No Result
View All Result
المشاهدات 6
هيفيدار خالد_
منذ أيام تشهد منطقة دير الزور هجمات لمجموعات مسلحة تابعة لحكومة دمشق وعناصر مما يُسمى الدفاع الوطني ضد المناطق المأهولة بالمدنيين العُزّل، أسفرت عن استشهاد العديد من المدنيين وإصابة العشرات وإلحاق أضرار جسيمة بممتلكاتهم ومنازلهم، في محاولة منها لخلق فوضى أمنية في المنطقة وبث حالة من الذعر والخوف بين صفوف الأهالي هناك، مستغلةً الصمت الدولي تجاه ما يحصل في سوريا منذ أكثر من اثني عشر عاما.
تحاول حكومة دمشق من خلال هذه الهجمات استهداف سكان دير الزور والإدارة الذاتية التي تمثلهم والقوات الأمنية التي تدافع عنهم الهجمات الخارجية التي تحاول استهداف مؤسسات بنوها بأنفسهم من أجل إدارة منطقتهم بأيديهم. بالطبع، لا يخفى على أحد أن حالة الاستقرار التي كانت تسود منطقة دير الزور لم تَرُق للعديد من الأطراف الإقليمية والدولية وعلى رأسها حكومة دمشق والمتحالفون معها، وكذلك دولة الاحتلال التركي التي وجدت في اندلاع حالة من الفوضى هناك فرصة لتصعيد هجماتها ضد مناطق شمال وشرق سوريا واحتلال المزيد من الأراضي السوريّة، مستغلةً صمت حكومة دمشق وحليفتها الرئيسة روسيا التي حوّلت البلاد إلى ساحة مُستباحة للعديد من الأطراف الإقليمية، لتنفيذ أجنداتها ومصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
ما لفت انتباهي في الأحداث الأخيرة التي شهدتها دير الزور هو تضامن سكان القرى التي استهدفتها المجموعات المسلحة التابعة لحكومة دمشق؛ مع قوات سوريا الديمقراطية التي ردت على الهجوم المُباغت وتصدت لمحاولات استهداف المدنيين بكل قوة وعزم وإصرار، إضافة إلى مواقف العشائر العربية بكافة أطيافها الداعمة لقوات سوريا الديمقراطية المدافعة عن المدينة، بعد إصدارها العديد من بيانات الاستنكار والتنديد بالممارسات والانتهاكات التي ارتكبتها هذه المجموعات وعناصر ما يسمى الدفاع الوطني، مُعبّرين عن سخطهم تجاه تلك السياسات المعادية لإرادتهم المُنكرة لوجودهم.
المواقف الشعبية وردود الفعل العشائرية كانت محل تقدير واحترام يعوّل عليها في بناء ثقة التآخي وأخوّة الشعوب في المنطقة؛ الأخوة التي كانت وما زالت بوصلة الشعوب للوصول إلى بر الأمان، سكان دير الزور هم من وقف في وجه كافة المخططات القذرة التي حاولت النيل من إدارتهم عبر إيصالهم رسالة واضحة بأنهم سيقفون إلى جانب القوات التي تحميهم وتدافع عنهم.
الكل بات على علم ودراية تامة بِمَن قام بتحرير دير الزور من إرهاب مرتزقة داعش وبمَن وفّر الأمن والاستقرار بعد ظلام دام لسنوات. لذا؛ لن تستطيع حكومة دمشق وحلفاؤها اللعب أو المساومة على قوات سوريا الديمقراطية عند سكان دير الزور وعشائرها التي خرجت منددةً مستنكرةً لما تتعرض له مناطقهم من ألاعيب قذرة هدفها خلق الفتنة بين العشائر والقبائل العربية؛ فشعوب المنطقة بعد أكثر من اثني عشر عاماً من المجازر التي لحقت بهم على يد القوات الحكومية وحلفائها على مرأى ومسمع من العالم، باتت تعلم ما تريده قوات حكومة دمشق منهم، وماذا ستجلب لهم حال دخولها مناطقهم.
No Result
View All Result