No Result
View All Result
المشاهدات 3
استيرك كلو_
لجأت دولة الاحتلال التركي إلى استخدام أوراق عديدة في المنطقة وخاصةً بعد حرب إسرائيل وحماس التي خرجت منها خاسِرة، والآن تركض وراء جني ثمار اتفاقياتها البائِسة على الطاولة العراقية التي اختلف عليها الكثير من الجهات ما بين المعارض والمؤيد في حكومة العراق الائتلافية، والتي جوبِهت بمظاهرات شعبية وردود فعل قوية من قِبل الشخصيات الوطنية والديمقراطية الكردستانية والعراقية على حدٍّ سواء. غزت تركيا العراق عام 1983 وثم أعادت الكرة في عام 1985 ضمن اتفاق عسكري مُبرم بين الطرفين، ومن جانب آخر تركت تركيا الأراضي العراقية في مواجهة القحط عبر السدود التي حُرِمت من خلالها آلاف الهكتارات من الري، وفرضت نفوذها عبر الديمقراطي على الإقليم، للحصول على البترول إلى جانب استغلالها الاقتصادي، وتوغلت أكثر من 70 كم في أراضي جنوب كردستان بحجة القضاء على حزب العمال الكردستاني، حيث استخدمت كافة أنواع الأسلحة الكيماوية والتكتيكية الشاملة، حيث هجّرت على إثرها المئات بل الآلاف من أهالي قضاء سيدكا وكلالي والعديد من المناطق الأخرى.
تركيا تتبع سياسة التوطين القسري في قرى دهوك كما فعلت في شمال كردستان أعوام التسعينات طمعاً في القضاء على حركة التحرر الكردستانية التي تجاوزت الأربعة عقود بعد انعطافة 15 آب قبل عدة أيام. سيخسر العراق سيادته إن قَبِل بالشروط التركيّة؛ لأنها سيُشرعن بذلك الوجود التركي على أهم أجزائه ومنها إقليم كردستان وشنكال بمساندة حزب الديمقراطي الكردستاني الذي فتح الأبواب على مصراعيها للاحتلال التركي.
أما بخصوص طلب تركيا التطبيع مع سوريا، فله أبعاد كثيرة ومرتبطة بعدة جوانب لا يمكن التغافل عنها، أولها، التهديد الإسرائيلي على الحدود الجنوبية لسوريا وثانيها هجماتها المتواصلة على الجنوب اللبناني الذي يؤثر بدوره على سوريا مباشرةً، وثالثها، الصراع بين الجانب الإيراني والروسي إذ تحاول تركيا استغلال هذه الفرصة عبر خلق الفتن بين الشعوب السوريّة آخذةً من الإدارة الذاتية الديمقراطية بجميع شعوبها هدفاً رئيسياً لغزوها.
حاولت حكومة دمشق وبمساندة إيرانية السيطرة على الجانب الشرقي من منطقة دير الزور وخاصةً منطقة الدحلة وذيبان، التي تُعتبر المنطقة الحدودية الأكثر تعرضاً لمثل هذه الهجمات منذ إعلانها كإدارة ذاتية ديمقراطية، لكن المحاولة لم تنجح كما العام الماضي وتحديداً بتاريخ 27/8/2023. هذه المرة خرجت قوات قسد من هذه المعركة منتصرةً؛ بسبب الدعم الشعبي والعشائري لها في تلك المنطقة. بدا موقف حكومة دمشق الأضعف في هذا الهجوم حتى بعد المداخلة الروسيّة التي وجدت من هذا التصعيد خسارةً لها أيضاً.
الأزمة السوريّة ملف موضوع على الرف دولياً رغم الاجتماعات المتتالية، لكن لم تجلب معها سوى تعقيدات أخرى وجرها إلى أزمات أكبر وخاصةً في ظل استمرار هجمات الاحتلال التركي المستمرة على العديد من المناطق مثل الشهباء وريف منبج وتل تمر وعموم المناطق الحدودية.
تركيا في تحد خاسر أمام الاستمرار في مشروع تطبيعها مع سوريا، فلا يمكنها تحقيقه نظراً للظروف التي تمر بها سياسياً وعسكرياً من جانب، ووجود إدارة ذاتية ديمقراطية تواجه الاحتلال التركي ومطامعه في سوريا أكثر من 12 عاماً.
No Result
View All Result