قامشلو/ دعاء يوسف ـ جامع مضى على بنائه أكثر من 87 عاماً، متميزاً بمئذنته الحجرية، وقبته ذات الطراز الأيوبي جامعاً بين جمال فنّ العمارة، والروح الدينية، متحولاً من محطة للحجاج والمعتمرين في أربعينيات القرن الماضي إلى أشهر وأقدم معالم مدينة قامشلو.
يعد الجامع الكبير في قامشلو من أقدم جوامع المدينة إذ بُني عام 1936 وتم تجديده في عام 1960، على يدي المهندس المعماري الأرمني ديكران مانوك خجادوريان، صاحب أشهر مطحنة في قامشلو.
موقعه وأقسامه
ويقع الجامع الكبير بالقرب من معبر قامشلو – نصيبين على طريق قابي الذي يفصل المدينتين، وعلى بابه علقت لأفته مكتوب عليها باللغة التركية (BÜYÜK CAMI) وبالإنكليزية (THE BIG MOSQUE)، وحمل اسم الكبير بسبب مساحته الكبيرة، إذ يعد أكبر جامع في مقاطعة الجزيرة.
ووجود الجامع الكبير على أطراف سوق الخضار جعل منه نقطة الالتقاء الجغرافية بين سوريا والقادمين من تركيا؛ ما جعله مع الوقت وتكاثف السكان من حوله عبر الزمن معلماً سياحياً أيضاً تحمل نسماته تاريخاً طويلاً يبحث عنه أهل المدينة قبل زوارها.
ويتألف بناء الجامع من مصلى صغير بمكونات بدائية أدت لانهياره في أربعينات القرن الماضي، وأعاد المفتي والعالم أحمد زفنكي بناءه، واليوم يتألف البناء من مصلّى صغير في القسم الأول ومصلّى كبير في القسم الثاني، والمصلى الصغير مصمم ليبقى بشكل دائم في خدمة الزوّار، والروّاد لمن يريد الصلاة ويأتي في أي وقت يشاء، أمّا المنبر فهو بشكل قبّة نادرة الصنع في سوريا، وهي على النموذج الأيوبي، لتتحول مع الأيام إلى معلم تراثي بقي شامخاً رغم الظروف، أمّا المئذنة فهي على النمط الحجري، ولم يتبع فيها النمط العثماني، والذي يكون على شاكلة قلم الرصاص، وتعد مأذنة الجامع فريدة إذ لا يوجد لها مثيل في المنطقة سوى واحدة فقط موجودة في جامع زين العابدين في نصيبين بباكور كردستان، وهي أهم ما يميز طرازه المعماري.
وما يميز الجامع أيضاً أنه يحتوي على خزان ماء حجري يتسع لـ ٢٨ ألف لتر من الماء، يتكون من جدار بطول ١٤ مترا، وارتفاع مترين وعرض متر، يستخدمه المصلون للوضوء، وليس لهذا الخزان مثيل في جوامع سوريا أو إي جوامع أخرى. حيث يتوافد إليه المصلون منذ أربعينات القرن الماضي، وحتى يومنا هذا، سواء من أهالي المنطقة أو من الحجاج والمعتمرين المارين بالمنطقة براً في الماضي.
يذكر، أنه لايزال “الجامع الكبير” رغم قدمه فاتحاً أبوابه أمام أهالي قامشلو وريفها وزوارها إلى اليوم للعبادة والتواصل الاجتماعي، والروحي منذ بنائه.