No Result
View All Result
المشاهدات 39
هو العالم الكردي (ملا أحمد بن إسماعيل بن عثمان الكوراني) عالم في الدين الإسلامي والمذهب الشافعي، لُقب بـ (شهاب الدين)، مفسر القرآن الكريم، جال في مدن (بغداد) و(آمد) و(حسن كيف) و(خنس) و(ارغَني) و(دمشق) و(القاهرة)، ورحل إلی بلاد الروم.
إلی اليوم توجد في مدينة إسطنبول محلة تحمل اسم (شهاب الدين أحمد الكوراني)، وهي محلة (ملا كوراني Molla Gürani)، وفيها مسجد باسمه.
ولد (ملا أحمد بن عثمان الكوراني)، سنة 813هـ/1410م، في ولاية (شهرزور) ببلاد كردستان، وهو ينتمي لقبائل (كوران Goran) الكردية الساكنة في جبال (أورامان ـ هَورامان) الكردستانية.
بدأ (ملا أحمد الكوراني) فقيراً، ثم ترقى إلى أن أصبح معلم السلاطين، واشتهر عنه إنه كان ذا غلظة على الملوك وناصحاً لهم. ترك ولاية (شهرزور) الكردستانية يافعاً، وتوجه إلى ولاية (بغداد) باحثاً عن العلم كما كانت العادة آنذاك.
حفظ القرآن الكريم وتلا السبع على (القزويني البغدادي) وقرأ عليه الكشاف وحاشيته لـ (سعد الدين التفتازاني) وأخذ عنه النحو مع علمي المعاني والبيان والعروض، وكذا اشتغل على غيره في العلوم، وتميز في الأصلين والمنطق وغيرها، ومهر في النحو والمعاني والبيان وغير ذلك من العقليات، وشارك في الفقه.
ثم انتقل إلى مدينة (حسن كيف) الكردستانية، فأخذ عن (الجلال الحلواني) في العربية، قدم إلی مدينة (دمشق)، فلازم (العلاء البخاري)، ثم قصد مدينة (القاهرة) وهو فقير جداً، ثم رحل عنها إلى (بلاد الروم) بصحبة (ملا محمد يَكان)، وصادف من ملكها (السلطان مراد خان) حظوة، فاتفق أنه مات وهو هناك (الشيخ شمس الدين الفنري).
علم ودرس للسلاطين والأمراء، وكان ذا رهبة وحزم في أمور التعليم والأدب والفقه والتثقف، ولم يقبل بالوظائف الوزارية وفضل عليها التعليم والإرشاد للخاصة والعامة.
جاء في كتاب (الطبقات السنية في تراجم الحنفية) لمؤلفه (تقي الدين بن عبد القادر التميمي الداري الغزي المصري الحنفي): “إن المولى محمد أدمغان الشهير بـالمولى يكان، لما دخل القاهرة في سفر الحجاز لقيه الكوراني فأخذه معه إلى بلاد الروم، فلما لقي السلطان مراد خان قال له: هل أتيت إلينا بهدية قال نعم معي رجل فاضل عامل، كامل فقيه، مفسر محدث، بارع في العلوم، قال أين هو؟ قال بالباب فأرسل إليه السلطان فدخل عليه وسلم وتحدّث معه ساعة فرأى فضله، في النهاية، وأعطاه مدرسة جده مراد خان الغازي، بمدرسة بورسا، ثم جعله معلماً لولده محمد خان، ولما جلس السلطان محمد خان على السرير أكرمه غاية الإكرام، وقلده منصب الفتوى وغير ذلك وصنف في أيامه تفسيراً للقرآن، سماه الأماني، وشرح صحيح البخاري، وحواشي على شرح الجعبري للشاطبية، وغير ذلك، وكان يحيي الليل كله بقراءة القرآن ويختمه في كل ليلة. قولاً بالحق ذا وجاهة وفضل”.
انتقل من قضاء العسكر إلى منصب الفتوى وتردد إليه الأكابر. وشرح جمع الجوامع وكثر تعقبه للمحلي وعمل تفسيراً وشرحاً على البخاري، وقصيدة في علم العروض نحو ستمائة بيت، وأنشأ بإسطنبول جامعاً ما زال باقيا ومدرسة سماها دار الحديث، وعمرّ الدور وانتشر علمه فأخذ عليه الأكابر. عُرف إنه عرضت عليه الوزارة فلم يقبلها، وأنه أتاه مرة مرسوم من السلطان فيه مخالفة للوجه الشرعي فمزقه، وإنه كان يخاطب السلطان باسمه ولا ينحني له ولا يقبل يده بل يصافحه مصافحة، وأنه كان لا يأتي إلى السلطان إلا إذا أرسل إليه وكان يقول له مطعمك حرام، وملبسك حرام فعليك بالاحتياط، وذكر له مناقب جمة تدل على أنه من العلماء العاملين.
من أشهر كتب ومصنفات (ملا أحمد الكوراني) هي:
ــ كتاب (غاية الأماني في تفسير السبع المثاني)، يفسر فيه القرآن الكريم.
ــ كتاب (الكوثر الجاري في رياض البخاري) يشرح فيه أحاديث البخاري في عدة مجلدات.
ــ كتاب (الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع) وهو كتاب للسبكي في الأصول.
ــ كتاب (الشافية في علم العروض والقافية) وهو كتاب شعري يتضمن 600 بيت.
ــ شرح الكافية لابن الحاجب في النحو.
ــ حواشي على شرح الجعبري للشاطبية.
ــ فرائد الدرر في شرح لوامع الغرر.
توفي (ملا أحمد كوراني) في مدينة (القسطنطينية ـ إسطنبول)، سنة 893هـ/1488م.
وكالات
No Result
View All Result