هيفيدار خالد
أثارَ فوزُ دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الثلاثاء الماضي العديدَ من التساؤلات وردودَ الفعل المتباينةَ في الأوساط السياسية والإعلامية الإقليمية والعالمية، فقد تناولتْ صحفٌ محليَّةٌ ودوليَّةٌ في عناوينها الرئيسة عودةَ ترامب إلى البيت الأبيض مرةً أخرى، في مَعمعةِ تصعيدٍ مُستمرةٍ في منطقة الشرق الأوسط والحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا واشتعال العديد من الجبهات الأخرى التي من شأنها أن تُزيدَ قتامةَ المشهد الحالي أكثر فأكثر . تساؤلاتٌ عميقة تدور في أذهان كثير من المراقبين والمتابعين للشأن العام حول السياسة التي من الممكن أن يحذوها أو يعتمدها ترامب حيالَ الشرق الأوسط، وسُبل التعامل مع الملفات الشائكة الأخرى في الدول العربية، مثل: سوريا ولبنان والعراق، بالإضافة إلى قضية الحرب المستعرة بين حماس وإسرائيل والتصعيد الشبيه بحرب بين حزب الله وإسرائيل من جهة أخرى، هل سيتعامل ترامب مع هذه الملفات بنفس العقلية والسياسة التي تعامل بها في فترته الرئاسية السابقة أو أنَّ هناك متغيِّراتٍ ستفرض عليه مزيداً من الاتِّزان، فبأيِّ عقلية سيحكم ترامب، أبعقلية عام ٢٠١٦ أم عقلية عام ٢٠٢٥، يتساءل السائل.
فالجميعُ يُرجِّح أنَّ المنطقة ستشهد تغييراتٍ جذريةً بعلاقات واشنطن في العديد من الدول العربية ودول العالم، فبعضُ الدول العربية سعيدة للغاية بعودة ترامب وبعضُها الآخرُ على عكس ذلك تماماً. لذا؛ مضطرَّة للتكيُّف –مرغمة – مع تداعيات سياسته في المنطقة ومواجهة التحديات الناتجة عنها ولا بُد، نعم. بفوز ترامب بات الجميعُ أمامَ حقبةٍ جديدةٍ في أمريكا والعالم بأسره.
ولا يخفى على المُحلِّل أنَّ المتضررَ الأكبر من عودة ترامب مرةً أخرى إلى السلطة هي أوكرانيا ومجمعٌ كبيرٌ من الدول الأوروبية، إضافةً إلى اليابان وحلف شمال الأطلسي وزِدْ عليهم المهاجرين غير الشرعيين ولا ننسى نشطاء المُناخ، إلا أنَّ المستفيد الأكبر من هذه العودة هي روسيا التي تأتي في رأس القائمة وبوتين والمجر وإسرائيل ونتنياهو ودول الخليج وشركات الوقود الأحفوري.
يرى مراقبون بأنَّ الرئيس الأمريكي المُنتخَب دونالد ترامب حقَّق اختراقًا مفاجئًا في نهاية حملته الانتخابية؛ إذ كسب تأييدَ عددٍ كبير من الناخبين العرب من خلال تعهّده بوضعِ حدٍّ للعنف القائم في الشرق الأوسط وخاصَّةً التصعيدَ القائمَ في غزة والحربَ المُدمرة بين إسرائيل وحماس؛ لكنه لم يشرح كيف، وخمَّنوا أنه قد تؤدي إلى تشديد العقوبات النفطية الأمريكية على إيران، مما قد يُقلِّص الإمدادات العالمية؛ لذا يخشى الإيرانيون مزيدًا من العقوبات مع عودة ترامب إلى السلطة.
جميع الآراء تذهب إلى أن ترامب سيغيّر سياساته تُجاهَ المنطقة بدءاً من الملف السوري إلى العلاقة القائمة مع العراق وإيران والعديد من الملفات الأخرى التي تهم واشنطن عن كثب، والسؤال المطروح هنا هو، هل ستكون عودة ترامب مفتاحَ الحل لجميع القضايا الشائكة في المنطقة، خاصَّةً أنه كان يتوعَّد بحلِّ كافة الحروب الدائرة في العالم أو العكس تماماً، ستكون لتلك الوعود البراقة الخارجة من قبعة الساحر بعصاته الصغيرة انعكاسات وعواقبُ على التطورات والمستجدات التي تشهدها الساحة الدولية.