أكد كادر طبي، إن السبب الرئيسي وراء العديد من الأوبئة التي تهدد حياة الأطفال، مثل “الحساسية الغذائية للأطفال، ومرض السكر، وأمراض القلب والسرطان”، هي فئة من المواد السامة الموجودة في الأطعمة المصنعة اليومية.
يبدو أن محاولات الالتزام بنظام غذائي صحي أصبحت صعبة للغاية للمراهقين والأطفال، ولا يشمل هذا فقط محاولة التخلص من الأطعمة، التي تحتوي على الدهون والسكريات واستبدالها بأغذية أخرى صحية، ولكن القدرة على التغلب على الإغراءات المتعددة التي تشجع على تناول الأغذية غير الصحية، سواء المشروبات الغازية، أو الحلويات وغيرها.
الحلويات الملونة سم يهدد صحة الأطفال
وتجد الحلويات الملونة إقبالاً كبيراً من الأطفال، إذ أن سعر بعضها 500 ليرة وتوجد في أشكال متعددة تغري الصغار باقتنائها وتناولها، ولكن على الرغم من لذتها فإنها تشكل خطورة على صحة الأطفال، قد تسبب في عدة أمراض.
وتزداد خطورة هذه الحلويات عندما تكون مجهولة المصدر ولا تعرف طريقة تحضيرها، في ظل دراسات تذهب إلى أن مواد خطيرة تضاف إلى مكوناتها، فما هي هذه المواد التي تدخل في تركيبة الحلويات؟ وكيف تشكل خطورة على صحة الأطفال الذين يستهلكونها؟
وفي الصدد؛ التقت صحيفتنا “روناهي” الفني المخبري “يحيى آمراني”، والذي استهل حديثه: “حذرت العديد من الأبحاث من تناول الأطفال الحلويات ذات الألوان الصناعية، حتى لا يصابوا بالاضطرابات النفسية والعصبية، إضافةً إلى الأمراض الخطرة كـ “السرطان والفشل الكلوي والفشل الكبدي””.
وأضاف: “وأكدت الدراسات أن هذه الأمراض تصيب الأطفال على المدى الطويل بسبب تراكم هذه المواد في أجسامهم، بينما قد يصاب الطفل أيضا بأمراض الجهاز الهضمي، مثل الإسهال، أو النزلات المعوية على المدى القريب”.
وأكمل: “فمن المعروف طبياً، إن زيادة السكريات تزيد مقاومة الجسم للأنسولين واحتمال زيادة نسبة الإصابة بمرض السكري وزيادة الوزن والدهون المرضي عند الأطفال، وما يترتب على ذلك من مضاعفات أخرى”.
وزاد آمراني: “إن وجود المواد الكيماوية والأصبغة، خصوصاً غير المرخصة صحياً لها آثار سامة على الأطفال، إضافةً، إلى جودة التصنيع من حيث عدم الالتزام بالمعايير الصناعية، أو عدم وجود رقابة كافية على سلامة الصناعات الغذائية التي تباع للأطفال”.
حلوى تؤثر سلباً على نشاط الأطفال وتركيزهم
ويقبل الأطفال على نوع من الحلوى التي تباع في محال السوبر ماركت والمحال التجارية (مارشميلو)، على الرغم من خطورتها على صحتهم، وفقاً لتحذير مدون على غلافها. حيث أوضح الفني المخبري يحيى آمراني في نهاية حديثه: “إن غلاف الحلوى مسجل عليه، إضافة إلى مكونات الحلوى، عبارة نصفها: اللون آي 110، واللون 129 قد يكون لهما تأثير سلبي على النشاط والتركيز لدى الأطفال”، منوهاً، إلى أن كثيراً من أولياء الأمور قد لا ينتبهون لهذا التحذير، وذلك لعدم وضوحه وإبرازه.
مشروبات الطاقة وخطورتها على صحة الأطفال
وعن أضرار مشروبات الطاقة، أكد الدكتور رزكار خليل: “إن الأضرار تشمل زيادة في سرعة نبضات القلب والتوتر والقلق والأرق، وتزداد المشاكل خطورة بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة”.
وأوضح، أنه بشكل عام لا يوصى بشرب هذه النوعية من المشروبات للأطفال والبالغين، لأنها لا تحتوي على فائدة صحية أو غذائية، وينصح بتقليل شربها لأنها قد تؤدي لمشكلات القلب والضغط والإكثار من المشروبات الصحية المفيدة مثل العصائر الطازجة، وكذلك شرب كميات كافية من المياه.
الحلويات الأكثر ضرراً بالأسنان
كما وحذر طبيب الأسنان الدكتور “أشرف الخليف“، من أن أنواع الحلويات ضارة بالأسنان وخاصة عند الإكثار من تناولها، لكن بشكل خاص الكراميل. وأوضح: “إذا تحدثنا عن الضرر الذي يلحق بالأسنان، فقبل كل شيء نشير إلى تلك الحلويات التي تلتصق بالأسنان وتبقى في الفم لفترة طويلة كـ (الكراميل والمصاصات وغيرها)، لأن هذه الأنواع تساهم أكثر من غيرها من الحلويات في تسوس الأسنان، لذا لا يوصى بإعطائها للأطفال”.
وأشار إلى مخاطر الشوكولا بالحليب، لأنها تحتوي على نسبة عالية من السكر والكثير من المواد المضافة: “عموماً الحلويات ضارة بالأسنان، فمن المهم مراعاة الاعتدال وعدم إعطائها للأطفال دائماً، والحلوى الأكثر أماناً من هذه الناحية هي الشوكولاتة الداكنة وجيليه الفواكه الطبيعي، كما أن الإكثار من تناول الحلويات الأخرى أيضاً، سوف يساهم بدرجة أو بأخرى في تسوس الأسنان”.
أطعمة أطفال على شكل “باكيت” سجائر في الأسواق
وفي ظل غياب الجهات الرقابية، تنتشر في الأسواق أطعمة على شكل باكيت سجائر تباع بسعر رمزي. وعن ذلك تحدث مستشار الدعم النفسي “مصطفى خلف شريف“: “تنتشر هذه الأطعمة في المحلات التي يرتادها في الغالب طلبة المدارس، خاصةً، من الصفوف الابتدائية الأولى دون مراقبة من الجهات المختصة التي يجب أن تأخذ على عاتقها مهمة مراقبة خطورة مثل هذه الأطعمة، خوفاً من تحفيز الأطفال على التدخين، خاصةً، وإن شكل الباكيت والأطعمة شبيهة إلى حد كبير بطريقة التدخين”.
ووصف شريف هذه الأطعمة بالخطيرة، موضحاً أن سماح الأهل للطفل بشراء هذه الأطعمة يعطيه حالة من حالات السماح له بالتدخين وتعزز فكرة التدخين عنده.
وأضاف: “إن هذه الأطعمة تنقل التدخين لدى الطفل من شيء محظور وخطير إلى شيء مسلٍ ومضحك ويجذب الانتباه”.
وأشار مستشار الدعم النفسي “مصطفى شريف” في ختام حديثه: إلى أن “إقبال الطفل على شراء هذه الأطعمة باستمرار يعمل على تثبيت الحالة الفمية، وهي إحدى النظريات التي تؤكد إن استمرار الأشخاص في التدخين يأتي نتيجة تثبيت حالة الفم وحركته المستمرة ما يقوده للتدخين لاحقاً، لأنه يكون قد تعود على وجود شيء في فمه”.
مؤكداً، أن هذه الأطعمة تسهل الفعل الحقيقي وتؤدي إلى رغبة تجريب الأمر على الواقع وتسهله اجتماعياً، فإذا شعر بأن الأهل موافقون على استعمال هذه الأطعمة ربما يأتي في فكرة أنهم موافقون على التدخين الحقيقي.
دور الأسرة
إن دور الأهل الرقابي والتوعوي هام بالدرجة الأولى، وهو مسؤوليتهم، فعلى الأهل مراقبة ماذا يشتري أولادهم، وعدم ترك الاختيار لهم وحدهم، ومتابعة المنتجات التي يشترونها، ويجب أن يكون الأهل على درجة من الوعي والمعرفة والإلمام بالمعلومات الثقافية الغذائية والطبية لمنتجات يأكلها الأطفال.