No Result
View All Result
المشاهدات 23
سوزان علي_
لحظات بطولية عاشتها النساء الرياديات بتفاصيلها كاملة، وما اعترضت دربهن من صعوبات وتحديات، واجهن الموت وأبين الاستسلام، وبلغن بإصرارهن وبمواصلة التحدي والمقاومة الدرب سواء باجتياز الاختبار الصعب أو الشهادة، وهذا ما عاشته الشهيدة بيريتان هيفي “كلناز قرتاش” أثناء مقاومتها في قمم الجبال الوعرة أمام نهج الخيانة دون أن يتسلل الخوف إلى أوصالها، وواصلت المقاومة أمام هجمات مسلحي الحزب الديمقراطي الكردستاني حتى ارتقت إلى الشهادة بعد أن نفذت ذخيرتها؛ فأصبحت ملهمة النساء ورسمت بشهادتها شخصية المرأة المقاومة الحرة التي تأبى الخنوع والاستسلام والخوف بعد أن أصبحت مقاومتها رسالة نسجت أحرفها بأزهار الياسمين.
تلقت النساء الكردستانيات تلك الأحرف المنثورة بعبق الياسمين؛ وآثرن أن يتممن الدرب الذي سارت فيه الشهيدة بيريتان، ولا سيما بعد أن تشكل جيش خاص بهنَّ، يتولين قيادته تيمناً ببطولة الشهيدة بيريتان، حيث أعلن القائد عبد الله أوجلان في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الشهيدة بيريتان عن تشكيل جيش خاص بالمرأة في الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول عام 1993م، وأهدته للنساء جميعاً.
المقاومة التي أبدتها الشهيدة بيريتان في خاركوك عام 1992م أمام خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني؛ تتممها اليوم وحدات المرأة الحرة ـ ستار YJA – STAR في مناطق الدفاع المشروع بباشور “جنوب” كردستان اللاتي يصمدن أمام هجمات المحتل التركي المكثفة، وينبذن خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي لا زال مستمراً في خط الخيانة نفسه دون أن يشعر بالذنب أو العار أمام ممارساته البعيدة عن الإنسانية في عمالته للمحتل التركي ومساندته له في استهداف الشعوب الكردستانية والمرأة الريادية الحرة.
وما مقاومة وحدات حماية المرأة اليوم في إقليم شمال وشرق سوريا سوى ثمرة من ثمار مقاومة الشهيدة بيريتان؛ فالمقاتلات اللواتي صمدن أمام داعش في مقاومة كوباني غيرن المعادلة برمتها، وأصبحن السبب في تضامن العالم مع كوباني عام 2014م حتى باتت قلعة الصمود، وانتصرت على داعش الذي أفزع العالم بهمجيته، وهن ذاتهن من أنرن الرقة من ظلام وظلم داعش في العشرين من شهر تشرين الأول عام 2017م وأعدن الروح إلى المدينة من جديد حتى باتت تنبض بالحياة، ولم تتوقف مقاومة النساء هنا؛ بل واصلنها في روجهلات كردستان في انتفاضة “Jin.. Jiyan.. Azadî” التي تحدت قسوة النظام الإيراني، الذي يستمر في ممارسة القمع على النساء سواء بالتعذيب في السجون أو إعدامهن دون ذنب.
من موقف الشهيدة بيريتان من خط الخيانة ومن ثم تشكيل جيش خاص بالمرأة؛ انطلقت المرأة الكردستانية اليوم نحو ثورتها؛ غير آبهة بممارسات الأنظمة الاستبدادية والدرب المحفوف بالمخاطر لطالما غدا الهدف واضحاً وهو استرداد الحرية المنسوجة بأزهار الياسمين، وعليه سيصبح القرن الحادي والعشرون بحق قرن حرية المرأة، كما أشاد بذلك القائد عبد الله أوجلان.
No Result
View All Result