محمد حجي: “نحن حزب جماهيري معيارنا الوطنية العريضة”

حاوره/ رامان آزاد –

حداثةُ عهدٍ في العملِ السياسيّ وحضورٌ نشطٍ في الحواراتِ الوطنيّة ولقاءاتٌ جماهيريّةٌ مكثفة، منذ الولادةِ على ضفافِ الفراتِ في مدينةِ الطبقة المحررة، إنه حزب سوريا المستقبل، الذي يسعى لإثباتِ الحضورِ على الساحةِ السوريّة، معوّلُه الجماهيرُ والهدفُ مستقبلُ الوطنُ وإيجاد سبيلٍ للخروجُ من الأزمة. 

 أجرت صحيفتنا حواراً مع رئيس فرع حلب لحزب سوريا المستقبل محمد حجي، وفي استعراضٍ لمجملِ مسيرةِ الحزبِ وتقييمٍ عام لعمله؛ أكّد بأنّ الحزب جماهيريٌّ يمارس العملَ السياسيّ علناً ببرنامجٍ واضحٍ وصريحٍ، وأنهم على تواصلٍ مع الأحزاب والأطراف المختلفة في جميع المناطق السوريّة ومعيار اللقاء مع كل الأطراف هو الخطوة الوطنيّة العريضة، وأنّهم يقفون على مسافةٍ واحدةٍ من جميع القوى والحركاتِ والأحزابِ السياسيّةِ الموجودة في الساحةِ، بدون إقصاءٍ لأحد أو أخذ مكان أحد. وفيما يلي نص الحوار:

ــ وُلِد حزبُ سوريا المستقبل في ظروفٍ معقّدةٍ سياسيّة، ما التقييمُ الحالي لمستوى الحزبِ التنظيميّ بعد جهود واضحة بُذلت للتعريفِ به عبر لقاءات جماهيريّة؟

ـ تم الإعلانُ عن تأسيس حزب سوريا المستقبل في المؤتمر التأسيسيّ الذي انعقد في مدينة الطبقة السوريّة بعد تحريره من رجس الإرهاب بتاريخ 27/3/2018 بحضورِ شخصياتٍ وفعّالياتٍ مجتمعيّةٍ ومثقفين وطنيين، في ظروفٍ بالغةِ الدقةِ وبعد مرحلةٍ شهدت تراكماتٍ وتناقضاتٍ ولّدتها الأزمةُ السوريّة وفي ظلِّ الفشلِ المستمرِ لإيجادِ حلولٍ مستدامةٍ تُنهي الأزمة وتنتقل من مرحلة الحربِ والخراب والدمار إلى مرحلةِ المستقبلِ والإعمارِ.

بعد الإعلانِ عن الحزبِ رسميّاً؛ قمنا بالعديد من الفعّالياتِ الجماهيريّةِ للتعريفِ بالحزب وتأكيد ارتباطه بالجماهير مباشرةً، وعدم الابتعادِ عن همومِ المجتمع والمواطن ومشاكله، وذلك في مسعىً للتعبيرِ الواضحِ عن جدّيّةِ الحزبِ في رسمِ سياساته المرتبطةِ بتطلعاتِ الجماهيرِ والمصلحة الوطنيّة.

ــ سوريا المستقبل؛ عنوان وطنيّ بامتياز عابرٌ لكلّ المكوناتِ والانتماءاتِ؛ من خلال مراجعة المرحلة الماضية منذ التأسيس، ما هو تقييمُ درجةِ الاستقطابِ الشعبيّ له كمشروعِ حلٍّ سياسيّ؟

من خلال الاستقطابِ الشعبيّ والقبولِ الجماهيريّ الذي لمسناه في المشاركةِ بالفعّالياتِ الحزبيّةِ والجماهيريّةِ التي قمنا بها نؤكّد أنّ الخطواتِ المدروسةَ والممنهجة في مسيرةِ الحزب خلال هذه الفترة الوجيزة تؤكّدُ على الالتفاف الشعبيّ وتقبّلِ فكرةِ حزب سوريا المستقبل وحالة تفاؤلٍ بالخيرِ لتحقيقِ مطالبهم في الحياةِ الكريمةِ.

ــ تتعدّدُ التوجّهاتُ والرؤى السياسيّة حول الأزمةِ السوريّةِ ومعظمها يتصلُ بمصالح خارجيّة، ما الذي سيضيفه حزب سوريا المستقبل على المشهدِ السوريّ، فيما يتصل بالحلّ السياسيّ أو بعبارة أخرى تصوركم لسوريا المستقبل؟

إننا في حزب سوريا المستقبل نقفُ على مسافةٍ واحدةٍ من جميع القوى والحركات والأحزاب السياسيّة الموجودة في الساحة السوريّة، ولا نسعى لإقصاء أحد وأخذ مكان أحد، ونؤمن بأنَّ سوريا تتسعُ للجميعِ ومن حقِّ الجميعِ العملُ بما فيه مصلحةِ الوطن والمواطن وفق حقوق وواجبات متفقٍ عليها بين جميع الأطراف للتوجّه بالبلاد نحو سوريا لا مركزيّة يمارسُ فيها الجميع حقوقهم في الإدارةِ، في إطار ديمقراطيّ بالعلاقات المجتمعيّة لا إقصاء ولا تهميش فيه لأحدٍ، وضمن تعدديّة تحفظُ هوية الجميع وانتماءاتهم وخصوصياتهم الثقافيّة والاجتماعيّة.

ــ من الإنصاف القول: “إنَّ وجودنا لا يعني نكرانَ وجود الآخرين” فذلك يعني التجاهل أو الجهل، ما يتطلب الانفتاح على الآخر، السؤال؛ مع من يتواصلُ حزب سوريا المستقبل؟

كما ذكرنا سابقاً نحن حزبٌ جماهيريٌّ نمارسُ العملَ السياسيَّ علناً وبرنامجنا واضحٌ وصريحٌ وقد قمنا بالتواصلِ مع الأحزابِ والأطرافِ المختلفة في جميعِ المناطقِ السوريّة، ومعيارُ اللقاءِ مع كلِّ الأطرافِ هو الخطوةُ الوطنيّةُ العريضة وتقاسمُ الرؤية المشتركة لإيجادِ آليات الحلّ ورسم خارطةِ الطريق للمستقبل، ونحن لا نضعُ خطوطاً حمراء حول الأطرافِ والقوى الموجودة طالما أنّها تنتهجُ المسارَ الديمقراطيّ العلمانيّ في سياساتِها ورؤيتها لمستقبلِ الحلِّ في سوريا.

ــ حضر حزب سوريا المستقبل مناسبات للحوار في عين عيسى كما كان حاضراً في لقاء دمشق، ما التقييم العام لهذه اللقاءات ودرجة فاعليتها والفرق بينها والآمال التي يمكن أن تُعقد عليها؟

خطابنا في حزب سوريا المستقبل صريح ومباشر ويتصلُ بالحوارِ السوريّ ـ السوريّ وندركُ تماماً أنّ الحلَّ لن يأتيَ من الخارجِ، بل على العكسِ، فالسوريون وحدهم المعنيون بهذا الحلِّ. لهذا؛ نشاركُ في كلِّ الفعاليات واللقاءات التي تسير في هذا المنحى ومنها مشاركتنا في اللقاءِ الحواريّ بعين عيسى، أما بشأن الحوارِ مع دمشق فحزبنا كان موجوداً ضمن وفدِ مجلس سوريا الديمقراطيّة ونعتبر هذا من الخطواتِ الصحيحةِ الجادةِ لإيجادِ حلٍّ للأزمة، وهو تجسيدٌ لحوارِ السوريين فيما بينهم.

ــ يتواصلُ الحديث عن لجنةٍ لصياغةِ الدستورِ وإحياءِ مسار سوتشي بالتوازي مع حوار وطنيّ وفق مرجعيّة جنيف والقرار الأمميّ 2254، هل تلقّى سوريا المستقبل أيّ دعوة وما مستواها؟

لم نتلقَ أيّ دعوة بخصوص المشاركة بلجنة صياغة الدستور، وهذا هو الخطأ بعينه. بالطبع لسنا الوحيدين الذين لم يتم دعوتهم، بل غيب عنها ممثلي الشمال السوري أيضاً.

ــ ما الذي يمكن عمله لإطلاق حوارٍ سوريّ- سوريّ؟ وأين وصلت تلك الجهود؟ ومن يعطّل هكذا حوار؟

نحن في حزب سوريا المستقبل كما قلت نؤيّدُ هذه الخطواتِ ونسعى حالياً لوضعِ برنامجٍ عملٍ لإطلاقِ مشروعٍ داعمٍ لمساراتِ الحوار السوريّ بمشاركةٍ واسعةٍ دون إقصاءٍ أو تهميشٍ لأحدٍ للوصولِ إلى صيغٍ واضحةٍ تجمع السوريين تحت سقف الوطن الواحد، ومن المؤكدِ أنَّ التدخّلَ الدوليّ هو الذي يعطّلُ الحوارَ، ولو تُرك الأمرُ للسوريين وحدهم لأخذتِ الأزمة مساراً آخر مختلف.