No Result
View All Result
المشاهدات 2
روناهي/ برخدان جيان –
خمسة أعوام على احتلال المحتل التركي مدينة “كري سبي/ تل أبيض” ومرتزقته، ولازالت الممارسات الاحتلالية مُستمرة بحق المدينة من تغيير ديمغرافي وممارسات إجرامية، فيما يُصر المقاومون على التمسك بأرضهم، وحتمية عودتهم إلى ديارهم بعد دحر المحتل الغاصب.
ومنذ بدء العدوان التركي على “كري سبي/ تل أبيض”، مارس المحتل أبشع أنواع الجرائم بحق من تبقى من السكان، فيما يواصل تطبيق سياسة التغيير الديمغرافي من خلال توطين الآلاف من اللاجئين السوريين، وإطلاق يد مرتزقته لسرقة ممتلكات الأهالي الأصليين، وتملك أراضيهم، إلى جانب جملة طويلة من الانتهاكات والممارسات والجرائم.
فقد ارتكب الاحتلال التركي ومرتزقته أبشع أنواع الجرائم بحق المدنيين في المناطق، التي احتلها من قتل وتهجير ونهب للممتلكات وغيرها من الممارسات، التي تتنافى مع القوانين والأعراف الدولية، بالإضافة لعمله الدائم على إحداث تغيير ديموغرافي وتتريك المناطق المحتلة.
كوارث إنسانية
ومنذ احتلال تركيا مدينة كري سبي وأجزاء واسعة من ريفها، هُجر أكثر من 100 ألف من سكانها، وهم الآن موزعون في مدن الرقة والطبقة وأريافهما، ويعانون أوضاعا معيشية واقتصادية صعبة، فيما يقطن ما يقارب من7000 مهجر في مخيم كري سبي، الذي تم تأسيسه في 22 من تشرين الثاني من العام 2019، ولم تسلم الممتلكات العامة من أذى المحتل التركي ومرتزقته، حيث قاموا بنهب المحاصيل المخزنة في صوامع المقاطعة “الدهليز، الصخرات، الشركراك وغيرها” ونقلها إلى الداخل التركي بهدف تجويع الشعب، بالإضافة إلى إغلاق عشرات المدارس وتحويل قسم منها إلى قواعد عسكرية مثل مدرستي (علي بأجليه ـ كفيفة)، حارماً بذلك آلاف التلاميذ من التعليم.
وعمل المحتل التركي على طمس هوية شعوب المناطق المحتلة من خلال قيامه بجرف ونهب عدة مواقع أثرية في المقاطعة منها “تلة الدهليز بناحية سلوك، وتل صهلان الأثري بقرية خربة الرز، وموقعين في قرية حمام التركمان هما “مدينة الفار والصبي الأبيض”، بالإضافة لسماحه للصوص الآثار بالتنقيب في مواقع أخرى، كانت صحيفتنا “روناهي”، قد وثقتها خلال الأعوام المنصرمة، التي تبعت احتلال المدينة.
“عدوان يتكرر” لضرب الاستقرار وتقويض الأمن
ودأب المحتل التركي على قصف ريف مدينتي “كري سبي وعين عيسى”، خلال الأعوام الماضية متسبباً بإضرار بشرية جسيمة للمدنيين، وذلك على مرأى ومسمع من الضامن الروسي، وذلك من خلال استمرارها قصف البلدات والقرى الواقعة على خطوط التماس مع مناطق الإدارة الذاتية، وضرب البنى التحتية الحيوية والخدمية (محطة مياه الهيشة ـ محطة كهرباء عين عيسى) وبث الذعر بين المدنيين ودفعهم للهجرة.
ومنذ احتلال مدينة كري سبي لم تنفك تركيا عن قصف القرى الواقعة على خطوط التماس من جهة مناطق الإدارة الذاتية في”خربة البقر، والعريضة، والصوان، وكور حسن، والدبس، والهوشان، وصيدا، ومعلق، والخالدية وغيرها من القرى، وتسبب القصف بخسائر كبيرة في أرواح المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ، وصلت لـ150 مدنياً بين شهيد وجريح، من ضمنهم أشخاص من عائلات واحدة قضوا في مجازر ارتكبها المحتل في كل من قرية” الصفراوية، والحريات، ومجزرتين في قرية الدبس، والسويد، ومزرعة قرطاج” وجميع هذه القرى تتبع لمدينتي عين عيسى وكري سبي.
ترحيل وتوطين وانتهاكات لا إنسانية
كما شهدت مناطق مدينة كري سبي المحتلة جملة من الانتهاكات والممارسات من المحتل التركي ومرتزقته خلال العام الجاري كان من أبرزها تعمد سلطات الاحتلال التركي على ترحيل الآلاف من اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضيها إلى المناطق المحتلة ومن ضمنها كري سبي المحتلة، تنفيذاً للمشروع الاستيطاني الذي أعلن عنه المسؤولون الأتراك في بداية شهر نيسان من العام 2022، والمتضمن ترحيل مليون لاجئ سوري من تركيا إلى سوريا، حيث وثقت مصادر صحيفتنا منذ ذلك التاريخ ترحيل 39700 لاجئ سوري من أراضيها إلى المقاطعة المحتلة، وقامت بإسكانهم في مركز المقاطعة المحتلة والبلدات والقرى التابعة لها.
وكلفت استخبارات المحتل التركي في مناطق كري سبي المحتلة” المخاتير” بجمع المعلومات من مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية، حيث وثقت صحيفتنا في تقارير سابقة عبر مصادرها في مقاطعة كري سبي المحتلة قيام استخبارات المحتل التركي بتكليف مخاتير أحياء مدينة كري سبي المحتلة التابعين لما يعرف بمجلس (تل أبيض المحلي)، بجمع المعلومات من داخل مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية عن طريق التواصل مع أقارب لهم يقيمون في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية، واستغلالهم لصلات القرابة والارتباطات العشائرية لجمع معلومات متنوعة بطريقة أو بأخرى حول الأوضاع المعيشية والأمنية، وتجنيدهم لضعاف النفوس لصالح الميت التركي، بغية تقويض أمن واستقرار مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية أو تنفيذ جملة من الهجمات المفبركة لهذا الغرض.
“عودة حتمية” بقوة المقاومة والإرادة
وبهذا الصدد؛ عوَّل الرئيس المشترك لمجلس مدينة كري سبي “هزاع محمد“، على التكاتف والتعاضد بين
الشعوب السورية، وتوحيد جهودها، لضمان عودة مشرفة وآمنة إلى كري سبي بعد تحريرها، والوقوف بوجه مخططات المحتل الرامية لزعزعة الاستقرار والقضاء على إنجازات الشعوب السورية.
وأردف: “إن ذكرى احتلال مدينتي كري سبي وسري كانيه ذكرى أليمة، وستبقى خالدة في ذاكرتنا، ولكن هذا الأمر لن يزيدنا إلا إصراراً ومقاومة، والمطلع على التاريخ يدرك تماماً بأن إرادة الشعوب المقاومة هي المنتصرة مهما طال الزمان”.
ولفت الى أن الشعوب السورية تُدرك تماماً مخططات المحتل التركي، وأكاذيبه التي أطلقها قُبيل الاحتلال من خلال إنشاء ما يسمى بـ “منطقة آمنة”، وبناء مستوطنات للسوريين المرحلين، وتبين للعلن غاياته الخبيثة بتغيير ديمغرافية المنطقة وتتريكها.
وتابع: “وبعد العدوان التركي واحتلال كري سبي، أدرك الجميع بأنَّها مجرد كذبة كبيرة من الكذب التي يختلقها النظام التركي في إطار التمهيد لتوسع إمبراطورتيه المبنية على جماجم ودماء الشعوب السورية، والشعوب الأخرى التي بدأت تطالها آلة الحرب التركية الإجرامية”.
وشدد الرئيس المشترك لمجلس مدينة كري سبي “هزاع محمد” في نهاية حديثه، على أن القوة والمقاومة، هي السبيل لانتزاع ما احتلته تركيا من أراضٍ سورية، لذلك لا خيار إلا بتصعيد المقاومة والنضال بقوة وهمة الشعوب السورية، وتكاتفها لدحر المحتل، وعودة أهالي المدينة المحتلة إلى ديارهم وقراهم بشكل آمن.
يذكر، أنه يصادف التاسع من تشرين الأول السنوية الخامسة لبدء هجوم دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها على مدينتي سري كانيه وتل أبيض/ كري سبي، بهجوم جوي وبري استُخدمت فيه أنواع الأسلحة، من بينها الأسلحة المحرمة دولياً، وانتهاء باحتلالهما.
No Result
View All Result