No Result
View All Result
المشاهدات 15
حنان عثمان_
والتاريخ شاهد على الجرائم ضد الإنسانية، التي ترتكب بحق النساء، لاسيما في أوقات الحرب، فخلال الحرب العالمية الثانية، قامت اليابان بخطف المئات من النساء والفتيات من البلدان التي كانت تحارب فيها، بهدف استعبادهم جنسياً، وأطلقت عليهم “نساء المتعة العسكرية”، وهي قصة استعباد الجيش الياباني للنساء الكوريات، حيث عشن في ظل عبودية جنسية عنيفة جداً، وحتى يومنا هذا مازال هذا الملف عالقاً بين كوريا واليابان، بعد شهادات حية قدمتها ضحايا تلك الحقبة الزمنية من النساء.
وخلال عام 1945 عاشت ألمانيا أكبر عملية اغتصاب جماعي عرفها التاريخ على يد الجيش السوفياتي. وحسب التقارير؛ حوالي مليوني امرأة ألمانية تعرضت للاغتصاب. ولعل أهم من كتب عن تلك الفظائع، الكاتبة البريطانية “أنتونيا سوزان بيات” في كتابها “امرأة من برلين”. حيث تحكي في كتابها هذا عن الاغتصاب الجماعي الذي عانت منه النساء، بغض النظر عن السن والعجز، وكانت مستشفيات ألمانيا تجري الآلاف من عمليات الإجهاض بشكل يومي ومتواصل. هذا عدا عن معسكرات الاغتصاب التي كان يديرها الصرب.
واليوم يزداد الموضوع سوءاً في ظل كل هذه الحروب والصراعات والأزمات المستجدة من أفغانستان إلى غينيا ومالي وميانمار وغيرها من المناطق بما في ذلك جمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال وجنوب السودان وسوريا واليمن وفلسطين والعراق وتركيا.
وفي هذا الخصوص، نستطيع أن نعطي مثالاً على داعش، الذي تميز بفظائعه ولائحته الطويلة اللامتناهية في مجال الاستغلال والاسترقاق الجنسي، حيث افتخروا بممارساتهم الوحشية التي ارتكبوها ضد النساء عامةً وضد نساء شنغال خاصةً، وقاموا بالترويج والتعميم لهذه الفظائع أمام مرأى ومسمع العالم أجمع. فكلنا ما نزال نتذكر مشاهد الفتيات الإيزيديات وهنّ يُبَعْنَ في أسواق النخاسة في العديد من مدن ومناطق وبلدان منطقتنا، وكيف تم اغتصابهن جماعياً وعلى التوالي، وكيف قُتِلَت كل مَن رفضَت الخنوع لهم.
“أن تكون امرأة ربما هو أخطر من أن تكون جندياً في صراع مسلح”. هكذا قالت زينب بانغورا، الممثلة الخاصة للأمين العام في هيئة الأمم المتحدة، والمعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع. وتقول فيما يتعلق بالاغتصاب: “إنكَ عندما تَغتَصب امرأة، فأنتَ لا تغتصبها وحدها فقط، بل تغتصب الأسرة والمجتمع برمته وتدمره”.
كل ما ذكرناه سالفاً، هو أحد وجهَي الميدالية. أما في الوجه المقابل، فيمكننا القول: إن المرأة بإرادتها وتنظيمها وقدرتها على تحمل الصعاب والتضحية من أجل محيطها، كفيلة بأن تضمن السلام والاستقرار، ليس لنفسها فحسب، بل ولمجتمعها ككل، بشرط أن تتشبث بحقوقها وحرياتها، وأن تناضل من أجل كسبها والحفاظ عليه، ولأجل إيصال مجتمعها وبلدها إلى بر الأمان والاستقرار والرفاه.
من هنا تأتي أهمية أن تدافع المرأة عن نفسها، وبالتالي عن مجتمعها وبلدها. وهذا ما يسمى بمبدأ الدفاع عن النفس نسائياً، والذي يندرج ضمن المبدأ العام “مبدأ الدفاع عن النفس”. وهو موضوع موسع ومعقد، يتطلب مقالاً آخر للتفصيل فيه وفي دقائقه…
No Result
View All Result