الطبقة/ عبد المجيد بدر ـ نظراً للواجب الأخلاقي والإنساني، إثر ازدياد الهجوم الحاصل لمرتزقة “هيئة تحرير الشام” المدعومة من دولة الاحتلال التركي، وبعد سيطرتها على مناطق عديدة في مدينة حلب، الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا، تفتح المعابر المحاذية لمدينة حلب، وتستقبل القادمين لأراضيها.
ففي ٢7 من شهر تشرين الثاني المنصرم، شنت مرتزقة دولة الاحتلال التركي والأجندة التابعة لها، هجوماً على محافظتي “حلب وإدلب”، واستولت على مناطق وأحياء عديدة في المحافظتين بعد اشتباكات مع قوات حكومة دمشق، ومن بعدها تم تطويق مقاطعة الشهباء، من النواحي كافة، وفي الأول من شهر كانون الأول الجاري قامت مرتزقة دولة الاحتلال التركي بشن هجمات على الشهباء وتل رفعت، وتصدى الأهالي وقوات تحرير عفرين للهجمات الوحشية وأبدت مقاومات بطولية، ولا زالت هذه المقاومة مستمرة بعد أيام من الصراع.
معبر البو عاصي يفتح أبوابه للمهجرين
وبعد سيطرة مرتزقة الاحتلال التركي “هيئة تحرير الشام” “جبهة النصرة سابقاً”، على مناطق عديدة في حلب، دون مقاومة تذكر من حكومة دمشق، ظهرت إشارات مرتزقة “داعش” على ملابس مرتزقة “هيئة تحرير الشام” وهذا دليل على ارتباط هذه المرتزقة بالتنظيم الأكثر دموية “داعش”، وبعد تلقي العديد من طلبات الاستغاثة من الأهالي والطلبة في مدينة حلب، قامت الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا، بفتح المعابر للأهالي المهجرين من مناطق الشهباء وتل رفعت، حيث وصلت أولى دفعة مساء الثاني من شهر كانون الأول الجاري لمعبر البو عاصي في مقاطعة الطبقة بإقليم شمال وشرق سوريا، وقامت الإدارة الذاتية بتأمين مراكز للإيواء وتم تخصيص ٧٥٠ غرفة صفية موزعة على مدارس مقاطعة الطبقة، وبناء أكثر من عشرين خيمة ضمن المدينة، وأربع خيم على معبر البو عاصي، بالإضافة لتزويد المعبر بنقاط طبية، وتقديم مساعدات من أهالي مدينة الطبقة، والإدارة الذاتية الديمقراطية في المقاطعة، كما وقام اتحاد البلديات في مقاطعة الطبقة بالتنسيق مع اتحاد السائقين في المقاطعة بإرسال باصات “بولمان” ومركبات نقل داخلي لحلب لإيصال أكبر عدد ممكن من الأهالي والطلبة المهجرين في 30 تشرين الثاني المنصرم، وتم وصول أكثر من ٣٠٠٠ سيارة، فيما لا تزال قافلات المهجرين مستمرة.
وصول عدد كبير من الأشخاص لمعبر البو عاصي في مقاطعة الطبقة
وخلال جولة لصحيفتنا “روناهي” على معبر البو عاصي حدثنا الشاب “قيس النجار” من أهالي جبل بدرو في مدينة حلب في الداخل السوري، وهو شاهد على دخول مرتزقة “هيئة تحرير الشام” إلى حلب: “كانت الأوضاع غير مستقرة في حلب وتكتمت حكومة دمشق عما يحصل داخل المدينة ولدى سؤالنا يقولون لنا نحن في أمان، وفي ليلة الجمعة بدأ الهجوم على مقرات حكومة دمشق، فبدأت مرتزقة “هيئة تحرير الشام” دخولها بشكل تدريجي، وقوات حكومة دمشق لم تطلق أي رصاصة، وبدأ المرتزقة يتجولون في أرجاء المدينة”.
وأردف: “قامت الإدارة الذاتية الديمقراطية بفتح المعابر واستقبالنا، وأمنوا لنا جامعاً للمبيت فيه، ولكن تأخرت الإجراءات لدخولنا مدينة الطبقة، فمنذ يوم الجمعة الماضي، نحن متواجدون على معبر البو عاصي في هذا البرد الشديد، الدفعة التي سبقتنا قدموا عن طريق المبادرة التي أطلقتها الإدارة الذاتية الديمقراطية، ولكن نحن تأخرنا في القدوم لذا جئنا عن طريق سياراتنا الخاصة”.
ومن جانبه نوه أحد القادمين من حلب لمقاطعة الطبقة “علي حسينو“، من حي الميدان في مدينة حلب: “كانت رحلة لجوئنا أشبه “بالموت”، فقد كان المسلحون من مرتزقة “هيئة تحرير الشام”. يستهدفون الباصات القادمة لمناطق الإدارة الذاتية على طريق مطار كويرس، لقد عانينا على الطريق من برد وخوف وتعب نفسي وجسدي خلفته هذه الأحداث المتسارعة”.
وطالب “علي حسينو”، في ختام حديثه، الإدارة الذاتية الديمقراطية بتسهيل أمور القادمين من حلب وتخفيف الإجراءات الأمنية على المعابر “لمساندة الأهالي في هذه المحنة، التي تعرضوا لها”.
وزاد على حديثهم “خالد حمو” من أهالي قرية جبرين في حلب: “لقد استهدفت قريتنا من كافة الجهات، واستهدفت مرتزقة “هيئة تحرير الشام” القرية للاستيلاء على “مطار جبرين”، ودخلت “قوات سوريا الديمقراطية” على القرية من طرف مشفى “دويرينا” وانسحبت قوات حكومة دمشق عند دخول قوات سوريا الديمقراطية، وقامت قوات سوريا الديمقراطية بتوجيهنا للمناطق الشرقية “منبج، الطبقة، الرقة” وقاموا بإيصالنا للمعابر”.
يذكر، أنه صمد أهالي الشهباء وقوات تحرير عفرين حتى الرمق الأخير، وتم إدلاء بيان من مجلس شعب عفرين والشهباء، ولعدم تعرض أهالي الشهباء وتل رفعت للمجازر التي لا زالت ترتكبها دولة الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة لها في المناطق المحتلة “عفرين”، قام أهالي الشهباء وتل رفعت بالخروج من المنطقة لمنع ارتكاب المجازر والتوجه لمناطق شمال وشرق سوريا.
فيما تستمر مرتزقة “هيئة تحرير الشام” المدعومة من دولة الاحتلال التركي زحفها إلى مناطق سيطرة حكومة دمشق، واستولت على عديد من القرى والبلدات في ريفي “حمص وحماة”.