No Result
View All Result
المشاهدات 8
استيرك كلو _
مسيرة إعلامية تمتد إلى 24 عاماً وراء كشف حقيقة شعب مقاوم أينما كان وكيفما كان، هذه هي الصحفية الكردية كوليستان تار المعروفة وسط الإعلام بـ كولي. عندما بدأت بكتابة هذه الأسطر في ذكرى استشهادها واستشهاد زميلتنا هيرو بهادين جراء قصف مُسيّرة للاحتلال التركي على طريق سيد صادق سليمانية، رجعت إلى بداية أول لقاء لي مع وردة الإعلام رفيقتي كوليستان قبل 23 عاماً، فتاة ظريفة، محبوبة، طيبة، حنونة لا تعرف للعطاء الرفاقي حدود، هذا أول ما شعرت به أمام نسمات هذه الوردة التي جرّتني إلى صداقتها بشكلٍ عفوي، ولفتت انتباهي وانتباه كل من خالطها.
بعض اللحظات تستعصي على الوصف، وأمام براءة وصفاء كوليستان أقف عاجزة ما بين القبول والرفض لهذا الخبر الأليم. خلقت كردية وتربت بالروح الوطنية في مسقط رأس الأبطال، إلى أن قررت الدفاع عن قضيتها كمرأة وككردية وتنضم لمسيرة الحرية بِخطى ثابتة، تعرّفت على الصعاب وهي الرقيقة، ولم تهابها، دافعت عن المظلومين كدفاع جندي في ساحة المعركة بقلمها وكاميرتها، عرفت كيف تصبح صوت الحقيقة لشعب حاول أعدائه دفنه حياً. كتبت كثيراً عن الأبطال وبطولاتهم، عن مقاومة النساء وتضحياتهم، عن أطفال وطنها وآمالهم، وأحيت ذاكرة شعب كاد يفقد هويته.
كولي لم تكن تقبل بالظلم وسعت وراء حقيقة قضيتها الوطنية لتصبح منبر إعلام حر في تاريخ كردستان. أحبت كردستان كلها، بسهولها وجبالها ووديانها ومدنها، وتعلمت اللهجات الكردية، أحبت جنوب كردستان وتعلمت لهجاتها، وكانت مدربة وقدوة للكثيرات ممن انضممن للإعلام الحر، ليكنَّ صوت حقيقة الثورة.
كشفت عن الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال التركي وخاصةً عند الهجوم على سري كانيه وكري سبي، لتترك أثراً لها في قلب كل من تعرّفت عليهم. تألمت لآلام شعبها وفرحت بإنجازاتهم عبر كاميرتها التي لم تكن ترى سوى الحقيقة التي عشقتها طوال 24 عاماً.
كوليستان ببرائتها وبريق عينيها كبريق ينابيع جبال كردستان عندما تحتضن أولى خيوط الشمس في صباح ربيعي، عملتني دفئ الرفاقية الحقيقية.
وأعطت دون مقابل، أحبت الآخرين وساعدتهم دوماً، عشقت روح الجماعة في فكرها وحياتها، لذا كان الكل ينادونها بوردتنا “كولا مه”.
أحبت الرقص الفلكلوري وكانت دائماً تقود حلقة الدبكة، تشاركنا مرات عديدة الرقص الجماعي كأحد طقوس الحرية بالنسبة للشعب الكردي، ولكن للأسف في المرة الأخيرة التي دعتني إلى الرقص معها لم استطِع، وقلت لها لا أستطيع الرقص كما السابق، كانت تتصدى للحزن بالرقص، على نغمات الحرية، وكأنه وعد أبدي لعاشقة الوطن والحرية.
لا يمكن لهذه الصحفية والكادحة الإعلامية أن تُقتل بهذه الطريقة الوحشية هي وزميلتها هيرو بهادين، وما ارتكبته الدولة التركية جريمة غير أخلاقية بحق الصحافة الحرة في كردستان والعالم، وعلى جميع الصحفيين والصحفيات عدم الصمت تجاه هذه الهجمات التي تستهدف الحقيقة ولتكن هذه مسؤوليتنا التاريخية تجاه رفيقتينا كوليستان تارا وهيرو بهادين وكذلك للواتي فدينَ بأرواحهن على طريق الحقيقة وسرنَ على خطى رفيقتنا غربت ألي أرسوز وليكن وعدنا هو الكفاح والنضال إلى حين شروق الحقيقة كشروق الشمس في سماء كردستان.
No Result
View All Result