روناهي/ تل حميس ـ على بعد أربعة كيلو مترات شمال مدينة تل حميس تقع قرية “السعدية الصغيرة”، وهي من القرى القديمة في المنطقة، وذات تاريخ عريق وموقع جغرافي هام، لمرور نهري الجراحي والمخبن بجانبها.
قرية “السعدية الصغيرة” من القرى الريفية الجميلة، الواقعة في شمال ريف مدينة تل حميس، تحيطها عدة قرى، فمن الجنوب قرية مجيرينات “سكانها كرد”، ومن الشرق قرية الحصوية “سكانها من الشعب العربي”، ومن الغرب قرية أبو كبير “سكانها من الشعب العربي”، ومن الشمال قرية السعدية الكبيرة “وسكانها كرد”.
سبب تسميتها وما تشتهر به
وخلال زيارة صحيفتنا “روناهي” قرية السعدية الصغيرة، التقينا أحد سكانها، “محمد إسماعيل العلي” 60 عاماً، والذي تحدث بدايةً، عن تفاصيل القرية: “يبلغ عمر قرية السعدية قرناً ونصفاً، وتبلغ مساحتها خمسة كيلومترات مربعة، وسكانها من الشعب العربي، يبلغ عددهم قرابة300 نسمة”.
وتابع: “وقد سميت بذلك، لأنها كانت تزرع الأرز وتعد أرض الخير والسعد”.
وللقرية مميزات كثيرة وهامة، حيث يوجد فيه طريق عام يوصل القرية بطريق قامشلو من جهة الشمال الغربي، وأغلب سكانها من الفئة الشابة “خريجو شهادات علمية”، حيث يعملون الآن ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية لتوفر العديد من فرص العمل، التي تناسب مستواهم العلمي”.
وأضاف العلي: “إن أهم ما يميز هذه القرية عن باقي القرى، الألفة والمحبة بين سكانها، حيث يتشاركون في الأفراح والأتراح، فهم أشبه بالعائلة الواحدة”.
طبيعتها الجغرافية
وأردف، بأن “السعدية الصغيرة” من القرى التي تتميز بطبيعتها الجغرافية الهامة، ومنظرها الخلاب وخاصةً في فصل الربيع، حيث يمر من بجانبها نهران الأول من جهة الشرق يسمى “الجراحي”، والثاني من جهة الغرب ويسمى “مخبن”، وهما نهران دائما الجريان في سنوات الخير، في فصل الشتاء وأحياناً في فصل الصيف.
وتابع: “وتعد مياه هذين النهرين حلوة، وعذبة، يستخدمها أهل القرية في سقي أراضيهم الزراعية”.
ويعتمد أغلب سكان قرية السعدية الصغيرة، على زراعة الحنطة والشعير والكمون والعدس، ودخلت حديثاً زراعة البطاطا، حيث كانت تجربة ناجحة، كما ويعمل معظم سكانها بتربية المواشي كالأبقار، والأغنام، والماعز، لاستفادتهم من حليبها ولبنها، فهم يعتمدون على منتجاتها كالأجبان، والألبان والحليب للاكتفاء الذاتي وبيع الفائض منها.
عدد منازلها
وأشار العلي إلى أن عدد المنازل الموجودة في قرية السعدية الصغيرة لا يتجاوز 145منزلاً، تعود أصول سكانها من قبيلة طي العربية من عشيرة “الراشد”، كما ويوجد في القرية جامع كبير، ومدرستان “ابتدائي وثانوي”، يقصدها طلاب القرى المجاورة أيضاً.
ويغلب على بيوت القرية الطابع الريفي القديم، حيث أن غالبية منازلها مبنية من الطين، ولا تخلو القرية من البيوت الإسمنتية الحديثة أيضاً.
وفي الختام تمنى العم “محمد إسماعيل العلي”، بأن يدوم الأمن والاستقرار في مناطق إقليم شمال شرق سوريا عامة، وقريتهم “السعدية الصغيرة” خاصةً، وأن يعود شبابهم المغتربين إلى أرضهم ووطنهم.