No Result
View All Result
المشاهدات 8
هيفيدار خالد_
تئنُّ شعوب منطقة الشرق الأوسط منذ آلاف السنين تحت وطأة الحروب والصراعات الدموية الطويلة، التي تقودها ما تُعرَف بالقوى العظمى في العالم، وتتعرض لأبشع المجازر والإبادة الجماعية على أيدي المستبدين والمهيمنين الذين يتحكمون بمصير الشعوب الأصيلة في هذه المنطقة التي تحولت إلى حلبة صراع مفتوحة بين الجميع من أجل مصالحهم الخاصة والاحتفاظ بمكاسبهم على حساب زهق دماء الشعوب المضطهدة.
تستمرُّ الحرب، ويمتدُّ الصراع في المنطقة يوماً بعد آخر، وكأنَّ هذه المنطقة وشعوبَها كُتِبَ عليهم أن يُمحَى ذكرهم من التاريخ وتموت بصمت كل آمالهم وأحلامهم البسيطة، وأن يُهجروا من أرضهم وتُترَك حياتهم عُرضة للخطر، مانعين لهم أن يعمهم الأمن والاستقرار، لا، ولا العيشُ كغيرهم من شعوب العالم.
من خلال ما نتابعه من التطورات والمستجدات الأخيرة في كل من السودان واليمن وفلسطين وسوريا ولبنان، يبدو أن طيفَ السلام أصبحَ شبيهاً بحلمٍ بعيدِ المنال أكثرَ من أي وقت مضى، وبخاصةٍ أن جميعَ الأطراف الإقليمية والدولية تتخذ موقفاً ضعيفاً جداً لا يتجاوز حدود التصريحات الفضفاضة والبيانات الفارغة التي لا تحمل في داخلها أي قيمة بالنسبة إلى الشعوب المتضررة من لهيب نيران هذه الصراعات الشنيعة.
الجميعُ مسؤولٌ عن المجازر التي تقع الآنَ، والجميع متواطئ في الجرائم المُرتكبة بحق الأبرياء، وبخاصةٍ مع النساء والأطفال في كل من السودان وغزة واليمن وسوريا ومؤخراً لبنان، حيث الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله منذ أسابيع، علماً أنه ليس هناك إلى الآن أي بوادر لإنهائها، فقد نزح الآلاف من ديارهم وباتَ الجميع دون مأوى.
نموذجُ الدولة القومية الحالية في دول المنطقة هو السبب الرئيس في تعميق مشاكل الشعوب هذه، فالحكام الذين يحكمون الشعوب اغتصبوا إرادةَ شعوب المنطقة وسلبوا منهم كل شيء، خدمةً لأجنداتهم الخارجية، هادفين إلى الحفاظ على عقد ولائهم وربطهم بعلاقات تبقيهم أسارى القوى الكبرى، مع وجلهم الشديد مخافةَ الاصطدام معهم في الكثير من النقاط والأهداف التي يزعمون زيفاً أنها مشتركة بينهم.
هذه الحروب مدمرةٌ للسلطة، وتدمّرُ معها كلَّ ما يدبُّ على الأرض، ودائماً ما تُسفر عن واقع مأساوي وتترك الشعوب في وضع لا حول لها ولا قوة، خاصةً مع كبر طفل المهد (تطور التكنولوجيا) الحديث واستخدامه بشكلٍ مخيف دون الأخذ بعين الاعتبار المدنيين الذين يقطنون في مناطق الصراع الذي لا يهدأ.
تدور رحى الصراع القديم في المنطقة منذ زمن؛ لكن بأسلوب جديد وخطير وتقنية حديثة، إنها تقنية الشرّ، تلك التي تأكل الأخضر واليابس معاً ولا ترحم أبداً، إنها كارثة مروعة، بحق الإنسانية جمعاء، والسؤال الذي يَطرح نفسَه هُنا، متى ستنتهي هذه الحروب، متى ستحظى منطقة الشرق الأوسط بالأمن والاستقرار وتعيش الشعوب بحرية وكرامة، ألم يحنِ الوقتُ بعد؟ يتساءل المضطهدون من شعوب الشرق الأوسط.
نعم، حان الوقت لوضع حدٍّ لهذه المجازر والحروب الدموية والأزمات الاقتصادية والمجاعات والانتهاكات التي تُمارَس بوحشية بحق النساء والأطفال أمام مرأى ومسمع العالم وما يُسمَّى المجتمع الدولي المنافق المراوغ، يجب أن تنتهيَ هذه المأساة وتتحقق حرية الشعوب المظلومة على هذه الأرض.
No Result
View All Result