ليلى خالد
عندما نتمعن في الكون الواسع ونتعمق في حياة الطبيعة والإنسان؛ نلاحظ أنه لا يوجد اختلاف كبير بينهم من حيث التركيبة الإنشائية والديناميكية التطورية فيها، وحتى يمكننا نعت تفاصيل جسم الإنسان بأنه يشكل كوناً مصغراً بحد ذاته، حيث تجد فيه مزايا وعناصر مشتركة وعديدة، شبه مطابقة لبعضها البعض، ولأن كل شيء قابل للتطور والتغيير منذ نشأة الكون مروراً بنشوء الطبيعة والإنسان اللذين يتطوران بشكل مستمر معتمداً في ذلك على التغذية والحماية والمأوى في دورة الحياة الطبيعية هذه، وفق البيئة الحاضنة لها.
فالخلق كامن في تركيبة جسم الإنسان من حيث الخلايا والأعضاء والأجهزة التي تتكامل فيما بينها بتشاركية، بحيث لا يستطيع أي جهاز أو عضو من أعضاء الجسم أن يقوم بوظيفته دون العضو الآخر.
بعد انتقال الإنسان عبر مراحله الأربعة المتسلسلة حسب الأبحاث والدراسات العلمية، بدايةً من تشكل العلقة التي تكونت على الأشنيات وتكاثرت على سطح الماء حتى مرحلة homo habilis إلى –erictos homo sabyans حتى مرحلة homo sabyans – sabyans (الإنسان العاقل عاقل) الذي أبدع في تطوير أدق تفاصيل الحياة واستطاع أن يخترق جميع مفاصل الطبيعة والمجتمع نحو تطورات وتصورات عديدة (جميلة وقبيحة على السواء) حتى وصل إلى أعلى المستويات في التحكم بهما معتمداً على ديناميكية الكون والطبيعة في بناء نظامه ودفاعاته ليحافظ به على امتداده واستمراريته من خلال اعتماده على التدريب المستمر بأدواتها الرئيسية الكامنة في “ثالوث الإنسان” أي المرأة والرجل والتركيبة الجديدة (المولود).
بعد سيطرة أنانية الإنسان على الطبيعة وأجزائها وظهور مفهوم السلطة ومن خلالها إحكام قبضته على الطبيعة الأولى والثانية وإظهار هيمنته عبر ترويض كل شيء حسب مصالحه؛ لإنشاء تركيبةٍ مناقضة للمجتمع من مفاهيم أنانية (الليبرالية والفردانية) وهذا ما خلف شرخاً بين ثنائية الإنسان والطبيعة.
بعد وصول العلم إلى حقيقة دقيقة جداً، وهو أن هرمونات الإنسان مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحواسه ومن الممكن جداً التحكم بوظيفته الحركية، حيث أن الدماغ يتوقف للحظة عند وصول الإنسان لحد الانسجام التام بعد إفراز هرمون axisotin (هرمون الحب)، كما هو ظاهر في العلاقة الحميمية بين الثنائي الرياضي عند ممارسة التزلج على الجليد وراقصي التانغو، ومدى التناسق والتناغم الكبير بينهما، الذي يصل إلى حد الانسجام الكامل، ليخترق أحاسيس ومشاعر المتابعين، وتتحد معهم وتنثر عبق وروعة الحياة الطبيعية في أجواء مفعمة بالحب والوئام.
اتخذت الرأسمالية توقف دماغ المرء في لحظة (النشوة) وجعلته أداة للتلاعب بمشاعر الإنسان بل وطورتها عبر الدعاية المثيرة بهدف إبعاد الإنسان عن حالته الطبيعية في العلاقة الثنائية المنتجة وحرفتها باتجاهٍ مغاير يُمارس بينهم ودون ضوابط أخلاقية وإنسانية.
والغاية الأساسية هو استهداف المرأة لأنها (النواة) ولكونها تلعب دوراً أكبر في ضمان استمرارية الإنسان والحياة، فكان استهدافاً لرحم المرأة بذاتها من خلال تشريع الشواذ في المثلية المنتشرة في هذا الآونة بشكل مخيف، وصولاً إلى أداة استخدام الذكاء الاصطناعي في خدمة الأخيرة، وهذا يشكل خللاً في دورة الحياة واستمرارية الإنسان وكينونة المرأة ووظيفتها المقدسة.
فمن خلال استكشاف أسرار الكون وآلية الحياة في الطبيعة، والإنسان بتنا مدركين تماماً أن كل شيء وارد الحدوث (نسبي)، يتغير ويبنى من جديد من خلال صيرورة الممارسة للوصول إلى الهدف والغاية المنشودة والمرجوة.
وأخيراً أريد التنويه أنه علينا أولاً التخلص من القيود الفكرية الدوغمائية، التي وضعت الصكوك وكبلت دماغ الإنسان من خلال عدة أساليب وطرق منها، التدريب ونشر الوعي لمواجهة لوثان (الدولة والرأسمالية) التي ابتلعت كل شيء وحكمت بقبضة من حديد على جمال وحيوية الطبيعة والإنسان.