No Result
View All Result
المشاهدات 10
هيفيدار خالد_
سوريا التي تشهدُ كُلَّ يومٍ قصفاً إسرائيلياً عنيفاً يستهدف المواقع والأهداف والمقرات والمراكز والمصالح الإيرانية في البلاد، بطبيعة الحال يتسبب هذا القصف في خلق حالة من الفوضى والهلع والخوف والرعب بين صفوف المدنيين، وفقدان الأمن والأمان الذين بالأساس غير موجودين في البلاد، نتيجةً للحرب الدائرة بين أطراف الصراع المتعددة المتمثلة بالقوى الإقليمية والدولية منذ أكثر من 12 عاماً.
المخاطرُ كبيرةٌ للغاية والذي يُذكي أوارَها وجود العديد من اللاعبين المشاركين والمنخرطين بنشاط كبير ومباشر في إدارة وتأجيج هذه الحرب المدمرة، ومن المؤكد أن نتائجها ستكون كارثية على الجميع وخاصةً شعوب المنطقة وعلى وجه الخصوص الشعب السوري المكلوم، ذلك الذي وُضع دون خياره؛ ليكون على رأس قائمة الخاسرين، وسيخرج منها في وضع لا يُحسَد عليه.
من المعروف أيضاً أنَّ حجمَ ونطاقَ الأزمة السياسية التي ستخلقها في حال استمرت إسرائيل في استهداف قادة حزب الله وإيران المتمركزين في العديد من المناطق السورية، سيكون كبيراً للغاية باعتبار أنَّ طهران تُعتَبر الداعمَ الرئيسي للرئيس الحالي بشار الأسد في العديد من الملفات، بدءاً من التدريب العسكري والدعم اللوجستي وتقديم الأسلحة والخبرات والمشاورات العسكرية، وصولاً إلى كافة المجالات الأخرى التي كانت حكومة دمشق بحاجتها طوال الأزمة التي تعصف بالبلاد.
نعلمُ جميعاً أنَّ أمريكا تقدِّم الدعمَ السياسيَّ والدبلوماسيَّ والاستخباراتيَّ والعسكريَّ والصحيَّ والاقتصاديَّ الكاملَ لإسرائيل؛ بهدف تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة وخاصة في سوريا التي تحوَّلت إلى ساحة مفتوحة لإيران من أجل تنفيذ أجنداتها في المنطقة، وعلى حساب من؟ على حساب الشعب السوري؛ لأن معظم الاستهدافات التي تحصل تتسبب في تدمير البنية التحتية المدنية.
ومن المتوقع أن تستمر إسرائيل في الأيام القادمة باستهداف المجموعات التابعة لإيران وتواصل عمليات اغتيال قادتها بوتيرة أكبر من الآن، وحكومة دمشق العاجزة المنهكة التي تحاول منذ بدء هذا الصراع النأي بنفسها عنه ستُضطرُّ مرغمةً إلى إبراز موقفها الحقيقي حيال ما يجري على أراضيها من قبل إسرائيل.
وربما تطلب إسرائيل المُصرّة على قطع يد النفوذ الإيراني عن سوريا من بشار الأسد عنوةً بضرورة مغادرة عناصر حزب الله وإيران من البلاد أو الإعلان عن فسخ عقد علاقاتها المباشرة معها؛ لأنَّ الواقع الذي يرى أنَّ سوريا غيرُ قادرة في الوقت الراهن على تحمُّل تداعيات الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران في المنطقة، ولا تستطيع هي فعلَ شيء حيال ما يُرتَكب بحقِّ شعبها من انتهاكات ومضايقات من هنا وهناك، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو حتى الأمنية، وربما تلتزم الصمتَ؛ لأنها ستخسر الكثير في حال الحديث عن هذا الملف الذي يُعدُّ بمثابة قنبلة موقوتة بالنسبة إلى بشار الأسد، فجميع المعطيات الموجودة تشير إلى أن هذه المرحلة ستستمر بالتصعيد وإسرائيل -كما يلاحظ- لن تتخلى عن أهدافها في سوريا حتى تحققها.
No Result
View All Result