الطبقة/ عبد المجيد بدر ـ مع ارتفاع التكاليف المعيشة وتقاعس الدعم المقدم من المنظمات الإنسانية، يواجه قاطنو المخيمات في مقاطعة الطبقة تدهوراً في الأوضاع الصحية والتعليمية، ومع اقتراب فصل الشتاء أصبحت هذه المعاناة أكثر حدة على السكان.
تحتضن مقاطعة الطبقة 11 مخيماً وتقسم لمخيمات عشوائية ومخيمات منظمة، وتحوي هذه المخيمات أكثر من 21 ألف نسمة بواقع (4104 عوائل)، ومع حلول فصل الشتاء، يعاني قاطنو هذه المخيمات نقصاً حاداً في المستلزمات الشتوية في ظل تقاعس دعم المنظمات الإنسانية، فغالبية الخيم بواقع يرثى له، ومستوى منخفض من التعليم وواقع صحي متدهور.
المخيمات العشوائية
وتضم مقاطعة الطبقة عشرة مخيمات عشوائية ومن بينها مخيم “الطويحينة”، ويبعد 30 كم في شمال غرب مدينة الطبقة، وتم تأسيسه في 2017، ويضم نازحين من مناطق حمص وحماة وريفها، ويقطنه 4696 شخصا، بواقع (913 عائلة).
ومع حلول فصاء الشتاء، يعاني سكان هذا المخيم من تدهور في الأوضاع على الأصعدة “الصحية، التعليمية، وسوء الخيم، فمنذ أكثر من عام لم يتم تبديلها، وتراجع في المخصصات المقدمة لكل فرد المقدمة من المنظمات الإنسانية المحلية والدولية”.
أوضاع مزرية
وفي جولة لمخيم الطويحينة التقت صحيفتنا “روناهي” قاطني المخيم، لرصد أحوالهم وسماع شكاويهم، وكان من بينهم النازح من بادية حمص “تدمر”، “شهاب الجضعان” وهو أحد قاطني المخيم منذ عام 2017: “نعاني أوضاعاً تعيسة في المخيم ومع حلول فصل الشتاء، ازدادت معاناتنا، فقد قُلص حجم المخصصات لنا، وتأخروا في تسليمها، ففي السابق كانوا يوزعون المازوت في بداية شهر تشرين الأول، على ثلاث دفعات مدة ثلاثة أشهر، حيث كانت تختلف الدفعات بحسب عدد الأسر، فهناك أسر تأخذ 25 ليتراً من المازوت كل أسبوع، أما الأسر الكبيرة فيتم توزيع 50 ليتراً من المازوت كل أسبوع، وكانت مقبولة نوعاً ما”، مضيفاً: “كنا على هذا المنوال من التوزيع في السنوات الآنفة، فيما خففت فيما بعد ليتم توزيعها في كل عشرة أيام، وحتى المدافئ لم يقوموا بتسليمها إلى الآن، فنحن بحاجة ملحة، وخاصةً، مع قدوم الشتاء”.
وأردف: “فزخة المطر الأخيرة سببت لنا نقمة، حيث دخلت المياه الخيم بسبب اهترائها، فمنذ قرابة عامين لم يقوموا باستبدالها”.
مضيفاً: “وأرضية الخيم بحال يرثى لها، فكلها تشققات وتصدعات، وقد اضطررنا لنزح المياه من داخل الخيم، لذلك نطالب الجهات المسؤولة والمعنية والمنظمات التطرق لأحوالنا، وتقديم سبل العيش فجل اعتمادنا على الدعم المقدم لنا”.
واقع تعليمي مرير
ومن جانبه نوه “صالح الجضعان“، وهو من سكان المخيم أيضا: “إن الواقع التعليمي في المخيم سيء، بسبب الضيق في الغرف الصفية، فمدرسة المخيم تستقبل 450 طالباً فقط، والآن يوجد أكثر من 100 طفل استحقوا الانخراط في المجال التعليمي، ولم يتم استقبالهم بسبب ضيق الشعب وقلة المدرسين”.
وتابع: “والتعليم مقتصر على المرحلة “الابتدائية”، وغالبية الطلاب تلجأ لإكمال المراحل الإعدادية والثانوية في مدينة الطبقة، أو في القرى المجاورة”.
وأضاف: “وهناك أسر فقيرة لا تستطيع أن ترسل أطفالها للمدينة. لذلك، نطالب هيئة التربية والعليم في الطبقة بإنشاء مدرسة داخل المخيم ونطالب المنظمات الإنسانية بتوسيع مدرسة المخيم”.
واقع صحي متدهور
وبدوره أعرب “ذياب العفيان” أحد قاطني مخيم الطويحينة عن واقع الصحة داخل المخيم: “يوجد في المخيم ثلاث نقاط طبية، ووضعها سيء جداً، الأدوية قليلة ومرات تعدم، وأصحاب الأمراض المزمنة يعانون من فقدان أدويتهم، ويضطرون لشرائها من خارج المخيم، وهي بأسعار مرتفعة والأوضاع المعيشية صعبة في ظل ارتفاع الأسعار”.
وتابع: “يتم إغلاق النقاط الطبية في تمام الساعة 12 ظهراً، ونضطر لإسعاف المرضى في المساء لمشفى الطبقة الذي يبعد 35 كيلو متراً عن المخيم، ونقوم بدفع آجار باهض للسيارات، وعدا عن هذه هناك خطر على حياة المريض فقرابة الساعة نبقى على الطريق لإيصال المريض للمشفى”.