يلجأ أهالي مدينة تل حميس والعديد من القرى التابعة لها، إلى وسائل بديلة عن الوقود كاستخدام فضلات أبقارهم وأغنامهم للتدفئة في فصل الشتاء، وحتى في طهي الطعام، بديلاً لمادة المازوت، لسد احتياجاتهم اليومية.
روث الحيوانات، هو فضلات الأبقار والأغنام والجواميس، حيث تقوم العائلات بجمعه في مكان مخصص، فيجمعون القدر المطلوب، لتحوله النساء فيما بعد إلى أقراص، وبأشكال مختلفة “مدورة ومربعة”، ومن ثم يترك لفترة وجيزة حتى يجف، ويصبح جاهزاً، ليخزن مادة قابلة للاشتعال، يستخدم للتدفئة والطبخ والخبز التقليدي في فصل الشتاء.
كيفية صنع روث الحيوان واستخداماته؟
ولمعرفة المزيد عن روث الحيوانات؛ التقت صحيفتنا “روناهي”، بالأربعينية “عنود الخضر“، من أهالي مدينة تل حميس: “نحن نعيش في ظروف قاسية في فصل الشتاء، حيث نلجأ لاستخدام فضلات الحيوانات كمادة للوقود، لأنها مجانية ولا تكلفنا شيئاً”.
وتابعت: “ويعرف روث الحيوانات بأسماء مختلفة بين الناس، حيث تجمعها النساء في فصل الشتاء من كل عام، ضمن مكان خاص، لتحويلها إلى أقراص ووضعها فوق أسطح أو جدران المنازل بشكل منتظم تحت أشعة الشمس في فصل الصيف حتى تجف، للاستفادة منه في الشتاء.”
فوائد روث الحيوان
ولمعرفة فوائد هذه المادة، قالت عنود: “لقد أصبح لهذه الفضلات وجود قوي لاستخدامها كبديل عن الوقود، الذي انخفضت منسوبه بسبب الهجمات الأخيرة من دولة الاحتلال التركي على المنشآت الخدمية والحيوية، ولها فوائد أخرى، فهي قليلة الأضرار بالبيئة والصحة، وأكثر أماناً من المحروقات الأخرى أثناء طهي الطعام”.
وبدورها، قالت المسنة “فاطمة العلوان“، وهي أيضاً من سكان تل حميس: “منذ صغرنا ونحن نستخدم روث الحيوان، فقد كنت أقضي ساعات طويلة تحت أشعة الشمس في صناعة الأقراص، حيث كنت استخدم المجراف، وأقوم بخلط فضلات الحيوانات بالماء لأتمكن من تشكيلها على شكل أقراص دائرية”.
وأردفت: “وبالإضافة لاستخدامه كمادة للتدفئة في فصل الشتاء، وغلي المياه والحليب، إلا إنه يستخدم سماداً طبيعياً للأراضي من المزارعين، حيث يحتوي روث البقر على بقايا نباتية غير مهضومة بعد مرورها بأمعاء الأبقار، فيكون الروث غنياً بالمعادن التي تساعد النباتات على النمو.”
وتابعت: “فهذا العمل من اختصاص النساء من دون الرجال في منطقتنا، حيث يذهب قطيع الأبقار صباحاً إلى المراعي، فتلحقه الفتيات الصغار من أجل جمع روثها ووضعها في أكياس ومن ثم جلبها إلى البيت، فيوضع فوقه القليل من الماء ويتم خلطه باليد حتى تتماسك، وصفها بشكل منتظم فوق جدران أو أسطح المنازل حتى يجف جيداً ويصبح جاهزاً، لتخزينه لفصل الشتاء”.
مهنة قديمة
واختتمت المسنة “فاطمة العلوان”: “يعد جمع وصناعة روث الحيوانات، مهنة قديمة، تعلمتها النساء من أمهاتهن وجداتهن”، مضيفةً: “وبسبب ظروف الحرب التي مرت بها المنطقة، وفقدان الكثير من الخدمات، كالغاز والكهرباء وغيره، أصبحت في الفترة الأخيرة بديلاً عن الوقود في طهي الطعام والتدفئة المنزلية، ما جعل عملية جمع روث الحيوات تعود بقوة.”