تواصل أكاديمية القائد “عبد الله أوجلان” للعلوم الاجتماعية في إقليم شمال وشرق سوريا، قيادة مشروع تنويري في حلقات قراءة متواصلة لكتب القائد عبد الله أوجلان، والتي أخذت بالانتشار في مناطق الإقليم.
تتواصل حلقات قراءة كتب القائد “عبد الله أوجلان” في كامل مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، بالتوسع بشكل سريع، الأمر الذي استدعى تنظيم مجموعات القراءة ضمن شكل أكاديمي يعمل على ضبط آليات القراءة للوصول إلى أهدافها المتوخاة.
كيف بدأت فعاليات قراءة كتب القائد..؟
وفي السياق، أكدت عضوة أكاديمية القائد عبد الله أوجلان للعلوم الاجتماعية “أفيندار مصطفى“، في حديث لصحيفتنا “روناهي”: “إن فعاليات قراءة كتب القائد “عبد الله أوجلان”، بدأت منذ أكثر من عام ونصف، إلا إنها لم تكن بهذا المستوى والشكل، أو حتى التنظيم”.
ونوهت، إلى إن بداية مشروع قراءة الكتب كان في مجموعات صغيرة، كما اختلف تواجدها من منطقة إلى أخرى.
وأضافت: “على هذا الأساس كان المشروع قائماً على قراءة مرافعات القائد عبد الله أوجلان، وعلى وجه الخصوص قراءة سوسيولوجيا الحرية”.
وعن سبب اختيار “سوسيولوجيا الحرية”، أكدت أفيندار، أن ذلك يعود لسبب جوهري يتمثل “بسوسيولوجيا الحرية” هي الحل للقضايا والمشكلات الاجتماعية “التي تعاني منها مجتمعاتنا حتى اليوم الحالي”.
وأردفت أفيندار: “اخترنا منذ حينها هذا الكتاب أعني “سوسيولوجيا الحرية”، على أساس سير فعاليتنا، التي لم تكن في بداياتها تحمل هذا الشكل التنظيمي إضافة للانتشار الجغرافي الواسع”.
الشكل التنظيمي الحالي
وعن الشكل التنظيمي الحالي للمجموعات، أشارت أفيندار، إلى إن المجموعات الحالية هي 46 مجموعة، وتنتشر على جغرافية إقليم شمال وشرق سوريا، امتداداً من ديرك وحتى الشهباء.
وأكدت: “كل مجموعة تتبع تنظيماً مختلفاً وفق معطيات كل منطقة، فمثلاً يوجد لدينا مجموعة في ديرك وأخرى في جل آغا وثالثة في تربه سبيه وكذلك في تل حميس وأربع مجموعات في قامشلو، ولكل مجموعة خصوصية نابعة من المنطقة الموجودة فيها، وطلبات الانضمام لمجموعات القراءة والرغبة في فهم كتب القائد عبد الله أوجلان بصورة صحيحة”.
كما تطرقت أفيندار، للمنضمين لمجموعات القراءة: “إن أغلب المنضمين للمجموعات هم من المنتسبين لمؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا”، مضيفةً، أن الغاية من هنا انطلقت للتوفيق بين النظرية والتطبيق، أي تطبيق نظريات القائد من خلال العمل في هذه المؤسسة، أو تلك من خلال انضمام منتسبيها إلى حلقات القراءة.
وأردفت: “فالظروف خلقت مجموعة من المشكلات في آليات تطبيق النظريات في العمل، ما خلق شكلاً من أشكال السلطة في بعض الإدارات، الأمر الذي استدعى الحاجة لمشروع نعيد من خلاله ترتيب الوقائع بشكل صحيح، ومن هذا المنطلق بدأت حلقات القراءة”.
وأشارت أفيندار، إلى إن كل ما تم التطرق له من معوقات كان يدفع نحو أن يكون هذا المشروع ضمن أكاديمية، لأن العمل الأساسي يتمثل بترسيخ الفكرة إيديولوجيا، كي يتم تطبيق هذه الفكر بصورة صحيحة من قبل الناس.
تطور المشروع
وحول تطور المشروع، أشارت أفيندار، إلى إن بداية المشروع كانت عبارة عن قراءة فقط، لتتطور في خطوة لاحقة إلى قراءة وشرح وفهم ونقاش، ما أدى إلى ازدياد الوعي، نتيجة النقاشات والشروحات المكثفة، منوهةً: “حتى إن طريقة مقاربة كل شخص لعمله بطريقة أو بأخرى تغيرت، وهو ما يؤكده المشاركون في المجموعات ونلاحظه بأنفسنا”.
وعن الأعداد المنظمة إلى المجموعات في إقليم شمال وشرق سوريا، بينت، إلى إن العدد الكلي تجاوز الـ 400 مشارك في حلقات القراءة، بعد افتتاح العديد من المجموعات في كل من الرقة والطبقة وحلب وغيرها من المناطق.
دور المرأة في حلقات قراءة كتب القائد أوجلان
وعن دور المرأة في حلقات قراءة كتب القائد عبد الله أوجلان، أشارت أفيندار، إلى وجود مجموعتين من النساء: “فيما نحاول عبر الشكل التنظيمي الجديد لهذه المجموعات زيادة عدد المجموعات النسائية”.
وعن الأثر الذي تركته حلقات القراءة وفق ما يتم مراقبته من أعضاء الأكاديمية والمشرفين على المجموعات، أردفت: “كان التغيير واضحاً في ذهنية الشخصيات المنضمة لهذه المجموعات، كما اختلفت طريقة التفكير وأصبح هناك توافق بين النظرية والتطبيق، ففي كل نقاش يكون هناك قراءة عدد محدد من الصفحات؛ وعليه يتم الحوار، وقد لاحظ القارئون أن النقاش يعطي أجوبة منطقية لكافة المشكلات التي تواجه المنطقة”.
وأضافت: “إن أغلب الإدارات التي انضم منتسبوها إلى مجموعات القراءة كان تقربها من الإدارة بشكل سلطوي إلى حد بعيد، إلا إن الأمر اختلف جذرياً بعد الانضمام إلى حلقات القراءة، وذلك بعد أن أيقن هؤلاء المنضمون إن التقرب السلطوي مرفوض وفق البراديغما التي نعمل في إطارها، للسعي نحو تحقيق أمة ديمقراطية على أساس مجتمع أخلاقي سياسي”.
وتابعت: “فقد ترسخ في ذهنية المجتمع ترسخ الجمعية على مدار عقود طويلة نهج الدولة بأبعاده السلطوية، إضافة إلى القوموية والعنصرية”، مؤكدةً، إنها أفكار مترسخة في أذهان الناس، وإن التغيير “يبدأ من هنا”، عبر تغيير الذهنية من خلال فهم الإيديولوجيا بشكل صحيح وتطبيقها بصورة فاعلة.
ونوهت عضوة أكاديمية القائد عبد الله أوجلان للعلوم الاجتماعية “أفيندار مصطفى”، في ختام حديثها، إلى إن الأكاديمية تعمل في المرحلة الراهنة على ضبط أكبر لآليات القراءة، إضافة إلى تنظيم المجموعات ضمن الحلقات، وضم أعداد أكبر من القراء لهذه المجموعات.
مضيفةً: “وكل هذا العمل كي نضمن أن تصبح سوسيولوجيا الحرية جزء من كل بيت في إقليم شمال وشرق سوريا، عبر توجيه من الأكاديمية للانتقال إلى إدارة ذاتية لكل مجموعة، وتنظيم الندوات الحوارية، وهو ما بدأنا فيه مؤخراً”.