No Result
View All Result
المشاهدات 12
هيفيدار خالد_
لا يزالُ مسلسل التصعيد بين حزب الله وإسرائيل مستمراً على عدة جبهات، مخلِّفاً وراءه كل يوم عشرات الضحايا الذين لا ناقة لهم فيها ولا جمل، مخلفاً كارثة إنسانية بكل ما للكلمة من معنى، وسط الحديث عن حرب طويلة من الصعب التكهُّن بمجرياتها في الوقت الراهن، حيث باتت جميع شعوب المنطقة وعلى وجه الخصوص أهل غزة ولبنان على شفا مجاعة حقيقية وينتظرون بلهفةٍ أن ينتهيَ كابوس الصراع والحرب الدائرة على أرضهم وتنتهي معه معاناتهم، فبعد غياب دور المجتمع الدولي يقف الكل مشدوهاً عاجزاً عمَّا يجري في المنطقة من صراعات وحروب دامية تقتل الأخضر واليابس.
إسرائيلُ التي حقَّقت بشكلٍ سريع وبدعم أمريكي مكاسبَ كبيرة على الأرض، باتت متمسكةً بمواقفها القائمة على إضعاف كلٍّ من حركة حماس وحزب الله، وبالتالي القضاء عليهما بشكلٍ كامل، وكل يوم تتحدث عن سيناريو اليوم الثاني؛ أي: مرحلة ما بعد القضاء على حماس وحزب الله، هذا كلُّه بعد أن نجحتْ في تشتيت الجبهات إن صحَّ التعبير، وكسبت كما يبدو تعاطفاً واسعاً من المجتمع الدولي، وعلى وجه الخصوص بعد زيارة أنتوني بلينكن إلى تل أبيب والشرق الأوسط واللقاء بالمسؤولين الإسرائيليين هناك والحديث معهم عن كافة الملفات العالقة بين براثن هذه الصراع الذي لا ينتهي.
أما حماس فقد أصبحت هذا اليوم تمرُّ في أحلك أيامها، خاصةً بعد مقتل رئيس المكتب السياسي في الحركة يحيى السنوار، وضرب معنويات عناصرها والمتعاطفين معها، والشعب الفلسطيني؛ فإن جل ما سيحصده اليوم مزيداً من الخراب والدمار وكثيراً من الآلام والمعاناة، خاصةً مع حلول فصل الشتاء البارد الذي لا صاحب له وفقدان كافة مقومات الحياة الأساسية.
منطقةُ الشرق الأوسط باتت في مأزق حقيقي في ظل الصراع المتنامي بين الأطراف الإقليمية والدولية تلك التي تلهث وراء أهدافها ومصالحها الاستراتيجية، ومن المهم هنا ذكر أن الحديث يجري عن الاستراتيجية الجديدة التي وضعتها ما تُسمَّى القوى العظمى التي قد تؤدي إلى تأجيج حرب أوسع نطاقاً وتفتح الطريق لرسم خارطة جديدة للمنطقة، مغيرةً معها المعالم.
الحربُ المستمرةُ منذ عام في المنطقة بدأت شرارتها الأولى مع هجوم حماس على إسرائيل وتأججت أكثر عندما بدأ التصعيد والاقتتال بين حزب الله وإسرائيل، فدمَّرت تلك الحرب ولا تزال البنيةَ التحتية للعديد من الدول، وكان لها أثرها الكبير في تفكيك المجتمع وخلقت كوراث إنسانية لا يستطيع المرء وصف التداعيات والتأثيرات السلبية الناتجة عنها.
شعوبُ المنطقة بحاجة ماسة إلى تكاتف حقيقي من أجل الوقوف في وجه السياسات التي تسعى إلى تأجيج الصراعات الدموية والتحرك بعقلانية بعيداً عن التمسك بالرموز والقادة الخياليين؛ التابعين والمرتبطين بأطراف تعمل خدمةً لأجنداتها التوسعية.
على الجميع التحرك من أجل إيقافِ المجازر التي تُرتَكب بحقِّ الشعوب المظلومة التي اغتُصب حقوقُها عُنْوةً والعملِ وَفْق منظور فكري واضح يستند إلى أُسس وقوانينَ منطقية تحمي إرادة الشعوب وحقوقها في العيش الكريم، وبالتالي تأمين حريتها بعيداً عن الحروب والنزاعات وخلق شرق أوسط ديمقراطي يعيش فيه الجميع بعيداً عن السياسات والتدخلات الخارجية القائمة على حماية مصالح الدول المستبدة، وحدَه نضالُ الشعوب يستطيع خلقَ شرق أوسط ديمقراطي حر.
No Result
View All Result