سوريا أمام تحديات أخرى
منذ أن هاجمت إسرائيل حزب الله بعد استكمال سنة على حربها مع حماس، زادت مخاطر آثارها وأبعادها المباشرة وغير المباشرة على سوريا أيضاً. ناهيك عن الحدود الجغرافية التي تربط ما بين نقطة المحور في هذه الحرب، فلهذه الحرب جانب آخر يؤثر على التغييرات السياسية في سوريا إذا ما استمرت إسرائيل بهذه الطريقة في حربها ضد كل من لبنان وسوريا. أولى التأثيرات هي حدودها الجنوبية التي يقع قسم كبير منها ضمن الممر التجاري بين الهند وأوروبا التي تحاول إسرائيل تنفيذه كخطة استراتيجية من أهدافها في هذه الحرب، حيث لها حصة الأسد من هذا المشروع، بالطبع هذه ليست الخارطة بأكملها بل جزء هام منها إلى جانب التهديد التركي المستمر باحتلال شمال وشرق سوريا بعد احتلال مناطق حدودية هامة وقريبة من الشريان السوري كإدلب وإعزاز والباب وعفرين، ترفع جبهة النصرة صوتها من جديد وبعلم تركيا التي تعلم يقيناً أن روسيا وإيران لن تقبلان بتسليم هذه المنطقة خوفاً على حلب.
مشروع الممر التجاري بين الهند وأوروبا لن يقف في حدود دولة ما أو إبادة شعب غزة وفلسطين، بل سيؤثر على المنطقة كاملة، والمخاوف من هذا التصعيد تزداد، ولسوريا حساباتها ولكن لا قوة لها في مواجهة هذا التيار الساري من مركز قوى الناتو وشركائها في المنطقة، فلا الجبهة العربية موحدة ولا الظروف السياسية تسمح بمواجهة هذا التيار الذي أرعب الجميع وفي مقدمتهم إيران وتركيا. حتى تستطيع سوريا مواجهة هذا التحدي وتتخطي عجزها، عليها أولاً التوجه نحو الحل من الداخل والذي يعتبر أول خطوة نحو مواجهة حقيقية وصائبة نحو دمقرطة البلاد. إن فتح أبواب الحل السوري ـ السوري يبدأ من المثابرة على مشروع الحل الديمقراطي مع كافة الشعوب السوريّة وفي مقدمتهم الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تسير بجزء هام من سوريا نحو الحل الجذري وكمشروع ديمقراطي أثبتت جدارتها في الدفاع والحماية والإدارة وآخرها استقبال الآلاف من النازحين السوريين واللاجئين اللبنانيين وفتح أبوابها رغم جميع المصاعب والهجمات اليومية لدولة الاحتلال التركي وتهديداتها.