أعمال النظافة اليومية… حركة لا تتوقف عن العمل، في ظل تراكم النفايات في بعض أحياء مدينة قامشلو، حيث شهدت المدينة تحسّناً بعد إصدار البلدية تعميماً جديداً لتنظيم مواعيد جمع النفايات، وأشاد أغلب المواطنين بتحسّن الخدمة بشكلٍ ملحوظ، بينما لا يزال بعض الأهالي يُطالبون بالمزيد من الالتزام بالتعميم وتطبيقه.
استجابةً لشكاوى المواطنين المتواصلة عن تجمّع النفايات في الأحياء والشوارع الرئيسية داخل المدينة، أصدرت بلدية الشعب بقامشلو تعميماً في تاريخ 18 من شهر أيلول المنصرم، والذي كان يتضمن توقيت وأيام ترحيل القمامة ضمن جميع الأحياء مع ذكر منع رمي القمامة في يوم الجمعة، وتغريم المُخالفين بمبلغ مالي وقدره 100 ألف ل.س.
إعلان المواعيد للمواطنين
ولنشر التعميم ومعرفة الأهالي أكثر بأوقات التقيّد برمي القمامة؛ قامت الكومينات ضمن الأحياء في المدينة بدورها بنشر التعميم الصادر من بلدية الشعب في قامشلو، عبر تطبيق الواتس آب للأهالي، والذي يضم أيام جمع وترحيل القمامة ضمن كل حي.
كما بيّن لنا عضو كومين الشهيدة هبون عابدين حسن: “البلدية أصدرت قراراً جديداً يتعلق بنظام جمع النفايات في جميع الأحياء، حيث تم الإعلان عن مواعيد محددة لإخراج القمامة، ويجب على المواطنين الالتزام بهذا القرار”.
وتابع: “نحن بدورنا ككومين ضمن الحي قُمنا بنشر وتنبيه الأهالي للالتزام بالساعات المحددة للنظافة، ونطالب من الأهالي عدم إخراج القمامة بعد هذه الساعات، حتى لا تتراكم النفايات في الشوارع، حيث كان القرار ينص على جمع النفايات بشكلٍ يومي، لكن تم تعديل ذلك ليقتصر على ثلاثة أيام في الأسبوع”.
واختتم عضو كومين الشهيدة هبون “عابدين حسن” حديثه بالتأكيد على أن البلدية تواصل جهودها لضمان نظافة الحي، مشيراً إلى أهمية التعاون بين المواطنين والبلدية لتحقيق بيئة نظيفة وصحيّة للجميع.
تعاون الأهالي مع البلدية…
فيما أوضحت المواطنة “عالية محمود” من حي الهلالية، عن التغيّر الإيجابي الذي حصل في حيّها من جانب النظافة العامة بسبب تعاون الأهالي والبلدية، وأشارت إلى: “في السابق كانت سيارة النظافة تأتي بشكلٍ نادر إلى الحي، مما كان يؤدي إلى تراكم النفايات في الشوارع وعلى الأرصفة، وكانت هذه المشكلة تؤرقنا كثيراً، ولكن بعد إصدار التعميم تغيّر الوضع تماماً”.
وأضافت: “مؤخراً سيارة جمع القمامة تأتي ثلاثة أيام في الأسبوع (السبت والاثنين والأربعاء)، ورغم عدم تحديد الساعات المحددة إلا إننا نعرف متى تأتي السيارة من خلال صوتها، وعندما نسمع الصوت، نخرج بسرعة لإخراج القمامة، وقد ساهم هذا في جعل حيّنا نظيفاً”.
وشكرت المواطنة “عالية محمود” في ختام حديثها بلدية الشعب في قامشلو، على التزامهم بتقديم الخدمة بشكلٍ أفضل، ولفتت إلى التطور بعد إصدار التعميم الذي جعل الأهالي أكثر وعياً بأهمية النظافة والتعاون مع البلدية أكثر “نشكر البلدية على تجاوبهم السريع مع احتياجات المواطنين، ولم يعد هناك تراكم للنفايات، ونأمل أن يستمر هذا التوجه لضمان استدامة البيئة”.
التزام في أيام جمع القمامة وعدم التقيّد بالساعات المحددة
وبذات الصدد بيّن المواطن “فواز عيدان” من حي الكورنيش، عن آلية خدمة النظافة في حيّهم، مشيراً إلى أن سيارة جمع النفايات تلتزم بأيام الجمع المحددة، لكنها أحياناً لا تلتزم بالساعات المقررة: “نحتاج أن تأتي سيارة جمع القمامة في الساعات المحددة صباحاً؛ لأن عدم الانتظام يؤدي إلى تراكم النفايات، وتتعرض للنبش من قبل الحيوانات والباحثين عن المعادن والبلاستيك”.
وأكد عيدان على أهمية التعاون بين الأهالي والبلدية، كما أشار إلى أن الوضع في الحي شهِد تحسناً ملحوظاً بعد إصدار القرار الجديد: “الآن تأتي سيارة النظافة أكثر من ثلاث مرات في الأسبوع، مما ساعد في عدم تراكم النفايات كما كان يحدث في فصل الصيف”.
كما طالب عيدان البلدية بضرورة وضع حاويات القمامة في الشارع الممتد من جانب حديقة حلبجة إلى تقاطع صيدلية دهام، منوهاً إلى أن بعض المواطنين يعارضون وضع الحاويات في الشارع: “إذا رفض البعض يجب على البلدية دراسة الوضع بعناية، والتأكد من تلبية احتياجات المواطنين بما يضمن النظافة في الحي”.
في الختام أشار “فواز عيدان” إلى أن العمل الجماعي بين الأهالي والبلدية هو السبيل للحفاظ على نظافة الحي وجعل حياة المواطنين والمدينة أكثر نظافةً وصحيّة.
جهد يومي وبانتظام
ومن الأماكن التي تكون عُرضة لتراكم النفايات هي الأسواق الشعبية ومنها سوق حطين، أحد أهم الأسواق الشعبية في مدينة قامشلو، ويشهد حركة تجارية مستمرة، مما يتطلب جهوداً يومية للحفاظ على نظافته، وكما أكد بائع الخضار في السوق حطين “عبد الخالق عدنان”، إن البلدية تبذل جهوداً كبيرة للحفاظ على نظافة السوق: “إن البلدية تعمل كل يوم على تنظيف السوق، عمال النظافة يبدؤون عملهم من الساعة السابعة صباحاً، ويستمرون حتى الثانية عشرة ظهراً، هذا يضمن أن النفايات لا تتراكم هنا”.
وأضاف عدنان أن العمال يقومون بجمع المُخلفات بانتظام ووضعها في الحاويات، وتأتي سيارة النظافة يومياً لتفريغها: “النظام اليومي لجمع النفايات يمنع تراكم القمامة، وهذا ضروري لضمان بيئة صحية وآمنة للجميع وإعطاء منظر حضاري وجمالي للمدينة”.
واختتم “عبد الخالق عدنان” حديثه أن هذه الجهود تُسهِم أيضاً في تسهيل الحركة داخل السوق، حيث قال: “الناس يشعرون براحة أكبر عندما يكون السوق نظيفاً ومنظماً، هذا يجعل السوق أكثر جاذبية، ويشجع الزبائن على التسوّق هنا”.
أحياء مُهملة من جولات النظافة
فيما اشتكى المواطن “آزاد محمد” من حي حلكو، من عدم وصول سيارة النظافة لحيهم واستيائه الشديد من عدم التزام البلدية بمواعيدها في جمع وترحيل القمامة: “إن سيارة النظافة تأتي مرة واحدة في الأسبوع أو كل أسبوعين مرة، وهذا غير كافٍ إننا نضع النفايات أمام منازلنا، لكن سيارة جمع القمامة لا تأتي لجمعها، مما يؤدي إلى تراكمها في الشوارع وعلى الأرصفة”.
وأشار محمد إلى أن الوضع أصبح مُزرياً في حيّه، بالرغم من التزام الأهالي بوضع القمامة في أكياس بلاستيكية سوداء ولكنهم مُجبرون على إخراجها لأن الاحتفاظ بها في المنزل يعرضهم للحشرات والروائح الكريهة، ولكنهم يتفاجؤون في الصباح برؤية القطط والكلاب تنبش النفايات: “إن هذا الأمر يسبب انتشار روائح كريهة ويجذب الذباب، مما يؤثر على صحتنا وراحتنا”.
وطالب آزاد محمد البلدية بضرورة تحسين خدمات جمع النفايات وضمان جدول زمني منتظم لجمع القمامة: “إذا لم تتخذ البلدية إجراءات عاجلة، فإن الوضع سيتدهور أكثر في حيّنا، وسيستمر الأهالي في رمي القمامة بشكلٍ عشوائي، مما يؤثر سلباً على بيئتنا وصحتنا”.
غرامة مالية قدرها 100,000 ليرة سوريّة
تسعى بلدية الشعب في قامشلو من خلال شعبة النظافة، بالحفاظ على نظافة المدينة بشكلٍ مستمر، ويُشرف مراقب في شعبة النظافة ببلدية قامشلو “محمد سليمان”، على تنفيذ هذه المهام حيث أشار إلى: “نحن نحرص على التزام فرق النظافة بجمع القمامة وفق الجدول الزمني المُعلن للأهالي لضمان نظافة الأحياء”.
ونوه سليمان إلى أن بعض الأحياء لا تلتزم بمواعيد ترحيل القمامة، ما يتسبب في تراكم النفايات في الشوارع: “وفي حال عدم التزام الأهالي بمواعيد إخراج القمامة، سنقوم بفرض غرامة مالية قدرها 100,000 ليرة سوريّة على المخالفين، لضمان الالتزام والحفاظ على النظافة العامة”.
وأكد سليمان أن شعبة النظافة ملتزمة بالتعامل الفوري مع أي طارئ قد يحدث أثناء عمل آليات جمع القمامة: “عند حدوث عطل في الآليات يكون السبب عدم التقيّد بالساعات المحددة لجمع القمامة، وفي ذلك الوقت نتواصل مباشرةً مع الجهات المعنية بالتدخّل لحل المشكلة سريعاً، ونحرص على استمرار الخدمة دون انقطاع”.
ورغم هذه التحديات، يوضح سليمان إن هناك أحياء يلتزم سكانها بالنظافة ويعملون على التعاون مع فرق النظافة: “نحن نُقدِّر كثيراً تعاون الأهالي في بعض الأحياء، مما يساعدنا على أداء عملنا بشكلٍ أفضل ويحافظ على نظافة البيئة المحيطة بهم”.
كما كشف سليمان عن خطة شعبة النظافة في بداية العام الجديد، قائلاً: “سنزيد عدد الحاويات في الأحياء والشوارع الرئيسية لتسهيل عملية جمع القمامة وتغطية مناطق أكبر”.
اختتم المراقب في شعبة النظافة “محمد سليمان” حديثه: “نسعى جاهدين للحفاظ على نظافة المدينة، ونأمل أن يستمر تعاون الأهالي والالتزام بمواعيد رمي القمامة لتحقيق بيئة نظيفة وصحيّة للجميع”.
والجدير ذكره، بأن جدول أوقات وأيام ترحيل القمامة كان كالتالي: “من معمل البوز إلى دوار أوصمان صبري شمالاً، وبنك عودة إلى معمل البوز شمالاً، ومنير حبيب وجنوب سوق حطين، وجوال كورنيش مع طريق الحسكة مع الوحدة والقوتلي ومع سوق حطين والمصارف، ومن القوتلي إلى دوار التفاحة إلى جنوب مدرسة الحمدانية، توقيت النظافة وعدد أيامها كامل الأسبوع من ساعة السابعة صباحاً إلى 12 ظهراً، أما في جوال الكورنيش مع القوتلي ومع طريق الحسكة ومع المصارف الأسبوع كاملاً من الساعة الثانية ظهراً الى السابعة مساءً، ومن دوار التفاحة إلى دوار إسكندرون في أيام السبت والاثنين والأربعاء من الساعة السابعة صباحاً إلى 12 ظهراً، أما جوال السياحي في أيام الأحد والثلاثاء والخميس من الساعة السابعة صباحاً إلى 12 ظهراً، وفي السياحي الأسبوع كاملاً ماعدا الجمعة من الساعة السابعة صباحاً إلى 11 ظهراً، وحي القصور مع الموظفين مع الجوال أيام السبت والاثنين والأربعاء من الساعة السابعة صباحاً إلى 11 ظهراً، والحدود مع الجوال في أيام السبت والثلاثاء والخميس من الساعة السابعة إلى 11 مساءً.
أما في حي حلكو تكون أيام ترحيل القمامة السبت – الاثنين ـ الأربعاء ومن الساعة السابعة صباحاً إلى 12 ظهراً، وفي الهلالية حدود يوم الأحد – الثلاثاء ـ الخميس ومن الساعة السابعة صباحاً إلى 12 ظهراً، وفي الهلالية شمالاً والهلالية “المعهد ـ المقبرة” الأسبوع كاملاً ومن الساعة السابعة صباحاً إلى 12 ظهراً، ومعهد الهلالية الأسبوع كاملاً ومن الساعة الثانية إلى السادسة مساءً”.