مركز الأخبار – شهدت ساحة الكرامة في السويداء خروج تظاهرة احتجاجية رفضاً للواقع الاقتصادي والسياسي القائم، مطالبين بإقامة دولة مدنية ديمقراطية تحترم الإنسان وحقوقه، مؤكدين أن الشعب السوري لا يؤمن اليوم بتقسيمات الدين والطائفة
مع اتساع دائرة الغضب الشعبي، عادت الساحات للاهتزاز من جديد، مع خروج مظاهرات واحتجاجات تعبّر عن السخط العام، في وقتٍ يتزايد فيه القتل، ما يزيد من الضوضاء والانقسام بين مختلف مكونات المجتمع السوري. حيث نظم ناشطون سياسيون في مدينة السويداء، احتجاجاً في ساحة الكرامة، رفضاً للواقع الاقتصادي المتردي والوضع السياسي القائم، حاملين لافتات كُتِب عليها، “سلطة الأمر الواقع اللعب على المصطلحات والوقت لعبة مكشوفة” و”هل هذه هي العدالة الانتقالية”، و”الإرهاب لا يبني دولاً بل يهدمها”، و”لا حرية للشعب السوري بوجود المحتلين”، و”الثورة مستمرة، من أجل لقمة العيش”، و”لم يسقط الأسد بوجود الجولاني”.
وأكد المحتجون أن المطلب الذي خرج السوريون من أجله في بدايات الثورة، لإسقاط النظام السابق، لا يزال قائماً، بعدما خلّفه نظام جديد لا يتماشى مع تطلعات وأحلام السوريين، ولا يسهم في بناء اقتصاد قوي أو منظومة قضائية عادلة، حيث تسود أحادية اللون في الخطاب، والمؤسسات تتعرض لتراجع وانهيار واضح، فيما تعاني الخدمات من عجز فاضح، ما تسبب بحالة غضب متنامية بين السوريين واصفيه بأنه “أشد ظلماً وفساداً” من سابقه.
وأضافوا، أن السلطة القائمة اليوم سرقت الثورة، وأنها تتبع عقلية إرهابية متشددة لا تخدم إلا مصالحها الضيقة ودينها الخاص، مع تهميش واضح لبقية الشعوب والمكونات والأطياف السورية، مطالبين بإقامة دولة مدنية ديمقراطية.
وفي حادثة أثارت مشاعر الحزن والغضب، وجه أحد الناشطين تعازيه لأسرة أحد الضحايا لقي حتفه أثناء محاولته عبور الحدود السورية – اللبنانية، بحثاً عن فرصة عمل يسد بها رمق عائلته، في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور الذي دفع مئات العائلات السوريّة إلى الفقر والجوع، على يد سلطات وصفها الناشطون بـ “الإرهابية”.
ومن الجدير ذكره، إن مناطق واسعة من سوريا، تعيش حالة من التدهور الاقتصادي غير المسبوق، مع تفشي البطالة والفقر، وتردّي مستوى الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم، ما يزيد من حالة الاحتقان الشعبي، ومع كل يوم يمر، تتسع رقعة الاحتجاجات لتشمل مزيداً من المدن والقرى، في مشهدٍ يعيد إلى الأذهان بدايات الحراك الشعبي الذي انطلق عام ألفين وأحد عشر.