No Result
View All Result
المشاهدات 32
ليلى خالد_
قبل البدء بموضوع زاويتي أرغب بطرح بعض التساؤلات التي كانت تدور في خلدي منذ زمن:
ـ ترى هل منطق الحب بمنظور المرأة هو نفس منطق ومنظور الرجل في الحب؟
ـ ما هو الفرق بين حب المرأة وحب الرجل؟
ـ وهل يختلف أسلوب التعبير في الحب لديهما؟
ـ وفي الأساس كيف يمكننا البحث في ماهية الحب؟
بدأت بذور الحب تنبت في رحم المرأة ونثرت عبقه لمن حولها وخلقت الجمال و تطور معها الإبداع والعطاء وزادت في الحياة بهاءً ورونقاً، أما الحب في منظور الرجل: فكان مختلفاً نسبياً عن المرأة؛ فكان يمتلك من الحب ما يوحده مع المرأة ليكونا نداً منتجاً ومنجباً على أساس الفطرة ما قبل الذكاء التحليلي الذي جلب المكر إليه مع بدء حياة الاستقرار واكتشاف دوره في الإنجاب، واكتشاف المعادن وتطوير أدوات الصراع والعبور إلى مرحلة فائض الإنتاج التي رسخت فكرة الهيمنة والاحتكار لديه، وبذلك بات الحب في منطقه يختلف بين كلا الجنسين.
لنجري مقارنة مقتضبة في الحب بين منظور المرأة والرجل في حب الأرض مثلاً:
المرأة تمارس طقوس حبها للأرض من خلال فكرها العاطفي للاستفادة منها والاستمتاع بجمالها الذي يفيض كلما زاد الحب المتبادل بينهما ويزداد حيويتهما، تتالت سبل تطويرها للثورة الزراعية وارتفعت نسبة إنتاجها وشكلت بذلك إحدى أهم ركائز استمرارية الحياة.
حبها وشغفها للحياة والجمال ورعايتها للأرض جعلتها تعشق نفائسها من معادن وجواهر ثمينة وصنعت منها أشكالاً تزينت بها تعزيزاً لجمالها، ترسخت جذور علاقة متبادلة بين المرأة والطبيعة في حالة من الحب والعطاء والجمال، وعُدَت الزراعة أول ثورة تشهدها البشرية بريادة المرأة عبرت من خلالها إلى مرحلة الاستقرار ونشأة القرية.
الرجل ما بعد تطور لديه الذكاء التحليلي يرى في حبه للأرض الحيز الواسع لاستيعاب خطط السلطة والهيمنة فتطور معه حب الأنا وخاصية الاستملاك، وبات يميل للأرض بأسلوب التملك من خلال بنائه أكواخاً وقصوراً وقلاعاً عليها ونصب نفسه سيداً فيها، وصنع من نفائسها أدوات الحرب والصراع.
هنا يراودني سؤالاً جوهرياً هو: الرجل الذي يغفل وينكر الرحم الذي تكون فيه وتغذى من دم صاحبته والتي هي أمه، ومن أجل أن يمتلك وسائل لعبته كيف له أن يبادل الأرض بمشاعر الحب والعطاء!!؟؟
وكيف للمرأة؛ أن تثق بحب الرجل الواقع بين تقلبات الفصول الأربعة، متبدل معها على الدوام بحسب مزاجه، فالماء المتجمد في الشتاء هو نفسه المتبخر في الصيف.
باختصار: الرجل يحب الأرض وفي الوقت نفسه؛ ينهب خيراتها ويصنع منها أدوات الصراع وأبدع في قتل الطبيعة حين بنى عليها الأكواخ والقصور والقلاع وطور من سبل ملكيته فحرق ولايزال يحرق الكثير من الأراضي الزراعية لبناء المصانع والمعامل ولا زال يطور من “الصناعوية” والمواد الكيماوية القاتلة للطبيعتين الأولى والثانية في سبيل الربح الأعظم والذي يؤثر سلباً على الإيكولوجيا وبالتالي يلحق الضرر بالإنسان وبنيته كجزء أساسي من الطبيعة.
وعلى الجانب الآخر حالة من الحب والانسجام والتناغم بين المرأة والأرض تحرثها وتزرعها لتزيدها بهاءً وجمالاً وتأمن مقومات البقاء تتزين منه وتزين الحياة. وهذه دعوة لمراجعة الذات لكلا الجنسين.
No Result
View All Result