قامشلو/ دعاء يوسف ـ يعاني ذوو الهمم من التهميش ومواجهة صعوبات الحياة، بحثاً عن فرصة لإثبات أنفسهم، بعد أن ألقت الحرب ذيولها عليهم، فقد لاقوا الويلات مضاعفة من نزوح وتهجير، وفي يومهم العالمي افترشوا الأرض القاحلة متلحفين السماء؛ بسبب التهجير من أماكن الصراع بحثاً عن الأمان.
ازدادت أعداد ذوي الهمم في سوريا بعد الأزمة السورية، فقد عانوا من ويلات الحروب المستمرة، وحسب الأمم المتحدة، فإن 28% من سوريا هم من ذوي الهمم، متوزعين بين إعاقة حركية وسمعية وبصرية وتواصل وإدراك ورعاية ذاتية، ولكن الحرب لم تكتفِ بزيادة عددهم بل جعلت العديد منهم يعاني في مراكز الإيواء والمخيمات.
ونستذكر ذوي الهمم في الثالث من شهر كانون الأول الذي يصادف اليوم العالمي لذوي الهمم، والذي خُصِص من الأمم المتحدة منذ عام 1992، بموجب القرار 47/3، (link is external) ويهدف هذا اليوم إلى زيادة الفهم لقضايا الإعاقة، كما يدعو إلى زيادة الوعي في إدخال أشخاص لديهم إعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية، وزيادة استيعاب قضاياهم واحتوائهم ضمن مجتمعاتهم.
معاناة ذوي الهمم في المجتمع
ويوجد عدة مراكز لذوي الهمم على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، إلا أنها قليلة بالنسبة للإحصائيات الصادرة، ففي إقليم الجزيرة، هناك مركزان يتبعان لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل مركز “الشهيد إيريش ” في قامشلو، ويضم 39 طفلاً، من أعمار 12 إلى سنة 18، ومركز “الشهيدة رنكين” في الحسكة، ويستقبل 22 طفلاً أيضاً من أعمار 12 إلى 18 سنة، وهناك مركز للصم والبكم في مدينة الرقة “مركز “الشهيد بشير فيصل الهويدي” يستقبل 400 طالب، يتلقون التدريب والدعم من أجل اندماجهم في المجتمع، وبقيت مشاريع افتتاح مراكز أكثر لذوي الهمم معلقة.
كما أُسِّست منظمات مجتمع مدني، وجمعيات ضمن المجتمع المدني تعمل لتنمية قدرات ذوي الهمم، ودمجهم في المجتمع، واستطاعوا النجاح لحدٍ مقبول بهذا الشأن، ومع مرور عام على المؤتمر الأول لذوي الهمم على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا تسعى مكاتب ذوي الهمم التابعة لهيئة الشؤون والاجتماعية الكادحين في إقليم شمال وشرق سوريا لتطبيق قراراته.
فتعمل اليوم على قانون خاص بذوي الهمم يحفظ مكانتهم الاجتماعية مع مراعات إعاقتهم إذ يوفر لهم امتيازات وحقوق متنوعة بما يشمل جميع الاعاقات، سمعية، وبصرية، وذهنية، وحركية، كما ستطلق بطاقات وقاعدة بيانات موحدة خاصة بهم، لدمجهم بالمجتمع من مرحلة التعليم إلى العمل في المؤسسات والمراكز والمنظمات في المجتمع، وذلك ضمن خططهم المستقبلية.
ولا توجد إحصائيات دقيقة لذوي الهمم على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، وبلغ عدد ذوي الهمم في إقليم شمال وشرق سوريا ضمن إحصائيات تقريبية 29616، عدد الذكور 18151، والإناث 11465، ولم تقسم الفئات العمرية بعد، فيما تعمل مكاتب ذوي الهمم في إقليم شمال وشرق سوريا على نظام إلكتروني موسع يصنف هذه الفئة في المجتمع بحسب العمر ونوع الإعاقة للحالة الجسدية، وغيرها من الأمور.
وتواجه المراكز والمكاتب، التي تخدم هذه الفئة من المجتمع العديد من الصعوبات كتأمين لجان طبية فلا يوجد تصنيف طبي خاص بهم، بالإضافة إلى صعوبة وصول هؤلاء الأشخاص على مراكز تسجيل، وقلة الموارد المقدمة لدعمهم.
الحرب تفاقم معاناتهم
وفي السابق كان ذوو الهمم يواجهون صعوبات في التنقل في الشوارع والمحلات التجارية لعدم وجود أرصفة وأماكن مخصصة لهم إذ لا يمكن للأشخاص الذين يعانون إعاقة حركية الدخول للعديد من المحلات التجارية دون مساعدة، ومنهم الصم أو العميان الذين لا يستطيعون السير وحدهم في شوارع لا تراعي حقوقهم، أما اليوم يطالبون بالسلام فمع وقع الحروب تكون معاناتهم مضاعفة.
فقط طالتهم أذرع الحرب، إلا أن وقعها عليهم كان أكبر، ففي مراكز الإيواء والمخيمات يعانون بصمت وقد حرموا من أبسط حقوقهم، وفي فصل الصيف لا يتلقون الدعم الكافي، ومع الحروب المتكررة على العديد من المناطق السورية يزداد عددهم، بسبب القصف الجائر على المدنيين.
واليوم في يومهم العالمي، يعانون من عمليات التهجير القسري، فهم عكس غيرهم غير قادرين على السير لمسافات طويلة إلى جانب كبار السن والأطفال، ولهم احتياجاتهم الخاصة، في حلب والشيخ مقصود والشهباء وغيرها من المناطق، التي تعاني صراعات وحروباً منذ قرابة خمسة أيام.