يعد مستوصف تل حميس، الملجأ الوحيد ومصدر أمل للأهالي، حيث يقوم بتأمين احتياجاتهم الطبية من علاج وإسعافات أولية، حسب الإمكانات المتاحة له.
كان واقع الطب في ريف تل حميس معدوماً بشكل تام، قبل تحرير مدينة تل حميس، نتيجة سيطرة مرتزقة داعش، وفقدان الأمان هناك، حيث لم يكن بإمكان الأهالي البحث عن طبيبٍ في حالات الإسعاف، ولكن بعد تحرير مدينة تل حميس من قبل وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة في عام 2015، قُدمت العديد من الإنجازات للمنطقة وبخاصة بعد تأسيس المؤسسات المعنية بالشؤون الاجتماعية وأخرى بشؤون المرأة وكذلك الشؤون الصحية، حيث أعيد تأهيل مستوصف تل حميس وبشكل أفضل عما كان عليه.
ويقدم المستوصف منذ ذلك التاريخ لليوم الخدمات الصحية لأهالي المنطقة، حسب الإمكانيات الموجودة.
أقسام المستوصف
ولمعرفة المزيد عن المستوصف والأقسام المتوفرة فيه، التقت صحيفتنا “روناهي” الإداري في مستوصف تل حميس “بشير عباس الساير“، والذي حدثنا: “أعيد تأهيل مستوصف تل حميس بعد ثورة 19 تموز، بداية عام 2016، نتيجة الظروف الصحية السيئة في المنطقة، وحاجة الأهاليأ الماسة له، لأن المستوصف يخدم مدينة تل حميس وريفها بشكل كامل”.
وعن أقسامه وعدد كادره، أكد الساير، تم افتتاح أقسام المستوصف تدريجياً، “نسائية، أطفال، داخلية.”، وهناك 39 عاملاً في المستوصف، يعملون من أجل هدف مشترك، وهو تقديم يد العون والمساعدة للناس المحتاجة.
ويوجد في القسم النسائي للمستوصف جهاز تصوير “أيكو بطن”، ودكتوره نسائية، وقابلتان قانونيتان، وقسم للولادة المجانية، وصيدلية تقدم الأدوية اللازمة المجانية، ومخبر للتحاليل الطبية الأولية، وقسم تمريض لخياطة الجروح، وتعقيمها ومداواة الحروق، بالإضافة لسيارة إسعاف تعمل ليلاً نهاراً، وثلاثة أطباء ذوو اختصاصات مختلفة.
توقيت الدوام في المستوصف ومهامه
وعن ساعات تقديم الخدمات الصحية في مستوصف تل حميس، لفت الساير، أن المستوصف يقدم الخدمات على مرحلتين صباحي ومسائي، حيث يفتح أبوابه من الساعة الثامنة صباحاً إلى الثانية بعد الظهر، ومساءاً من الساعة الثانية إلى الساعة الثامنة مساءً”، ويستمر بمهامه في طيلة أيام الأسبوع، ماعدا يوم الجمعة “عطلة رسمية”.
ويصل عدد المستفيدين من الخدمات التي يقدمه المستوصف إلى ما بين 400 ـ 500 شخص، فيما يستقبل اليوم ما يقارب 200 شخص بشكل يومي.
أهداف المستوصف
وأشار الساير، المستوصف مركز رعاية أولية، فله العديد من الأهداف الخدمية ومن بينها، “تقديم الخدمة الإنسانية المجانية للناس المحتاجة، وتقديم الإسعافات الأولية، كما ويوجد قسم صحة نفسية، لتغطية احتياجات الأهالي، من جلسات توعية مجتمعية، وجلسات استشارة فردية، وتقديم خدمات الدعم النفسي وجلسات استشارة فردية وجماعية، وتثقيف الأهالي صحياًن من خلال القيام بزيارة أهالي تل حميس وقراها”.
وفي الختام نوه “بشير عباس الساير”، إن الصحة والسلامة للجميع، مؤكداً بأنهم سيقدمون كل ما في وسعهم لخدمة الأهالي.
آراء الشعب بخدمات المستوصف
والتقينا إحدى المريضات “إحدى زائرات المستوصف بشكل دوري”، المسنة “عنود الطه”: “أنا مريضة ضغط وأقوم بزيارة المستوصف بشكل دوري، حيث يقوم الأطباء في المستوصف بمعاينتي وقياس ضغطي بشكل دوري، وأحصل على أدويتي من صيدلية المستوصف، وكل ذلك بشكل مجانٍ”.
وتابعت: “وهذا حالي وحال الكثير من المرضى، غير القادرين على مراجعة المشافي والصيدليات الخاصة”، مؤكدةً، وقد اختصرت الإدارة الذاتية المسافة إلى مدينة قامشلو، فنحن أهالي المنطقة نعدُّه أكبر إنجاز من إنجازات الإدارة الذاتية لنا.
وبدوره أكد أحد زوار المستوصف، الشاب “عماد عبد الله “، يدخل كل مريض إلى المستوصف بانتظام وحسب دوره، مع مراعاة الإسعاف وحالات الولادة، والمسنين، متمنياً، أن يبقى “مستوصف تل حميس” قائماً على رأس عمله لما له من نتائج إيجابية على المنطقة بأكملها.