولوا لنا “انقلعوا”، فكانوا كالوحوش، لا يشبهون البشر”.
وأشار لبابيدي: “فعند خروجنا من عفرين، تركنا خلفنا مجازر ارتكبتها المرتزقة المجرمة بحق الأهالي والشباب”.
ولفت: “لقد ارتحنا قليلاً عندما وصلنا إلى مناطق الإدارة الذاتية، على الرغم من إنها كانت رحلة متعبة ومرعبة، فقد أمنّا عوائلنا وأهالينا، ولكن تبقى غصة عفرين جرحاً لا يلتئم”.
استقبال الأهالي للمهجرين
وعن استقبال الإدارة الذاتية والأهالي للمهجرين، بين لبابيدي: “لقد استقبلتنا الإدارة الذاتية والأهالي أفضل استقبال، حيث نصبوا لنا خيم في الملعب، وأمنوا لنا مستلزماتنا كافة، من وجبات غذائية ومياه شرب وأثاث منزلي بسيط، ومن ثم نقلونا إلى المدارس كمراكز إيواء”.
فيما طالب المهجر “محمد لبابيدي”، في ختام حديثه، المنظمات الدولية والحقوقية كافة، بأن يكونوا إنسانيين وينظروا إلى العالم كيف قتلت وتهجرت من منازلها وأرضها.
شاكراً، الإدارة الذاتية وأهالي الرقة الكرام “على استقبالهم ومساعدتهم لنا”.