No Result
View All Result
المشاهدات 5
هيفيدار خالد_
شكّلت الرصاصة الأولى التي أطلقها المناضل الفذ الكبير، والمقاتل الكردي محارب الجبل والقيادي الأسطوري الثوري حامل المبادئ والقيم الحرة من أجل الإنسانية، معصوم قوقماز “عكيد” ضد الفاشية التركية في ثمانينات القرن الماضي وفي قلب كردستان تحديداً، فجرَ حياةٍ جديدةٍ في أجزاء كردستان الأربعة، وبداية مرحلة مصيرية بالنسبة للشعب الكردي، وأصبحت فلسفة الحياة التي انتهجها القيادي الخالد عكيد نهجاً نيّراً ودرباً للخلاص من الظلم الذي يتعرض له أبناء الشعب الكردي الذي تضرب جذوره في أعماق التاريخ، فكان بمثابة بارقة أمل لإنقاذ الإنسانية جمعاء من الظلم والطغيان.
الروح المقاومة التي خلقتها قفزة 15 آب العظيمة في جبال كردستان ذاع صيتها في المدن والقرى والبلدات الكردية كافةً، باعثةً روح النضال من أجل حياةٍ حرّة مرّةً أخرى. لتبدأ من بعدها أفواجٌ من الشباب والشابات الكرديات بهجر الحياة البائسة التي كانوا يعشونها، والالتحاق بنضال الحرية والكرامة في جبال كردستان، حيث ترتسم الإنسانية بأبهى معانيها؛ للبحث عن الحقيقية والذات والجوهر الذي فُقِدَ خلال سنوات الظلام.
هذه القفزة التي كانت بمثابة انبعاثٍ وميلادٍ جديد للشعب الكردي، حققت مكتسبات حقيقية على الصعد العسكرية والسياسية، ووجهت ضربةً قاضية للفاشية التركية التي كانت تحاول قمع الشعب الكردي، واستهداف وجوده واستئصال جذوره بسياسات الإبادة التي كانت تُطبقها بحقه، وما زالت حتى يومنا هذا، بشتى الطرق والأساليب الاستبدادية، ضاربةً بعرض الحائط الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية كافة.
مع قفزة 15 آب التاريخية دخل نضال حركة حرية كردستان مرحلةً جديدة واكتسب هُويةً خاصّة به، هوية ذات طابعٍ فريدٍ تميّز به المجتمع الكردستاني، وترسخ لدى الكثير مفهوم الحياة الحرة والنضال الثوري والتضحية بالذات من أجل تحقيق النصر على أعداء الشعب الكردي، والحفاظ على قيمه الأصيلة في وجه سياسات الإنكار والذهنية الفاشية العنصرية.
نعم، كسرت حملة 15 آب الثورية الصمت المُطبق الذي كان يُخيّم على المنطقة باعثةً الأمل من جديد في نفوس الشعب الكردي، والخوف والرعب في نفوس أعدائه. نعم، بها استعاد كرامته بعد أن تجرّع مرارة الفقد والحرمان والذل والخنوع والهوان.. بها استطاع أن يقرر مصيره بنفسه، ويعبّر عن إرادته وذاته في وجه آلة الموت التي كانت تحيط به.. بها خُلقت حياة جدية في كردستان عامة، لتهب نسمات الحرية من قلبها على أنحاء الشرق الأوسط محملةً بالعنفوان الثوري والعزيمة والإصرار والتحدي الذي رسّخ مفاهيم الانتفاضة أيما ترسيخ، وأبرز معاني الكفاح الحقيقي بوجه آلة القتل والدمار.
الروح الثورية التي خُلقت في 15 من آب ألحقت هزيمة كبيرة بالجيش التركي وأركان نظامه المجرم، ألحقت الهزيمة والذل والانكسار بدائرة الحرب الخاصة التي كانت تقود الإبادة السياسية والثقافية ضد الكرد، وتُشرعن الموت والقتل لأطفاله وشيوخه ونسائه. نعم، في 15 آب من عام 1984 كُتب تاريخ جديد من النضال للشعب الكردي؛ إذ كان للكرد مع الدولة التركية حديث آخر لا تفهم سواه.
No Result
View All Result