رغم إمكانياتها المحدودة .. لجنة الاقتصاد بعين عيسى تداركت الفشل وسعت للنجاح المستمر

تقرير/ حسام اسماعيل –

روناهي/عين عيسى ـ يُعدُّ القطاع الزراعي من أهم القطاعات وعماد اقتصاد المنطقة، وشهدت السنوات الماضية تراجعاً في هذا القطاع بشكلٍ ملحوظ بعد تدمير المرافق الزراعية الحيوية في المنطقة على يد المرتزقة، وتحكم التجار بالمحاصيل الزراعية التي تجود بها سهول شمال وشرق سوريا؛ بسبب عدم وجود جهة تدعم هذا القطاع، وتعمل على تنميته. لهذا؛ السبب وغيره تعمل لجنة الزراعة في ناحية عين عيسى لدعم الفلاحين، وضمن الإمكانيات المحدودة المتوفرة لها.

وعملت اللجنة المذكورة خلال هذا الموسم على إجراء الكشوفات على الأراضي الزراعية، وأحصت المساحات المزروعة بمحاصيلها المتنوعة، والتي قُدرت بـ /46322/ دونم؛ وتزرع بشتى أنواع المحاصيل الزراعية الشتوية والصيفية، ويتم تقديم الدعم على أساس هذه الإحصائيات.

نهر البليخ يروي أغلب المساحات المروية

وأغلب المساحات المزروعة المروية في ناحية عين عيسى تتركز على سرير نهر البليخ، بالإضافة إلى الآبار الإرتوازية المنتشرة في المنطقة حالياً، ويتم العمل والتواصل مع لجنة الزراعة بمجلس الرقة المدني، لإعادة تشغيل مضخة رفع تل السمن العملاقة التي تروي الآلاف من الهكتارات الزراعيَّة.

ودعمت لجنة الزراعة الفلاحين بمادة المازوت منذ بداية الموسم الشتوي بداية عام 2018 وذلك بحسب الاستطاعة الميكانيكية للمحرك الذي يسقي الأرض، لكل /1000/ شجرة /220/ لتر مازوت، وبسعر مدعوم يقدر بـ /55/ ليرة سورية للتر الواحد، في حين يتراوح سعره في السوق السوداء بـ /100/ ليرة للتر.

وأعطت اللجنة رخصاً للفلاحين كلاً بحسب مساحته المزروعة، لاستلام السماد من المصرف الزراعي في مقاطعة كري سبي “تل ابيض”، بسعر /225/ ألف ليرة مؤجل الدفع لحين انتهاء الموسم الصيفي.

وافتتحت اللجنة ثلاثة مراكز (عين عيسى، الجلبية، والدهليز)؛ لاستقبال إنتاج المحصول الشتوي (القمح) من المزارعين بأسعار جيدة، وصلت لـ 175 ليرة للكيلو غرام الواحد، بينما وصل أعلى سعر عند التجار لـ 140 ليرة سورية.

تكاليف أنهكت الفلاح ومطالبات بمزيد من الدعم

تعرض الموسم الحالي لهذا العام ومنذ بدايته للعديد من المشاكل؛ أهمها التغيُرات المناخيَّة، وبخاصةً العواصف المطريَّة في وقت صدور موسم القمح؛ والذي تسبب بتلف للموسم الزراعي بشكلٍ كبير، والتكاليف الباهظة التي أثقلت كاهل الفلاح وعدم قدرته على دعم الموسم الصيفي الذي بدوره كان له نصيب في انتشار دودة القطن التي فتكت بالموسم، حاول أغلب الفلاحين تدارك فشل الموسم الشتوي من خلال دعم موسم القطن الحالي، بدورها قدمت لجان الزراعة الدعم رغم إمكانياتها المحدودة والخجولة نوعاً ما، واضطر أغلب الفلاحين الاستدانة لدعم موسم القطن بالمواد اللازمة، والمثابرة على رش المبيدات الحشريَّة التي ما عادت تنفع مع تفشي (الدودة) وبات جلياً التأثير الكبير الذي لحق بموسم القطن من خلال تراجع في الإنتاجية بمرحلة جني المحصول الذي لم يتعدى /200/ كيلو غرام للدونم الواحد.

قطاع الثروة الحيوانية

ويعتمد أهالي ناحية عين عيسى من جانب آخر وبشكلٍ كبير على قطاع الثروة الحيوانية ورغم عدم وجود لجنة خاصة بهذا القطاع الحيوي يتم الأمر من خلال الأسواق الشعبية المتواجدة في مناطق ريف ناحية عين عيسى وتل أبيض (كري سبي) ومنها أسواق (الجفجي ـ سلوك ـ وكورمازات)، ويتم بيع وشراء الماشية، وبالمقابل يقوم الأهالي بشراء حاجياتهم، وتعتمد هذه الأسواق على ارتفاع أو انخفاض سعر صرف الليرة السورية بالنسبة إلى الدولار الأمريكي.