أكد الملتقى النسوي السوري، الذي عقد في مدينة حلب، ضرورة العمل لعقد الحوار النسوي الوطني السوري، لحل الأزمة السورية، وضرورة العمل لخروج المحتل من الأراضي السورية المحتلة كضمان لتحقيق السلام وإنهاء نزيف الدم.
بدعوة من مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية، عقد ملتقى الحوار الوطني النسوي السوري، على مدار يومي 18 ـ 19 من تشرين الأول الجاري من العام 2024، في مدينة حلب، وتحت شعار “وحدة النساء السوريات ضمان الحل في سوريا وتحقيق السلام”.
بمشاركة ما يقارب مائة ممثلة من مختلف المدن السورية، من ناشطات مدنيات، ومدافعات عن حقوق المرأة والإنسان، وصحفيات، وممثلات عن المجتمع المدني، والمؤسسات النسوية والحركات الشبابية، إضافةً إلى ممثلات عن الإدارة الذاتية الديمقراطية.
تضمن الملتقى ثلاثة محاور أساسية، المحور الأول “استراتيجية حل الأزمة السورية من منظور المرأة”، والمحور الثاني “المشاركة الشاملة للمرأة”، والمحور الثالث “دور المرأة في تحقيق السلام”.
الأزمة السورية تهمش دور المرأة
ولمعرفة المزيد حول تفاصيل الملتقى، تحدثت صحيفتنا “روناهي” عضوة اللجنة التحضيرية للملتقى النسوي السوري، “زينب قنبر”، والتي أشارت إلى أن أبرز ما تم النقاش عليه، هو الأزمة السورية وتأثيرها على المرأة: “نرى أن الأزمة السورية التي بدأت منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً، كان لها جوانب سياسية واجتماعية وثقافية عامة، إلا أن الأكثر تضرراً كانت المرأة، فمن خلال تأزم الحالة السورية، والوضع بشكل عام، ارتأينا في مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية، أن نعقد هذا الملتقى؛ لأن المرأة هي التي تعرضت للعنف والاعتداءات وحملت أعباء الأسرة، وعلى الرغم من كل هذا ظهر تهميش لدورها، لإقصائها عن التمثيل في الهياكل الاقتصادية والسياسية وحتى العسكرية أيضاً، طبعاً لانتشال المرأة من هذا الواقع كان لنا عدة رؤى وأمور تم النقاش عليها خلال هذا المحور”.
وتابعت: “فنحن رأينا في الفترة الماضية، كيف ظهرت ثقافات غريبة ودخيلة لمجتمعنا، زادت تأزم حالة المرأة في المجتمع، وأثر ذلك على الأسرة والعلاقات الاجتماعية، فهنا ظهرت الانعكاسات السلبية والآثار وظهرت ثقافات مستوردة من الخارج، فنحن النساء كان علينا أن نناقش هذا، لنتخلص من هذا الواقع المزري الذي يعيشه المجتمع السوري والتي تعيشه المرأة بشكل خاص”.
المشاركة الفعالة للمرأة في مراكز صنع القرار
ونوهت زينب، بأنه لا يمكن تحقيق أي حل جذري أو نجاح دون مشاركة المرأة: “بهذا يمكن أن نرى نهاية للأزمة السورية، ووضع حل جذري ومستدام لها، وفتح الأبواب أمام تطورات لاحقة يمكن أن تساعد في استعادة سوريا للحمتها المجتمعية وسيادتها الوطنية، وهذا طبعاً يحتاج لحضور فعال للمرأة، على كافة الأصعدة في سوريا؛ لأن أي ثورة لا يمكن أن تحقق أي نجاح أو حل سياسي، دون مشاركة المرأة، وإلا سيكون مبتوراً أو أعرجاً ولن يلقى النور بدون مشاركة نسوية”.
واستكملت: “حل الأزمة السورية، يرتبط إلى حد بعيد بتغيير وضع المرأة، وتمكينها من نيل حقوقها الخاصة، وحتى نستطيع أن نطرح حلولاً دائمة على الأصعدة سواءً سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، ولأن المرأة هي عنصر دائم استقطاب، وجذب فهي عقدة الربط بين الأطراف السياسية المختلفة الانتماءات، والمنطلق نحو السير إلى حل سوري وطني ديمقراطي دائم”.
وركزت على ضرورة دور التنظيمات والحركات النسوية: “من المفترض طبعاً، أن يكون هناك دعم لهذه التنظيمات والحركات النسوية، على الجغرافية السورية، لتفعيلها وليكون لها معنى ضمن الإطار الوطني العام، لأننا بهذه السوية من الكفاح والنضال النسوي، إن استطعنا تحقيقه، نستطيع القول، إننا استطعنا أن نصل القضية السورية إلى سكتها الأساسية والصحيحة”.
ضرورة الوصول للحوار النسوي السوري
وأكدت زينب ضرورة توحيد النساء السوريات والعمل لعقد الحوار السوري ـ السوري: “طبعاً يمكن أن نفتح الأبواب أمام تطورات لاحقة، وهذا يتوجب على المرأة أن يكون لها برنامج سياسي وجامع، يمكن التوصل إليه عبر مؤتمر نسوي سوري عام، وطبعاً ستحدث خلال الحوار النسوي، واللقاءات النسوية تقاطعات بين كافة المنظمات والحركات الفاعلة والعاملة على الجغرافية السورية، والعمل على المخرجات التي سنصل إليها على مستوى المرأة وعلى المستوى الوطني السوري فحينها تكون المرأة مساهمة وفاعلة في إطلاق حوار نسوي سوري، فأي عمل دون حضور نسوي فاعل متوازن بين الجنسين لا يمكن أن يكون تعبيراً عن إيماننا في التمثيل الديمقراطي العادل والمنصف”.
واستمرت زينب: “الهوية الوطنية تتعزز من خلال مشاركة المرأة، في صناعة الحل السوري بالدرجة الأولى، لأن المرأة بكينونتها هي رمز للسلام والعدل والمحبة والثقة، دائماً المرأة ترجح إلى اتباع الأساليب السلمية لحل المشاكل، لأن تمتلك كماً هائلاً من الطاقات والذهنية، التي يمكنها من حل الأمور وإزالة العقبات، وبذلك يمكن الاعتماد على قوة المرأة وحضورها السياسي والثقافي والاجتماعي في إنتاج حل سياسي دائم في سوريا، لذلك يترتب علينا نحن النساء السوريات، أن نطرح هذه القضية في المحافل الدولية والإقليمية، من خلال مشاركة فعالة للمرأة وتفعيل نشاط وأعمال الحركات والتنظيمات، فاللامركزية هي حاجة لحل الأزمة السورية، وهذا يتطلب تكثيف الجهود، لنصل إلى سورية معرفية في المجتمع وإمكانية القبول بذلك لبناء السلام في سوريا”.
تظافر الجهود والعمل لإنهاء الاحتلال
وفي ختام حديثها، أكدت عضوة اللجنة التحضيرية للملتقى النسوي السوري “زينب قنبر”، أن المشاركات السوريات أكدن على الاستفادة من تجربة نساء إقليم شمال وشرق سوريا: “قلوب نساء السوريات تنبض مع بعضها البعض لتضع الحلول لأزمة السورية، كما أكدن على تمرير تجربة نساء إقليم شمال وشرق سوريا إلى كافة مناطق سوريا، وبينَّ دور المرأة في بناء السلام في سوريا، والتطرق إلى موضوع الاتفاقيات والقوانين، وكل ما هو متعلق بوضع المرأة في الدساتير والقانونين، وآلية تفعليها على أرض الواقع كي لا تبقى حبرا على ورق، كما أن هنالك حاجة ماسة لخروج المحتل التركي من كافة الأراضي السورية، لنستطيع تحقيق السلام، فضمن الحرب وبوجود الاحتلال، بكل تأكيد لا يمكن أن يتحقق السلام”.
فيما اختتم الملتقى النسوي السوري بجملة من المخرجات:
ـ العمل على تعزيز الحوار النسوي الوطني السوري وترسيخ مفهوم الأمة الديمقراطية كحل أساسي للأزمة السورية ووقف نزيف الدم.
ـ التأكيد على أن تضامن النساء السوريات ركن أساسي لتضامن جميع أفراد الشعب السوري وحل أزمته.
ـ وحدة النساء السوريات ضمان لوحدة الأراضي السورية، ووحدة الصف والمسار والمصير.
ـ النضال النسوي السوري مستمر حتى تحقيق السلام.
ـ التفاعل مع جميع المبادرات الوطنية والإقليمية والدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز والعنف ضد المرأة.
ـ التأكيد على الهوية الوطنية السورية الجامعة والتي تكون المرأة فيها ركنا أساسيا.
ـ خروج المحتل التركي من الأراضي السورية.
ـ التأكيد على عودة النازحين والمهجرين قسرا إلى ديارهم.
ـ التأكيد على العودة الآمنة والكريمة والطوعية للاجئين.
ـ ضمان مشاركة المرأة في صياغة دستور توافقي سوري يضمن حقوق المرأة من خلال فرض قائمة نسائية لا تقل عن 50 بالمائة من مجمل المؤسسات الدستورية.
ـ ترسيخ مبدأ التمييز الإيجابي وحق التعلم باللغة الأم.
ـتمكين دور المرأة للقيام بدروها الريادي في العمل السياسي وصنع القرار.
ـ تعزيز العلاقات مع النساء السوريات والتنظيمات النسائية والنسوية المحلية والإقليمية والدولية.
ـ التأكيد على أهمية دور المرأة في الإعلام في تغيير الصورة النمطية السلبية للمرأة والتركيز على الإضاءة على قصص النجاح للنساء السوريات.
ـ تشكيل لجنة منبثقة من الملتقى لمتابعة الحوار النسوي السوري.