شيوخ الرقة: ” يداً بيد لدحر الإرهاب وإنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية”

 تقرير/ معاوية محمد –

 أكد شيوخ ووجهاء العشائر العربية في الرقة بأنهم يقفون صفاً واحداً ضد التدخل الخارجي والعدوان على الأراضي السورية ولا سيما العدوان التركي وتهديداته باجتياح مناطق شرق الفرات، وأشاروا إلى أنهم لن يسمحوا له باحتلال الأراضي السورية مهما كان، وأنهم كما حرروا أراضيهم من الاحتلال العثماني، سيحرّروا الأراضي السورية التي احتلتها دولة الاحتلال التركي مؤخراً مثل عفرين، إعزاز، الباب، وإدلب.

وجاءت آراء العشائر العربية خلال اجتماع لهم مع حزب سوريا المستقبل؛ حضره المئات من شيوخ عشائر الفرات وهي عشائر (الولدة، البكارة، العكيدات، النعيم، البو حميد، العفادلة، المجادمة، شمر، بني سلطان، بني عمر، الجعابات، الجليسات، البوجابر، البوشعبان، البوخميس، الشبل، الوهب، العجيل، الحويوات، بني خالد، البو عساف، العميرات، الناصر)، وعدد من العشائر الكردية وهي (الشيخان، علاء الدين، شدادية، بيجان وكيتكان).

وعلى هامش الاجتماع؛ التقت صحيفتنا مع الشيخ أحمد حسين الصلح وهو من وجهاء عشيرة الولدة فحدثنا قائلاً: “اجتمعنا اليوم وبحضور جميع عشائر الفرات، جئنا لنندد ونستنكر التهديدات التركية، والاحتلال التركي للمدن والأراضي السورية، نؤكد بأننا سنقف مع ابنائنا في قوات سوريا الديمقراطية، فهذه بلدنا ووطننا وارضنا وسندافع عنها بكل ما أوتينا من قوة”.

واختتم الشيخ أحمد الصلح حديثه بالقول: “نناشد جميع أبناء الشعب السوري أن يكونوا صفاً واحداً ضد أي معتدي ومحتل، ونطالب مجلس الأمن الدولي أن يقوم بواجبه في صد التهديدات التركية. والأتراك من خلال الاحتلال العثماني سابقاً احتل أرضنا واخرجناه بالقوة، ولن نسمح له بالدخول الى هذا الأراضي الطاهرة مرةً أخرى، وسنكون شوكة في حلق كل معتدي إن كانوا أتراكاً أم سواهم”.

وفي ذات السياق التقينا بالشيخ فواز البيك فحدثنا قائلاً:” هدفنا من عقد هذا الاجتماع هو تبيان موقفنا الواضح والصريح من التهديدات التركية ومن الاحتلال التركي لأرضنا، ونحن نريد ان نبيّن للعالم إننا متكاتفون ومتضامنون من مختلف عشائرنا وأطيافنا وانتماءاتنا سواء كانت دينية أو لغوية أو قومية”.

وأضاف البيك حديثه بالقول: “نحن أبناء سوريا يمثل كلٌ منا الآخر وإننا ضد الاحتلال مهما كانت قوته، ومن أي جهة كانت، ولا نريد سوى العيش بحرية واستقرار وأمان وعدل، وينبغي على الجميع أن يدركوا أن مع التكاتف النصر ومع الفرقة الضعف، ونقول يكفينا حرباً ودماراً وهدفنا هو الأمن والاستقرار.

وأنهى فواز البيك حديثه قائلاً:” نحن لا نريد أن نحارب أحداً ولا أن يحاربنا أحد، ولكن إن فرضت علينا فنحن أهلها ولا بد لنا من وقفة رجلٍ واحد ويدٍ واحدة للتصدي لأي عدوان علينا”.

وفي نهاية الاجتماع قرأ بيان الى الرأي العام والذي تضمن ما يلي: “أصبحت شعوب المنطقة مدركة وبما لا يدع مجالاً للشك بأن تركيا بنظامها الحالي تشكل خطراً على المنطقة برمتها، فهي الدولة الأكثر دعماً للجماعات المتطرفة وللإرهابيين فقد فتحت حدودها لدخول الإرهاب إلى سوريا، بل وقامت بدعمه بشكل كبير، ثم تدخلت بشكل سافر في سوريا وقامت باحتلال أراضٍ سورية ممتدة من جرابلس إلى إدلب مروراً بالباب واعزاز وعفرين، التي قاومت الاحتلال لمدة ٥٨ يوماً وسطرت وحدات حماية الشعب والمرأة أسمى صور المقاومة.

التدخل التركي قاد سوريا إلى نفق مظلم

وأضاف البيان “التدخلات التركية في الشأن السوري أدت إلى القضاء على تطلعات السوريين في الحرية والديمقراطية، وقادت سوريا إلى نفق مظلم، وتحاول تركيا الآن تقسيم سوريا وخلق كيانات تابعة لها تحت حكم الجماعات السلفية والجهادية التي كان لها الدور الأكبر في تدمير البلاد. إننا شيوخ عشائر وقبائل الفرات السورية نُدين هذه التدخلات التركية السافرة في الشأن الوطني السوري، ونؤكد بأن التمدد التركي في المنطقة ودعمها للجماعات المتطرفة سيؤدي إلى تنامي دور هذه الجماعات على مستوى العالم، وستشكل هذه الكيانات خطراً على الإنسانية وستعود داعش من جديد إلى الواجهة وربما بوجه آخر تلبسه تركيا”.

نداء إلى شعوب العالم والمجتمع الدولي

وجاء في البيان أيضاً بأن على شعوب العالم أن تدرك بأن هناك خطراً كبيراً يهدد أمنها في حال تم احتلال الشمال السوري، من قِبل تركيا وسيعود المتطرفين وإرهابيو داعش إلى بلدانهم الأوروبية ليزعزعوا استقرارها وأمنها. لذا؛ على المجتمع الدولي ألا يقف موقف المتفرج أمام هذه التهديدات التركية، وعليه أن يتدخل بشكل عاجل للحلول دون أية اعتداءات قد تطال المنطقة، والضغط على تركيا لإنهاء احتلالها لسوريا والخروج منها وتركها للسوريين. فقد ضحى أبناؤنا بدمائهم لتحرير هذه الأرض من إرهاب داعش والقضاء عليه وبذلك كانوا شهداء الإنسانية جمعاء واستشهدوا للدفاع عن شعوب العالم كافة. واليوم على تلك الشعوب ألا تظل صامتة أمام التهديدات التركية فصرخة منها ستريح ضمائرها وستضغط على حكوماتها لوضع حدٍّ لما يحصل، فقد حان الوقت لكي تتكاتف الشعوب وتقف في وجه الأنظمة الديكتاتورية التي تحاول زرع الفوضى واستثمار الإرهاب لصالحها”.

نداء إلى العشائر السورية

وتوجه البيان بالنداء للعشائر السورية بعدم الانجرار نحو الألاعيب التركية وجاء فيها: “نتوجه بندائنا إلى أخواننا من العشائر السورية في تركيا وريف حلب الشمالي، بألا يكونوا وقوداً للنار التي تريد تركيا إحراق المنطقة بها فنحن أخوة وأبناء عمومة وأخوال. ولذا؛ ندعوكم إلى العقلانية والتعاون معنا على إطفاء هذه النار التي ستحرق الأخضر واليابس في المنطقة إذا لم يتم وضع حدٍ لها. إننا اليوم ندعوكم لتعودوا لنحمي هذي الأرض معاً وأن نعمل لإنهاء الصراع الذي يفتك بدماء أبناء سوريا الحبيبة، ويكفي ما عشناه خلال السنوات الماضية من قتل وتشريد ودمار لبيوتنا وممتلكاتنا، ولنكن معاً في السراء والضراء ولنعيد الأمان إلى بلادنا”.

وفي ختام البيان أهابت عشائر الفرات بجميع السوريين لتحمل مسؤولياتهم تجاه التهديدات التركية، وقالت: “إننا إذْ نهيب بكافة الوطنيين السوريين والغيارى في سوريا بالوقوف صفاً واحداً ضد مطامع العثمانية الجديدة، والتحرك لاستعادة كافة أراضينا وفي مقدمتها عفرين. وندعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتهم التي تقتضي باتخاذ مواقف عملية وسريعة إزاء الخطر المُحدق بالمنطقة، وما سيؤول إليه الوضع في المنطقة، والذي لا يمكن أن تُحمد عقباه، في حال أقدم الرئيس التركي على الهجوم فإن المنطقة كلها ستدخل مرحلة حرب وفوضى جديدة نحن بغنى عنها، لن يسلم منها أي بلد وأية جهة والمستفيد الوحيد من هذه الحرب هي التنظيمات الإرهابية”.