انعقاد مهرجان الشهيدة هفرين خلف للسلام في الطبقة

الطبقة/عبد المجيد بدر ـ

استذكرت مقاطعة الطبقة، صباح يوم السبت ١٢ تشرين الأول الجاري الفاجعة التي حلت على إقليم شمال وشرق سوريا منذ قرابة الخمس سنوات، باستهداف الأمين العام لحزب سوريا المستقبل “هفرين خلف” وسائقها الشاب “فرهاد رمضان”، على طريق الحسكة الرقة M4 على يد مرتزقة “أحرار الشرقية” المدعومة من دولة الفاشية التركية.

نظم حزب سوريا المستقبل في إقليم شمال وشرق سوريا مهرجان هفرين خلف للسلام في مدينة الطبقة بالتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد هفرين خلف وسائقها الشاب فرهاد رمضان يوم السبت ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٤ على خشبة الشهيد مثنى عبد الكريم في مركز الثقافة والفن في مدينة الطبقة.

حضر المهرجان مئات الممثلين عن الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال شرق سوريا والأحزاب السياسية والحركات النسوية وشيوخ ووجهاء العشائر في الطبقة.

استشهاد الأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف في 12 تشرين الأول 2019 على يد مرتزقة “أحرار الشرقية” المدعومين من دولة الاحتلال التركي كان محاولة يائسة لإسكات صوت المرأة الحرة، التي رفضت الخضوع أمام الاحتلال ووقفت بشجاعة في وجه محاولات طمس هويتها ونضالها. كانت هفرين خلف رمزاً للمقاومة والتحدي، مناضلة في سبيل بناء سوريا ديمقراطية، متعددة، وحرة من كل أشكال الهيمنة، خاصةً هيمنة الاحتلال التركي التي ما زالت تستهدف هوية المرأة الحرة في جميع أنحاء شمال وشرق سوريا.

بدأ المهرجان بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ومن عرض سنفزيوني عن حياة الشهيدة هفرين خلف، ومن ثم اعتلت خشبة المسرح الرئيسة المشتركة لحزب سوريا المستقبل “كوثر دوكو” لتلقي كلمتها جاء بها: “هفرين خلف لم تكن مجرد سياسية أو مهندسة مدنية، كانت مهندسة للحرية والسلام، مهندسة لسوريا التي كنا نحلم بها جميعاً، منذ صغرها تعلمت أن التنوع في الثقافات والأديان ليس سبباً للانقسام، بل هو ما يجعل سوريا قوية وغنية، هذا الإيمان بوحدة سوريا وتنوعها دفعها منذ اندلاع الأزمة السورية إلى النضال والعمل السياسي، لأنها كانت تؤمن بأن هناك طريقاً أفضل لسوريا، طريقاً لا يرتبط بالحرب والدمار، بل بالمصالحة وبناء المستقبل المشترك”.

ومن جانبها قالت والدة الشهيدة هفرين خلف “سعاد محمد“: “باستشهاد هفرين فتحت الباب أمام جميع النساء التواقات للحرية، وأصبح في قلب كل امرأة تسعى للسير على مبدأ الأمة الديمقراطية تتجسد شخصية هفرين خلف”.

 وبدورها نوهت الرئيسة المشتركة لهيئة عوائل الشهداء وجرحى الحرب لإقليم شمال وشرق سوريا “فاطمة بحبوح“: “في كل عام بمثل هذا اليوم تمر علينا الذكرى الأليمة باستشهاد هفرين خلف، ففي ذلك اليوم طالت يد العدو والخيانة أيقونة السلام فارتقت لأعلى مراتب الشهادة. إن مسيرة نضالنا كنساء مستمرة منذ قدم التاريخ إلى يومنا هذا، ونؤكد للعالم أجمع أننا على الطريق الذي رسمته لنا شهيداتنا بشعار أصبح يتردد على مسمع العالم (المرأة الحياة الحرية، JIN JIYAN AZADÎ)”.

ومن ثم تخلل المهرجان قراءة قصة قصيرة قرأتها الشاعرة والأديبة “ماريا العجيلي” بعنوان “عندما يُذبح الندم” إهداءً لروح الشهيد هفرين خلف.

ليتابع المهرجان فعاليته بإلقاء كلمة باسم مجلس سوريا الديمقراطية من قبل الرئيسة المشتركة للمجلس “ليلى قهرمان“: “منذ تدخل تركيا بالأزمة السورية واحتلالها للأراضي السورية، تتعرض النساء لأبشع الانتهاكات من قتل وخطف واغتصاب دون رادع، إن قتل النساء السياسيات والناشطات لا يمكن أن يفهم إلا على أنه محاولة جبانة لتهميشهن وإخراجهن من المشهد السياسي والاجتماعي، وهذا الاستهداف يفاقم التحديات التي تواجهها النساء في مناطقنا، ويضع عراقيل أمام مشاركة المرأة في بناء مستقبل أفضل”.

وبدوره ألقى “مصطفى بالي” كلمة باسم قوات سوريا الديمقراطية تحدث بها: “إننا نستذكر باستشهاد الرفيقة هفرين خلف احتلال سري كانيه، وكري سبي فاستشهاد هفرين وازاه العديد من الاستهدافات”.

كما وأكدت الإدارية في مكتب منسقية تجمع نساء زنوبيا لإقليم شمال وشرق سوريا “بشرى محمد“: “أن نضال هفرين خلف لن يهدأ، فهي مثل للإلهام في مواصلة السبيل بالتوعية والنضال والتثقيف حول خطر الإرهاب التركي على المرأة، والتحذير من خطر الإبادة والظلم ضد الشعب الكردي وجميع الشعوب والمطالبة بمحاسبة مجرمي الحرب ومطالبة العالم بتحمل مسؤوليته في وقف مجازر الاحتلال التركي”.

ومن ثم تم إلقاء قصيدة شعرية بعنوان “هفرين” ألقاها الشاعر “أسامة الأحمد” تكريماً لروح الشهيدة هفرين خلف.

لتسلم جائز السلام للناطقة الرسمية باسم وحدات حماية المرأة “روكسان محمد” من قبل الرئاسة المشتركة لحزب سوريا المستقبل لإقليم شمال وشرق سوريا المتمثلة “عبد حامد المهباش و كوثر دوكو”.

واختتم المهرجان بتقديم هدايا من قبل تجمع نساء زنوبيا في إقليم شمال وشرق سوريا لوالدة الشهيدة هفرين خلف والشهيد فرهاد رمضان.