No Result
View All Result
المشاهدات 6
هيفيدار خالد_
على التخوم، رحى حرب كبيرة تدور منذ أكثر من عام، بدأت بتاريخ السابع من تشرين الأول من العام المنصرم إثرَ شن حركة حماس هجوماً واسعاً ضد إسرائيل، تلاهُ حادث تحطم طائرة هليكوبتر كانت تقلُّ الرئيس الإيراني إبراهيم الرئيسي مع قادة إيرانيين رفعي المستوى ما تسبب بموت الجميع، وبعد تلك حادثةُ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران؛ لتستمرَّ الأحداث بعمليات اغتيال قادة حماس ومن ثَمَّ مسؤولي حزب الله اللبناني التي بدأت بتفجير أجهزة البيجر التي يستخدمها الحزب؛ ما أسفر عن مئات القتلى وآلاف الجرحى في صفوف الحزب، كشفت تلك الأحداث المتعاقبة بشكل واضح وصريح لمتابعي التطورات؛ بأن حزب الله اللبناني وحركة حماس باتا في أحلك الظروف، وسط الحديث عن خَوَر قِوى الحزب، التي كان يتباهى بها بين الفنية والأخرى، ويحاول من خلالها إقناعَ الجميع بأنه قادرٌ على مواجه إسرائيل في المنطقة بالأوقات كافة.
ثُمَّ تأتي حادثةُ مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله ليتمَّ مسلسل الانهيار الذي بدأت أولى حلقاته بعد أن أعلن الحزب حملة دعم وإسناد فلسطين منذ بدء التصعيد بين حركة حماس وإسرائيل، ولتُشكِّل رسالةً قوية لخصوم إسرائيل في المنطقة، وضربةً قوية للقوى المتعاطفة مع حزب الله، وأخرى مزلزلة لإيران تلك التي تغذيهم، وذلك بعد أن تصاعد الصراع بشكل حادِّ في الأيام القليلة الماضية، لتصنع هجمات إسرائيل المستمرة كابوساً يلاحق السكان، خاصة في لبنان وفلسطين وإيران وحتى في العراق.
التحليلات كلها تذهب إلى أنه بعد مقتل حسن نصر الله ستشهد المنطقة تغييراتٍ متسارعةً ما يلقي بتداعيات ثقيلة على شعوب المنطقة، وبأن تلك التغييرات ستُشكّل مدخلاً لتوافقٍ إقليميٍّ جديدٍ في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى إحداثِ تغييراتٍ جذرية في ميزان القوى، عزّز هذه التكهنات اتساعُ دائرة الصراع واشتعالُ الجبهات هنا وهناك، ومع الأسف لم تتمكن ما تُسمَّى القوى الكبرى في العالم، من وقف الحرب والإبادة المستمرة بحقِّ شعوب المنطقة وخاصة الشعب اللبناني، الذي يعاني على وقع الغارات الإسرائيلية، ويتذوق مرارةَ الحرب المتواصلة وهو الذي لا ناقةَ له فيها ولا جمل.
نعمْ، الحربُ الدائرة بين إسرائيل وحزب الله اليوم ربما تكون جرَّةَ القلم لرسم مرحلة جديدة من حيثُ التحالفاتُ وعقدُ سياسات بين الأطراف الإقليمية والدولية المتدخلة في المنطقة، ولا أحد يستطيع التكهُّن طبعاً بما ستؤول إليه الأوضاع؛ لأنَّ الأحداثَ والتطوراتِ السياسيةَ متسارعةٌ جداً، فقط نستطيع القول: إنَّ الشعوبَ المظلومة هي مَن تدفع فاتورةَ هذه الحرب غاليةً، وتقدِّم الأرواح والشهداء دون أن يُحرّك أحد ساكناً، فالكلُّ يتباكى على مصالحه، وعلى مطامعه الطويلة في المنطقة، ولا أحد يعمل من أجل مصالح الشعوب المتضررة من هذه الحرب المُدمِّرة.
No Result
View All Result