بعد أن شنت إسرائيل حربها على حزب الله اللبناني في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، غادر آلاف اللاجئين السوريين الأراضي اللبنانية متوجهين إلى إقليم شمال وشرق سوريا بعد دعوة الإدارة الذاتية لهم متمثلة بممثليتها في بيروت.
ووصلت مئات العوائل إلى داخل الأراضي السورية؛ الأمر الذي دفع الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا إلى تشكيل خلية أزمة خاصة لاستقبال اللاجئين القادمين من هناك؛ بهدف تأمينهم وسد احتياجاتهم سواء بتأمين مراكز إيواء خاصة بهم، أو تأمين الرعاية الطبية والصحية.
وفي الصدد، حاورت صحيفتنا “روناهي”، الرئيس المشترك لهيئة الرعاية الاجتماعية وشؤون الكادحين في إقليم شمال وشرق سوريا “الشيخ فاروق الماشي“، الذي تحدث عن دورهم في استقبال اللاجئين القادمين من لبنان وتأمينهم وتأمين الرعاية الصحية لهم، وأبرز العوائق التي تواجههم وسبل التعاون مع المنظمات الإنسانية.
ـ ما عدد اللاجئين القادمين من لبنان إلى إقليم شمال وشرق سوريا حتى تاريخه؟ وما عدد الأشخاص الذين ذهبوا إلى مرافق الإيواء التي أمنتها الإدارة الذاتية، والذين توجهوا إلى منازل خاصة؟
تجاوز عدد القادمين من لبنان حتى تاريخ اليوم أكثر من عشرين ألف شخص، فبلغ عدد الرجال (7410) رجال، بينما بلغ عدد النساء (6183) امرأة، والأطفال ما يقرب عددهم (6422) طفلا، بينما عدد الجنازات الواصلة لمناطق إقليم شمال وشرق سوريا (٢٨) جنازة، والجنسيات اللبنانية (86). هؤلاء الأشخاص تم نقلهم بشكل مباشر من المعابر إلى مناطق الإيواء الخاصة، ومن ثم إلى المخيمات.
عند المعابر هناك نقاط طبية منتشرة لمساعدتهم، فجميع القادمين هم فارون من مناطق حروب، بالإضافة إلى ذلك هناك مشقة طريق السفر والنزوح، ولعبت هذه النقاط دوراً أساسياً لتأمين الرعاية الصحية لهم عند وصولهم إلى المعابر.
ـ كيف تم تنظيم استقبال اللاجئين الوافدين وتجهيز مرافق استقبالهم؟
نحن خلية أزمة على تنسيق مع الجهات المعنية دائماً، فكان لدينا ثلاثة مخيمات، وهي، مخيم العريشة، ومخيم نوروز، ومخيم العدنانية، وهذه المخيمات كانت معدة عند بداية الأزمة، وعند تطورها وبعد اجتماع خلية الأزمة الثاني، تم توسيع رقعة المخيمات فامتدت إلى مخيم واشوكاني.
وتجهيز مرافق الإيواء كان حسب الإمكانية المتاحة عند الإدارة الذاتية، فكان بحاجة لتجاوز بعض النواقص، ولكن إنطلاقاً من الواجب الإنساني والأخلاقي كان علينا أن نستقبل أهلنا بإماكن الإيواء وخاصة الأشخاص الذين لا يملكون سكناً.
ووقع عاتق استقبالهم على الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا بالمجالات كافة سواء الصحية أو اللوجستية، التي تحملتها الإدارة الذاتية والمجلس التنفيذي وهيئة الشؤون الاجتماعية، فقد تم وضع الطاقات والإمكانات المتاحة، وواصلت الإدارة الليل بالنهار من أجل تأمينهم.
ـ ما الإجراءات التي تم اتخاذها لتأمين احتياجات اللاجئين القادمين من لبنان، مثل الإسكان، الرعاية الصحية والغذاء؟
منذ بدء الحرب في لبنان كان لدى الإدارة الذاتية إجراءات فورية لضمان استقبال اللاجئين الفارين من ويلات الحرب، ونحن، السوريين، أدرى بهذه الويلات وصعوبة النزوح القسري، ومن هذا المنطلق حرصنا على أن تكون الاستجابة عاجلة، ووقع على عاتقنا تأمين مراكز للإيواء بالإضافة إلى الرعاية الصحية واللوجستية.
فنحن بدورنا، هيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين بالإضافة إلى أننا أعضاء في خلية الأزمة وقع على عاتقنا مسؤولية مثلما وقع على بقية الهيئات واللجان، وكانت من مسؤولياتنا تأمين مراكز الإيواء بالإضافة إلى النقاط الطبية في مراكز الإيواء وعند المعابر ومساعدة الأشخاص ضمن مراكز الإيواء، والذين يحتاجون إلى رعاية صحية أكبر في نقلهم إلى المشافي، فضلاً عن تأمين الغذاء والمياه لهم.
ـ هل هناك تعاون مع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية لضمان توافر المساعدات الضرورية للأفراد اللاجئين، وكيف كانت استجابة المنظمات الدولية بعد دعوة الإدارة الذاتية؟
نحن، هيئة شؤون اجتماعية والكادحين، لدينا تنسيق دائم مع لجنة المنظمات، والتي تتبع للمجلس التنفيذي، وأن لجان المخيمات جزء من هيئة الشؤون الاجتماعية، فهناك تنسيق بشكل دائم معهم بالإضافة إلى وجود تنسيق مع المنظمات، ولكن لم تكن استجابة المنظمات مثلما كان مأمولاً منها، فهناك قلة قليلة من المنظمات التي استجابت على الرغم من الدعوات والمناشدات التي قدمتها الإدارة الذاتية، فضلاً عن استمرار إغلاق معبر تل كوجر، ومنع وصول المساعدات الإنسانية للمنطقة، وعلى الرغم من المناشدات السابقة، ونحن اليوم وفي وسط هذه الظروف، نجدد مطالبنا بضرورة إعادة افتتاح المعبر، والسماح للمساعدات الإنسانية الوصول إلى مناطق شمال وشرق سوريا.
ونحن اليوم في الإدارة الذاتية وقع على عاتقنا مسؤولية استقبال اللاجئين القادمين من لبنان وتمويل مراكز الإيواء على الرغم من الإمكانية الضعيفة لدى الإدارة الذاتية لكن الواجب الإنساني دعا بعدم ترك أهالينا، وشرعنا بضرورة استقبالهم.
وهذا العدد مؤهل للتضاعف مرة أو مرتين ومن الممكن أن يصل عددهم إلى ضعف ما عليه اليوم، وهم بحاجة إلى خدمات أساسية سواء من المحروقات وغيرها، فنحن على أبواب فصل الشتاء، لذلك على الكومينات في مختلف المناطق ضرورة تسجيلهم وتنظيمهم في جداول وإيصالهم إلى لجان الشؤون الاجتماعية من أجل تأمين احتياجاتهم الأساسية.
ـ ما التحديات التي تواجه خلية الأزمة في إدارة اللاجئين القادمين، وكيف يتم التعامل مع هذه التحديات؟
من التحديات التي تواجة خلية الأزمة في إدارة اللاجئين القادمين من لبنان، هي مسألة فقدان الأوراق الثبوتية للأشخاص الواصلين إلى المعابر، فضلاً عن عدم وجود قدرة استيعابية كافية في المخيمات الموجودة في إقليم شمال وشرق سوريا، ونحن نحاول بشتى الوسائل توسعة هذه المخيمات لتكفي اللاجئين الوافدين من لبنان بالإضافة إلى اللاجئين القاطنين في المخيمات، وهذا يعدُّ التحدي الأكبر في ظل الإمكانات المتواضعة لدى الإدارة الذاتية، فتوسعة المخيم تكون في توسعة المساحة وزيادة عدد المرافق والخيم وغيرها، وهذا يحتاج إلى ميزانية خاصة. وناشدنا المنظمات الدولية والمحلية، ولكن الاستجابة كانت ضعيفة جداً مثلما أسلفنا سابقاً.
ـ ما الخطط المستقبلية لخلية الأزمة لضمان استمرار تقديم الدعم والرعاية للاجئين في إقليم شمال وشرق سوريا؟
من الخطط المستقبلية التي لدينا والتي انبثقت من اجتماعات خلية الأزمة، هو ضمان استمرار تقديم المساعدات للاجئين، فضلاً عن ضمان استمرار الرعاية الصحية فتم التواصل مع هيئة الصحة وحتى المشافي الموجودة في إقليم شمال وشرق سوريا لتأمين احتياجاتهم الصحية، بالإضافة إلى الخدمات التعليمية والتربوية.