No Result
View All Result
المشاهدات 12
سوزان علي
لم تضعف المرأة الكردستانية أمام هجمات الإبادة، التي تشنها الأنظمة الاستبدادية عليها، وممارسة العنف عليها منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، بل ازدادت المرأة إصراراً، وقوة في التصدي لتلك السياسات، وسارت في طريق النضال فرسمت لذاتها درب السعادة المحفوف بالمخاطر والأهوال، وما نضال المرأة في روجهلات كردستان اليوم، إلا مثال حيّ على سلب الحياة من بين براثن الأنظمة؛ وذلك باستمرار النظام الإيراني في ممارسة العنف والتعذيب على النساء في روجهلات كردستان، وإيران، ولا سيما النساء المناضلات، والناشطات في مجال حقوق الإنسان والمرأة، وكذلك الإعلاميات؛ لإخماد انتفاضة “المرأة.. الحياة.. الحرية JIN.. JIYAN.. AZADî”، وبهذا الصدد؛ وتزامناً مع إعلان منصة الفعاليات المشتركة للحركات والتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا برنامج اليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة، والتي حملت شعار “بفلسفة المرأة.. الحياة.. الحرية.. احمِي ذاتكِ”؛ أصدرت السلطات الإيرانية حكم الإعدام بحق الناشطة في مجال حقوق الإنسان والمرأة وقيادية انتفاضة “المرأة.. الحياة.. الحرية” وريشة مرادي؛ استكمالاً لسياسة الأنظمة الاستبدادية في العالم في قمع النساء الرياديات.
إن الحرب الأيديولوجية، التي تشنها تلك الأنظمة على النساء تستهدف النساء والرجال معاً، بل وتستهدف العائلة من خلال ممارسة الحرب الخاصة عليها؛ لتجريدها من القيم المجتمعية، وشلّ الفكر الأمومي لدى أفرادها، واستبدالها بالفكر السلطوي وبالتالي تعنيفهم وجعلهم معنفين بدورهم، إلى جانب استهدافها رياديات المجتمع والثورات من الناشطات السياسيات والإعلاميات والقياديات، كما وتستهدف تلك الحرب أيضاً ثقافة المجتمع الأمومي من خلال شن هجمات الصهر والإبادة على اللغات الأمّ للشعوب الأصيلة في جغرافية كردستان.
وأمام هجمات الحرب الأيديولوجية تلك؛ تتسلح النساء الكردستانيات اليوم بفلسفة “المرأة.. الحياة.. الحرية” التي باتت منهجاً لنساء الشرق الأوسط والعالم قاطبة؛ لما تحمله من حلول لقضايا النساء العالقة في العائلة والمجتمع، إلى جانب السعي لبناء الحياة الندّية المشتركة وبناء مجتمع ديمقراطي حرّ، وتتطلب هذه الخطوة تحرير المرأة والرجل على حدّ سواء من الذهنية الذكورية، ومعرفة مدى ممارسة العنف عليهما معاً، وعلى العائلة برمتها، وجعل هذه الفلسفة تعشعش في العائلة وتصبح من أساسيات الحياة كالهواء والماء.
نضال المرأة في روجهلات كردستان وإيران دون أن توهن أحكام الإعدام الصادرة بحقهن قواهن، ليس سوى قوة الإرادة والإصرار على الاستمرار في انتفاضة “المرأة.. الحياة.. الحرية” وتوسعها حتى بلوغ المأرب، وهو تحقيق حرية النساء الإيرانيات أولاً والكردستانيات ثانياً، والتخلص من قمع الأنظمة الاستبدادية، ولا سيما النظام الإيراني وتحقيق العدالة في أنحاء العالم كافة. وما تسلح النساء الكردستانيات بالحماية الفكرية منها، والجسدية سوى ردّ لمخططات وهجمات الإبادة على النساء وعلى المجتمع الكردستاني؛ وذلك من خلال تلقي الدورات الفكرية والعسكرية معاً والإيمان بقدرة النساء على التغيير.
No Result
View All Result