روناهي/ تل حميس ـ تعاني الكثير من القرى التابعة لتل حميس من انعدام وجود مصدر للمياه، كـ “الشمدينية، ومنقار الفراز، والتفاحية، والسطيحة، وأبو خشب، وتل العيسى، وتل الناصر، والحصوة، والصوفية، والمدينة، ودمدم” وغيرها الكثير من القرى التي تعاني من المشكلة ذاتها، لذلك تطلب هذه القرى من الجهات المعنية لحل هذه المشكلة.
يعاني الآلاف من أهالي ريف مدينة تل حميس، من شح المياه الصالحة للشرب، لأسباب طبيعية كالجفاف وعدم وجود مياه سطحية كالأنهار والبحيرات، ومرارة مياه الآبار هناك، حيث أن شح المياه، من أهم التحديات أمام تلك القرى.
معاناة أهالي قرية الشمدينية للحصول على مياه الشرب
وفي زيارة صحيفتنا “روناهي” قرية الشمدينية”، الواقعة جنوب غربي تل حميس، التقينا “سلام العيسى“، والتي تعاني كغيرها من أهل القرية من مشكلة نقص مياه الشرب، حيث قالت: “نحن سكان قرية الشمدينية، نعاني من انعدام المياه بشكل تام، منذ أكثر من 40 عاماً، فنقوم بتأمين مياه الشرب بنقلها من القرى المجاورة عن طريق الحمير”.
وتابعت: “فأقرب قرية تبعد عنا مسافة 15 كيلومتر، أما مياه الغسيل والحمام فنقوم بتأمينها عن طريق حفر الخرايج، وهي عبارة عن حفرة يقوم الأهالي بحفرها بعمق مترين، أو ثلاثة أمتار فتخرج منها المياه ولكنها شديدة الملوحة”.
وأضافت: “فقد استبشرنا في السنوات الماضية بالخير قليلاً، عندما بدأ الناس بحفر الآبار الارتوازية لسقي الأراضي والمزروعات، حيث استفدنا منها أيضاً لاستخدامات منزلية عديدة كالغسيل والشطف وغيره، ولكن سرعان ما تبددت آمالنا بعد عام 2011، فقد توقفت الآبار الارتوازية جميعها عن العمل بسبب الأحداث، لتعود معاناتنا من جديد”.
وأكدت سلام، أن معظم الأمراض، التي تنتشر في القرى بسبب شرب المياه الملوثة الغير نظيفة.
معاناة نساء قرية منقار الفراز
ولم تقتصر معاناة المياه على أهالي قرية الشمدينية فقط، بل تعدت إلى أهالي قرية “منقار الفراز”، فتحدثت نساء هذه القرية عن معاناتها بتأمين المياه لعائلتها، والتي رأيناها بأم أعيننا امرأة حاملة على رأسها برميلاً من الماء، يقدر بثلاثين لتراً، من خلال ربط البرميل بحبل على ظهرها.
وقد حدثتنا عن معاناتها، وعن معاناة القرية، والتي لم تعثر على حل أو وسيلة لوصول المياه الصالحة للشرب إلى قريتهم، إلا عن طريق الصهاريج، والتي تحتاج إلى بحث وعناء للحصول عليها، فتقوم بدفع 15 ألف ليرة سورية ثمناً لخمسة براميل، إذا ما كان متعاقداً مع البلدية، أما إذا لم يكن متعاقداً مع البلدية؛ فإن صاحبه حر بتحديد السعر فيصل إلى 30 ألف ليرة سورية لكل خمسة براميل.
واقع قرية الحصوة المرير
كما والتقينا المواطن “عبد القادر التافيق“، من سكان قرية الحصوة، والذي لم تكن معاناتهم أقل من باقي قرى تل حميس: “نحن سكان قرية الحصوة، كل الأطفال في الأعياد تفرح وتمرح، لكن أطفالنا يرون صهريج الماء وهو قادم للقرية هو العيد والفرح، فهم يفرحون ويمرحون برؤيته أكثر من العيد”.
وتابع: “فإننا شبه أموات، والسبب انعدام المياه في قرانا، فالماء هو سر الحياة للكائنات الحية كافة على وجه الأرض”، مضيفاً: “فمواشينا بحاجة ماسة لمياه الشرب، التي نعجز عن توفيرها لها، وخصوصاً في فصل الشتاء بسبب مشكلة المواصلات”.
وفي الختام تمنى سكان القرى النائية جميعاً، أمنية مشتركة، وهي أن يتم النظر في وضع قراهم، وتقديم الحلول والمقترحات من الجهات المعنية بالأمور الخدمية، لإنقاذهم من كارثة إنسانية، وخاصةً في فصل الشتاء، حيث أن المياه التي يستخدمونها للشرب تحمل الكثير من الأوبئة والأمراض المعدية.